إن دور عملية رفع جدار المهبل الأمامي والخلفي هو إصلاح وشد الأنسجة الداعمة التي تثبت الأعضاء في مكانها لاستعادة وضعها الطبيعي. ستساعد هذه الجراحة في كثير من الحالات على علاج التدلي وستختفي الأعراض المصاحبة للهبوط وغالباً ما تستمر النتائج لعدة سنوات.
حيث أن ضعف عضلات الحوض والأنسجة الداعمة لأعضاء الحوض بسبب التقدم في العمر أو الولادات المتكررة يؤدي إلى انزلاق أعضاء الحوض من مكانها وهبوطها وضغطها على جدران المهبل. وهذا ما يعرف بتدلي أعضاء الحوض مما يسبب انتفاخاً في المهبل وضغط وألم وعدم راحة بالإضافة لضعف الجهاز البولي والأمعاء.
أعراض هبوط جدار المهبل الأمامي والخلفي
- عدم القدرة على إفراغ المثانة تماماً.
- الشعور بامتلاء المثانة طوال الوقت.
- الشعور بضغط على المهبل.
- رؤية انتفاخ في فتحة المهبل أو الشعور به.
- الشعور بالألم عند الجماع.
- الإصابة بالتهابات المثانة.
- تسرب البول عند السعال أوالعطس أو رفع شيء ما.
إن هذه الجراحة في حد ذاتها لا تعالج سلس البول الإجهادي (تسرب البول عند السعال أو العطس) ولكن يمكن علاجه عن طريق إجراء جراحة لعلاج سلس البول أو من خلال إجراء غير جراحي مثل استخدام كرسي ايمسلا
تشخيص هبوط المهبل الأمامي والخلفي
يتم تأكيد تشخيص تدلي جدار المهبل عن طريق الفحص أو باستخدام المنظار. كما يمكن عمل اختبارات المثانة وتفريغ البول لمعرفة مدى القدرة على افراغ المثانة. وقد يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لمعرفة اذا ما كان هناك عدوى في المثانة.
ويمكن أن يطلب الطبيب من المريضة ملئ استبيان لتقييم التاريخ الطبي للمريضة ودرجة التدلي وتأثيره على الحياة اليومية مما يساعده في اتخاذ قرارات العلاج.
وفي بعض الحالات النادرة قد يتم اللجوء للتصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية لحجم بروز النسيج المهبلي ويمكن أيضاً استخدام التصوير الإشعاعي للتبرز والذي يجرى لمعرفة مدى كفاءة المستقيم في الإفراغ.
رفع جدار المهبل الأمامي
الهدف من رفع جدار المهبل هو تخفيف أعراض انتفاخ وارتخاء المهبل وتحسين وظيفة المثانة دون التدخل في الوظيفة الجنسية. وتستخدم الجراحة في هذه الحالة لشد الجدار الأمامي للمهبل بسبب خروج المثانة عن وضعها الطبيعي وانتفاخها أمام المهبل وتعرف هذه الحالة باسم تدلي الجدار الأمامي أو تدلي المثانة أو هبوط المثانة. أثناء الجراحة يتم دفع المثانة مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي ويتم شد وتقوية النسيج الداعم بين مقدمة المهبل والمثانة ويطلق على هذا الاجراء رفع جدار المهبل الأمامي.
تتراوح معدلات نجاح رفع جدار المهبل الأمامي من 70 – 90%% مع احتمال تكرار التدلي أو تدلي جزء آخر من المهبل.
قبل إجراء هذه الجراحة قد يطلب الطبيب من المريضة اتباع بعض الطرق الأخرى أولاً مثل تعلم تمارين تقوية عضلات قاع الحوض وتسمى تمارين كيجل كما يمكن استخدام كرسي ايمسلا والذي يساعد على إجراء 11000 تمرين كيجل أو أكثر خلال نصف ساعة وقد يطلب الطبيب من المريضة استخدام كريم الإستروجين في المهبل.
جراحة المهبل الأمامي
يمكن إجراء الجراحة تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي. يوجد عدة طرق لإجراء الجراحة ولكن الطريقة الشائعة هي إجراء شق على طول منتصف الجدار الأمامي للمهبل بدءاً من المدخل بالقرب من الجزء العلوي من المهبل. ومن ثم يتم إصلاح الطبقات الضعيفة باستخدام غرز قابلة للإمتصاص وفي بعض الأحيان يتم إزالة الجلد المهبلي الزائد.
أما إذا كان التدلي شديد أو كانت العملية مكررة يمكن استخدام الشبكة لتقوية جدار المهبل الأمامي.
رفع جدار المهبل الخلفي
الهدف من رفع جدار المهبل الخلفي هو تخفيف أعراض انتفاخ المهبل والتراخي وتحسين وظيفة الأمعاء دون التدخل في الوظيفة الجنسية. وتستخدم الجراحة هنا لشد جدار المهبل الخلفي الناتج عن خروج المستقيم عن وضعه الطبيعي وانتفاخ الجزء الخلفي من المهبل. مما يتسبب في ترهل الجدار الخلفي للمهبل واختلال وظيفة الأمعاء وتعرف هذه الحالة باسم تدلي الجدار الخلفي ويسمى هذا الإجراء عملية رفع جدار المهبل الخلفي.
تتراوح معدلات نجاح رفع جدار المهبل الخلفي بين 80%- 90%ولكن هناك احتمال لتكرار التدلي أو تدلي جزء آخر من المهبل.
جراحة المهبل الخلفي
تتم الجراحة تحت التخدير الكلي او الموضعي. تعتمد الطريقة الشائعة للجراحة على إجراء شق على طول منتصف الجدار الخلفي للمهبل بدءاً من المدخل وينتهي بالقرب من الجزء العلوي من المهبل ومن ثم يتم إصلاح الطبقات الضعيفة باستخدام غرز قابلة للامتصاص وفي حالات التدلي الشديد وأو تكرار العملية يمكن استخدام شبكلة لتقوية جدار المهبل الخلفي.
ماقبل الجراحة
عادةً ما يطلب الطبيب من المريضه التوقف عن تناول الأسبرين والأيبوبروفين (أدفيل ، وموترين). والوارفارين (كومادين) وجميع الأدوية المؤثرة على تجلط الدم. يتم عمل اختبارات للدم وتخطيط للقلب والأشعة السينية للصدر قبل العملية الجراحية وسيتلقى المريض معلومات حول دخوله للمستشفى والرعاية قبل وبعد العملية وقد يطلب الطبيب من المريض تناول بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية كإجراء وقائي للعدوى.
في يوم الجراحة يطلب الطبيب عدم شرب أو تناول أي شيء لمدة 6 – 12 ساعة قبل الجراحة.
بعد جراحة رفع جدار المهبل الأمامي والخلفي
يستيقظ المريض من العملية الجراحية وقد يكون مزود بقسطرة في المثانة وعادةً ما يتم إزالة القسطرة خلال 24 – 48 ساعة بعد العملية. ومن ثم يتم مراقبة احتباس المثانة وما إذا كان المريض يستطيع تفريغ المثانة بشكل كامل أم لا عند الذهاب للمرحاض. عادةً ما يمكث المريض عدة أيام في المستشفى بعد الجراحة.
قد يتم وصف ملينات لطيفة للبراز حتى تتمكن المريضة من التبرز دون الضغط على العضلات والأنسجة وقد يتم وصف الإستروجين المهبلي خاصة بعد انقطاع الطمث وتشير البيانات إلى أن هرمون الاستروجين قد يسرع من الشفاء ويخفف من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية (UTI) بعد الجراحة.
الأعراض الجانبية الشائعة بعد الجراحة
- قد تواجه المريضة مشكلة في إفراغ المثانة تماماً لبضعة أيام بعد الجراحة.
- قد تلاحظ المريضة وجود إفرازات مهبلية دموية لبضعة أيام بعد الجراحة.
- ملاحظة إفرازات كريمية لبضعة أسابيع بعد الجراحة مما يدل على امتصاص الجسم للخيوط.
- المعاناه من ألم مهبلي يختفي خلال أربعة إلى ستة أسابيع.
مدة التعافي
يحتاج المريض للتعافي تماماً ما يقارب الثلاثة أشهر خلالها يجب تجنب أي مهمة يمكن أن تضغط على العملية الجراحية والأجزاء الداخلية مثل الرفع والإجهاد والتمارين القوية والسعال والإمساك. كما ويجب أخذ اجازة لمدة 6 أسابيع من العمل حسب نوع وطبيعة العمل وتوصية الطبيب. ويجب تجنب الجماع من 5 – 6 أسابيع تقريباً. يستطيع المريض القيام بالأعمال الخفيفة خلال 3 -4 أسابيع مثل قيادة السيارة. وقد يوصي الطبيب بإجراء فحص طبي في غضون أربعة إلى ستة أسابيع بعد الجراحة.
المخاطر المحتملة بعد العملية الجراحية
- تلف في مجرى البول أو المثانة أو المهبل.
- اصابة أعضاء أخرى مثل المثانة كالمثانة أو اصابة الحالب أو الأمعاء.
- تغيرات في المهبل (هبوط المهبل).
- جلطات دموية في الساق أو الرئتين.
- تفاقم سلس البول.
- الشعور بألم دائم.
- مضاعفات بسبب المواد المستخدمة أثناء الجراحة مثل الشبك.
