تساقط الشعر عند الأطفال قد يكون أمرًا مقلقًا للأهل، خاصة عندما يحدث بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من أن تساقط الشعر يعتبر أكثر شيوعًا لدى البالغين. إلا أن الأطفال قد يواجهون مشاكل مشابهة لأسباب متعددة. نستعرض هنا أسباب تساقط الشعر عند الأطفال، والعلامات التي تستدعي القلق، وطرق العلاج المتاحة.
أسباب تساقط الشعر المرضية عند الأطفال
سعفة الرأس (Tinea Capitis):
وهي عدوى فطرية تؤثر على فروة الرأس والشعر للأطفال، وتسبب بقعًا دائرية صلعاء قد تظهر على شكل بقع جافة ومتقشرة. حيث تدخل الفطريات إلى بصيلات شعر الطفل وغالبًا إلى خصل من الشعر وقد تؤثر أيضاً على الرموش والحاجبين. قد يكون داء سعفة الرأس التهابيًا أو غير التهابي. وللعلاج يصف الطبيب مضادات الفطريات عن طريق الفم لمدة تتراوح بين 6-8 أسابيع.
- سعفة الرأس الاتهابية، وهي بقع مؤلمة مملوءة بالصديد وتخرج أحيانًا سائل وذلك نتيجة رد فعل جهاز المناعة ضد الفطريات وقد يسبب هذا النوع من سعفة الرأس إلى تشوهات وفقدان دائم للشعر في مكان الإصابة.
- سعفة الرأس الغير التهابية، عادةً ما تكون غير مؤلمة ولا تسبب فقدان دائم للشعر ولكن قد تسبب تكسر لخصل الشعر عند أو فوق سطح فروة الرأس.
داء الثعلبة (Alopecia Areata)
وهو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط الشعر على شكل بقع دائرية أو بيضاوية. يظهر غالبًا فجأة دون أي أعراض أخرى حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الجريبات التي ينمو منها الشعر. وقد لا يقتصر ظهوره على فروة الرأس فقط فيمكن أن تظهر ثعلبة الأطفال على شكل عدة بقع على أي موقع يحتوي على الشعر في الجسم، بما في ذلك الحواجب والرموش. وللعلاج قد يصف الطبيب أدوية موضعية تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، أو المينوكسيديل.
وتأتي الثعلبة بأشكال مختلفة وذلك اعتماداً على نمط تساقط الشعر ومنها:
- ثعلبة موضعية: تظهر بقع صلعاء على فروة رأس الطفل.
- ثعلبة إجمالية: يتساقط كل الشعر من فروة الرأس.
- ثعلبة شاملة: يتساقط كل الشعر من الجسم.
التساقط الكربي (Telogen Effluvium)
يحدث تساقط الشعر الكربي نتيجة تغيير في دورة نمو الشعر فهو حالة تدخل فيها بصيلات الشعر مرحلة من الراحة وتسقط بشكل أكثر سهولة من المعتاد. فبدلاً من فقدان 100 شعرة في اليوم كما يحدث عادةً، يفقد الأطفال 300 شعرة في اليوم. وهناك العديد من الأسباب المحتملة لسقوط الشعر الكربي لدى الأطفال فقد يحدث بسبب التوتر، الحمى، العدوى، أو صدمة نفسية او تناول بعض الأدوية أو وجود حالة طبية أساسية. غالباً ما يكون مؤقتًا ويتعافى الشعر من تلقاء نفسه خلال 6 أشهر إلى سنه.
اضطرابات الغدة الدرقية
قصور الغدة الدرقية يمكن أن يسبب جفاف الشعر وتساقطه. يمكن أن تسبب اضطرابات الغدة الدرقية ليس فقط تساقط الشعر، ولكن أيضاً وقف نمو الشعر تماماً. ولكن لحسن الحظ، عادةً ما يعاود الشعر النمو بشكل طبيعي عند علاج المشكلة. ومن الجدير بالذكر أن تساقط الشعر المرتبط بالغدة الدرقية لا يظهر فقط على فروة الرأس، ولكن أيضاً على الشعر في جميع أنحاء الجسم مثل الحواجب.
نتف الشعر (Trichotillomania)
وهو اضطراب نفسي يتسبب في شعور الأطفال برغبة لا يمكن التحكم بها في نتف شعرهم ويصنفها بعض الأطباء على أنها أحد أشكال الوسواس القهري. وعلى الرغم من أن نتف شعر الرأس هو الأكثر شيوعًا ولكن هناك بعض الأطفال ينتفون أيضًا الشعر من أي مكان في الجسم بما في ذلك الرموش، والحواجب، والذراعين، والساقين. وللعلاج عادةً ما يحتاج هذا النوع من التساقط إلى تدخل نفسي حيث لا تعتبر الأدوية العلاج الرئيسي لنتف الشعر، لكن بعض الأطفال قد يستفيدون من تناولها للمساعدة في الاضطرابات الأخرى التي قد تكون لديهم، مثل الاكتئاب.
سوء التغذية
يعد نقص بعض الفيتامينات والمعادن لدى الأطفال مثل الحديد، الزنك، النياسين، البيوتين، البروتين والأحماض الأمينية أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر . على سبيل المثال يمكن أن يؤدي نقص البروتينات إلى شعر جاف وهش يتساقط بسهولة. يمكن أيضاً أن يسبب تناول كمية كبيرة من فيتامين A إلى تساقط الشعر. وعادةً ما يتطلب تشخيص السبب إجراء اختبارات للدم لتحديد مستويات العناصر الغذائية.
أسباب تساقط الشعر الغير مرضية عند الأطفال
تساقط شعر حديثي الولادة
يتساقط شعر الأطفال الرضع خلال الأشهر الستة الأولى بعد ولادتهم، حيث يفقد معظم الأطفال الشعر الذي يولدون به وخاصة في مناطق الاحتكاك. ويعتبر هذا النوع من تساقط الشعر هو أمر طبيعي تمامًا وليس هناك ما يدعو للقلق. عادةً ما يفقد الرضع الشعر في الجزء الخلفي من فروة الرأس. وذلك بسبب فرك الرأس تنيجةً لوضعية نومهم وعدم قدرتهم على الجلوس. وبمجرد القدرة على الجلوس يبدأ شعرهم بالنمو مرة أخرى.
المواد الكيميائية
عادةً ما تحتوي بعض أنواع المنتجات الخاصة بالشعر على مواد كيميائية قاسية قد تضر بجذع الشعر على سبيل المثال الصبغات وبخاخات تلوين الشعر والمثبتات وغيرها. لذا يجب محاولة تجنب استخدام هذه المنتجات للأطفال أو استخدام منتجات غير سامة ومخصصة للأطفال.
العادات السيئة في العناية بالشعر
شد الشعر بقوة أثناء التصفيف قد يؤدي إلى تساقط الشعر وذلك نتيجة للشد المتكرر والمطول. حيث يسبب الشد المتكرر في إلحاق الضرر بجذور الشعر مما يعطل دورة نمو الشعر الطبيعية، بالإضافة إلى الالتهاب وضعف بصيلات الشعر مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى تكسره وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى الفقدان الدائم للشعر>
متى يكون تساقط الشعر خطيرًا؟
تساقط الشعر عند الأطفال يمكن أن يكون مصدر قلق للأهل، لكنه غالبًا ما يكون قابلاً للعلاج إذا تم تحديد السبب بشكل صحيح. من المهم مراقبة أي تغيرات على فروة رأس الطفل واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية. العلاج المبكر والاهتمام بالتغذية والعناية السليمة يمكن أن يساعدا في استعادة صحة الشعر بشكل طبيعي. ومن العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب فوراً:
- تساقط مفاجئ وكثيف للشعر.
- وجود بقع صلعاء دائرية أو غير منتظمة.
- حكة شديدة أو ألم في فروة الرأس.
- احمرار أو تقشر الجلد في مناطق التساقط.
- تساقط الشعر المصحوب بأعراض عامة مثل التعب أو فقدان الوزن.
طرق تشخيص تساقط الشعر
يقوم الطبيب عادة بإجراء الفحوصات التالية:
- الفحص البدني: للتحقق من فروة الرأس وبصيلات الشعر.
- فحوصات الدم: للكشف عن نقص الفيتامينات أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- الفحص المجهري: للتحقق من وجود عدوى فطرية.
- اختبارات مناعية: لاستبعاد داء الثعلبة.
طرق علاج تساقط الشعر عند الأطفال
العلاج الدوائي، يعتمد نوع العلاج المناسب على السبب الرئيسي لتساقط الشعر، فهناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج مشاكل تساقط الشعر لدى الأطفال مثل استخدام مضادات الفطريات لعلاج سعفة الرأس والكورتيكوستيرويدات الموضعية لداء الثعلبة وغيرها من العلاجات التي يتم تحديدها بعد التشخيص وإجراء التحاليل اللازمة.
تحسين التغذية، يجب على الآباء تضمين الأطعمة الغنية بالبروتينات، والحديد، والزنك في البرنامج الغذائي اليومي للأطفال. بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية إذا كان هناك نقص موثق وذلك بعد توصية الطبيب المعالج.
العلاج النفسي، يمكن للمعالج النفسي أن يساعد في علاج حالات اضطراب شد ونتف الشعر. وذلك باستخدام طرق تعديل السلوك وتقنيات الاسترخاء للتقليل من التوتر والقلق.
نصائح للعناية بشعر الأطفال
- تجنب استخدام الزيوت الثقيلة أو المواد الكيميائية بشكل متكرر.
- غسل الشعر بشامبو لطيف ومناسب لعمر الطفل.
- تمشيط الشعر بلطف باستخدام فرشاة ذات شعيرات ناعمة.
- تشجيع الطفل على عدم شد شعره أثناء التوتر.
- تجنب استخدام الحرارة عند تجفيف شعر الأطفال.
- استخدام منتجات طبيعية وخالية من المواد الكيميائية الضارة.