جفاف المهبل حالة مرضية تعاني منها الكثير من النساء خاصة في سن اليأس. وذلك بسبب انخفاض هرمون الإستروجين أو بسبب الرضاعة الطبيعية وتناول بعض الأدوية. ويعد انقطاع الطمث السبب الأكثر شيوعاً من أسباب جفاف المهبل وتُعرف هذه الحالة بالمتلازمة البولية التناسلية لانقطاع الطمث (GSM) أوالضمور المهبلي.
عادةً ما يسبب جفاف المهبل الألم أثناء الجلوس والتبول والجماع وممارسة التمارين الرياضية مما يؤدي إلى التأثير على الحياة الشخصية. يمكن أن يصيب النساء في جميع الأعمار بما يعادل واحدة من كل ثلاث نساء تقريباً.
بعض أسباب جفاف المهبل
- تناول حبوب منع الحمل والأدوية المضادة للإستروجين المستخدمة لعلاج الأورام الليفية وبطانة الرحم وبعض مضادات الإكتئاب ومضادات الهيستامين.
- علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي والهرموني.
- استخدام الصابون المعطر والبخاخات حول منطقة المهبل أوداخله.
- استئصال المبايض.
- اضطرابات المناعة الذاتية المسببة للجفاف في جميع أنحاء الجسم (متلازمة سجوجرن).
- الإصابة بمرض السكري.
أعراض جفاف المهبل
- كثرة التبول والإصابة بالتهابات المسالك البولية أو عدوى الخميرة.
- حرقان وحكة في المهبل وألم في منطقة الفرج.
- الإصابة بنزيف بعد الجماع نتيجةً لتضرر أنسجة جدار المهبل.
- عدم الرغبة في الجماع.
تشخيص جفاف المهبل
يسأل طبيب الأمراض الجلدية خلال جلسة التشاور عن التاريخ الطبي ومدة الشكوى من الأعراض المصاحبة لجفاف المهبل مثل الحرقان والحكة. ومن ثم يقوم الطبيب بفحص المهبل من حيث ترقق الجدار واحمرار المنطقة للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى للأعراض مثل التهاب المسالك البولية والتهابات المهبل. وقد يحتاج الطبيب لإجراء اختبار لمنطقة عنق الرحم أو إجراء فحص مجهري للإفرازت المهبلية.
علاج جفاف المهبل
العلاجات الهرمونية
أوسبيميفين (Ospemifene) من الأدوية المتناولة عبر الفم يسمى معدل الإستروجين الإنتقائي. ويعمل على علاج ضمور المهبل ولا يستخدم للنساء المصابات بسرطان الثدي.
العلاجات الموضعية
يعد العلاج الموضعي بالإستروجين الأكثر شيوعاً لجفاف المهبل مما يساعد على تخفيف الأعراض المصاحبة لجفاف المهبل دون وصول كميات كبيرة من هرمون الإستروجين في الدم مثل العلاج الهرموني المتناول عبر الفم ومن العلاجات الموضعية :
- مرطبات المهبل، وهي أقراص تستخدم داخل المهبل كل عدة أيام للترطيب والمحافظة على صحة أنسجة المهبل. حيث يتم استخدام القرص العلاجي في المهبل لمرة واحدة يومياً خلال أول أسبوعين من العلاج ومن ثم يتم وضع القرص مرتين في الأسبوع حتى يكتمل العلاج ولا تعود المريضة بحاجة لترطيب المهبل.
- كريمات ترطيب المهبل، حيث يتم استخدام أداة لوضع الكريم في المهبل يومياً لمدة أسبوع إلى أسبوعين. ومن ثم يوضع مرة إلى ثلاث مرات في الأسبوع حسب تعليمات الطبيب.
- المزلقات المهبلية، استخدام المزلقات المهبلية ذات الأساس المائي وقت الجماع لتخفيف الالآم مثل Astroglide وKY Jelly.
- حلقة الإستروجين المهبلية (Estring)، حيث يقوم الطبيب بوضعها في المهبل لتطلق تياراً ثابتاً من الإستروجين في أنسجة المهبل ويتم استبدالها كل 3 أشهر.
- الموسعات المهبلية، علاج المهبل باستخدام الموسعات وهو أسلوب علاجي يستخدم للنساء اللواتي يعانين من جفاف وضيق المهبل. وهي أجهزة ناعمة مدببة مصنوعة من مواد طبية مثل البلاستيك أو السيليكون. يهدف استخدامها إلى تمديد وتوسيع عضلات وأنسجة جدران المهبل تدريجياً لتخفيف الألم وزيادة المرونة والراحة لدى المريضة.
يمنع استخدام منتجات الإستروجين الموضعية في حالة إصابة المريضة بسرطان الثدي وخاصة في حال تناول مثبطات الأروماتاز. وكذلك الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو في حال المعاناة من نزيف مهبلي مجهول السبب وللنساء الحوامل والمرضعات.
التقنيات العلاجية
يمكن استخدام التقنيات والتطورات التكنولوجية غير الجراحية لتجديد المهبل وتعزيز صحته كوسيلة أفضل من العلاجات الموضعية لكونها علاجات مؤقتة بالإضافة للآثار السلبية الناجمة عنها. وكذلك بالنسبة للعمليات الجراحية للمهبل عالية التكلفة بالإضافة للألم الناتج عنها. ومن التقنيات المستخدمة لعلاج جفاف المهبل وتجديده:
تقنية المرفيوس 8
هي تقنية ثورية تم تصميمها لعلاج المناطق الحساسة بأمان وفعالية لتحسين الصحة الوظيفية. يتم استخدام تقنية المورفيوس 8 لشد ونضارة المنطقة الحساسة لدى السيدات. كما يتم استخدامها بهدف تجديد المهبل بشكل طبيعي وعلاج مشكلة جفافه من خلال إبر دقيقة مطلية بالذهب تساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين. وتعمل طاقة الترددات الراديوية على تسخين طبقات الجلد مما يؤدي إلى تقلص ألياف النسيج الضام وتشكيل مصفوفة نسيج ضام جديدة مما ينتج عنه سماكة لجدار المهبل وزيادة مرونته.
تحتاج المريضة عادةً من جلسة واحدة إلى ثلاث جلسات للتخلص من مشكلة جفاف المهبل تصل مدة الجلسة إلى 30 دقيقة يفرق بين الجلسات من 4 – 8 أسابيع دون الحاجة لفترة تعافي بحيث تستطيع المريضة ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي
حقن بلازما الدم الغنية بالصفائح الدموية
يعد علاج جفاف المهبل أحد أهم أسباب استخدامات البلازما للمنطقة الحساسة للنساء. تعمل البلازما على تجديد أنسجة المهبل حيث يتم حقن عينة بلازما الدم المعالجة بجهاز طرد مركزي من دم المريض نفسه في جدران المهبل مما ينتج عنه تشبع الخلايا بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية وبالتالي تبدأ عملية التجديد الطبيعي لأنسجة المهبل مما يزيد من رطوبته وسماكته ومرونته وبالتالي التخلص من حالة جفاف المهبل. عادةً ما يتم إجراء من 2 – 5 جلسات علاجية يتم إجراءها على فترات تتراوح بين 6 – 8 أسابيع دون الحاجة لفترة تعافي.
كرسي الإيمسلا وتمارين كيجل
يمكن علاج ضعف عضلات الحوض الناجم عن جفاف المهبل وانخفاض هرمون الإستروجين من خلال تمارين الحوض مثل تمارين كيجل أو استخدام كرسي ايمسلا في المراكز الطبية والذي يعمل بالطاقة الكهرومغناطيسية المركزة لتنشيط عضلات الحوض ومنها عضلات المهبل بما يعادل 11 ألف تمرين كيجل خلال 28 دقيقة تقريباً بالإضافة لتنشيط الدورة الدموية في المهبل.
علاج جفاف المهبل بالليزر
أظهر العلاج بالليزر المهبلي نتائج واعدة في العديد من الدراسات حيث يتم تخدير منطقة المهبل ووضع اسطوانة ضيقة في المهبل حيث تدور ببطء في جميع أنحاء منطقة العلاج لتوزيع طاقة الليزر بدقة عالية ليساعد الليزر على تعزيز الشفاء وتجديد الأنسجة من خلال عمل شقوق مجهرية في جلد المهبل مما يساعد على زيادة سمك ورطوبة المنطقة المعالجة واستبدال الأنسجة التالفة بأنسجة صحية جديدة لتحسين صحة المهبل وتخفيف أعراض جفاف المهبل خاصة في حال عدم القدرة على استخدام الأدوية الموضعية والهرمونية.
يستغرق العلاج 5 دقائق تقريباً دون الحاجة لفترة تعافي حيث يستطيع المرضى العودة للروتين اليومي مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية والتي تشمل بعض الإفرازات الخفيفة أو عدم الراحة ليوم أو يومين ويجب على المريضة تجنب الجماع واستخدام السدادات القطنية.
