يعد الشواك الأسود تصبغ جلدي منتشر إلى حد ما يظهر على شكل تصبغات بملمس مخملي سميك ويصاحبها حكة ورائحة كريهة. غالباً ما ينتج عن مشكلة أو مرض في الجسم وبمجرد علاج السبب يختفي ليعود الجلد إلى طبيعته المعتادة. ويظهر الشواك الأسود في الإبطين ومؤخرة الرقبة وفي طيات جلد الفخذ وعلى المرفقين والوجه والركبتين والمفاصل والبطن وتحت الثديين للأنثى وباطن اليد وأخمص القدمين. يصيب الشواك الأسود كلا الجنسين رجالأً ونساءً من جميع الفئات العمرية. أي أنه يصيب الأطفال أيضاً وخاصة من يعاني من زيادة الوزن ومرض السكري والفترات السابقة لمرض السكري.
أسباب الإصابة بالشواك الأسود
ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم
يظهر الشواك الأسود عندما تبدأ خلايا البشرة الكيراتينية وخلايا الجلد الليفية في التجدد بسرعة. وعادةً ما يكون السبب المحفز والأكثر انتشاراً هو ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم وزيادة الوزن. فيحدث ما يسمى بمقاومة الأنسولين مما يعني وجود كميات كبيرة من الأنسولين الناتج عن البنكرياس في الدم. بالإضافة لتراكم الجلوكوز في الدم لعدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة. بالتالي تسبب زيادة الأنسولين تكاثر خلايا الجلد المحتوية على صبغة الميلانين بمعدل سريع مما يؤدي إلى تكون التصبغات الداكنة.
عادةً ما يكون ظهور الشواك الأسود مؤشراً قوياً على الإصابة بمرض السكري في المستقبل. ولقد تم الربط بين الشواك الأسود ومقاومة الأنسولين لأول مرة في عام 2000. حيث أكدت جمعية السكري الأمريكية أن الشواك الأسود عامل خطر للإصابة بمرض السكري لدى الأطفال.
تناول بعض الأدوية
من المحتمل أن يكون السبب ناتج عن تناول بعض أنواع الأدوية العاملة على زيادة مستوى الأنسولين في الدم. مثل حقن الأنسولين التكميلي وحمض النيكيتون وحبوب منع الحمل وهرمونات النمو البشري وأدوية الغدة الدرقية وبعض مكملات كمال الأجسام ومثبطات الأنزيم البروتيني والإستروجين وكذلك تناول النياسين (Niacin) وهو دواء يستخدم لخفض مستويات الكوليسترول. وبمجرد التوقف عن تناول الأدوية المسببة لارتفاع الأنسولين في الدم يختفي مرض الشواك الأسود.
بعض الأسباب الأخرى
في بعض الحالات النادرة قد يكون المسبب الكامن وراء الإصابة بالمرض بعض السرطانات. مثل سرطان الغدد الليمفاوية والكبد والمعدة واضطرابات الغدة الكظرية مثل مرض أديسون واضطرابات الغدة النخامية وانخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية وأيضاً جرعات عالية من النياسين وبعض الأمراض الوراثية واضطرابات المناعة الذاتية أو التهاب الغدة الدرقية وقد يكون لأسباب وراثية أيضاً أو بسبب تكيس المبايض لدى النساء.
الأشخاص الأكثر عرضة للشواك الأسود
يصيب الرجال والنساء على حد سواء من جميع الفئات العمرية. وهو أكثر شيوعًا بين ذوي الأوزان الزائدة وأصحاب البشرة الداكنة ومن يعاني من مرض السكري أو ما قبل السكري. أما عن الأطفال المصابين بالشواك الأسود فإن إصابتهم على الأغلب مؤشراً على الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر في المستقبل.
تشخيص الشواك الأسود
في بداية الأمر يقوم الطبيب بفحص المريض سريرياً ومن ثم يبدأ ببعض التحاليل لمعرفة المسبب الرئيسي للمرض. وذلك من خلال فحص السكر في الدم ومقاومة الأنسولين في الجسم. بالإضافة لسؤال المريض إن كان يتناول أدوية مسببة للشواك الأسود أو تناول الفيتامينات ومكملات كمال الأجسام وغيرها. وفي حالات نادرة يمكن تشخيصه من خلال فحص الجلد. حيث يأخذ الطبيب خزعة من الجلد لفحصها في المختبر بعدة اختبارات لمعرفة السبب في حال استبعاد جميع الحالات السابقة.
علاج الشواك الأسود
لا يعد الشواك الأسود مرضاً بحد ذاته إنما هو أحد أعراض حالات مرضية أخرى مثل السكري. وعلى ذلك يكون مؤشر على أن المريض بحاجة للرعاية الطبية والكشف عن الأسباب المحفزة لظهوره. حيث يركز العلاج إلى حد كبير على معالجة السبب
- في حال كان السبب مقاومة الأنسولين وزيادة السكر في الدم وزيادة الوزن فيجب اتباع أنظمة غذائية صحية وقد يصف الطبيب علاجات للمساعدة في التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم.
- التوقف عن العلاجات المسببة لظهوره كأثر جانبي واستبدالها بعلاجات أخرى، عادةً ما تتلاشى البقع الجلدية عند التخلص من المسبب.
- إذا كان المسبب الأورام السرطانية فعادةً ما تكون العمليات الجراحية لإزالة الورم وعودة الجسم لطبيعته مساعدة على اختفاء الشواك الأسود.
وللتخلص من المظهر الخارجي للبقع الداكنة يستخدم المريض بعض العلاجات الموضعية مثل:
العلاجات الموضعية
- Retin-A الرتينويدات الموضعية، تساعد على إبطاء سرعة نمو وتجدد الخلايا الجلدية الجديدة المسببة للبقع الداكنة ولقد أثبتت أحد الدراسات أن دمج التريتينوين مع لاكتات الأمونيوم علاج فعال جداً وبالرغم من ذلك هناك حاجة للمزيد من الأبحاث على فعالية الرتينويدات في علاج الشواك الأسود.
- فيتامين د الموضعي، مثل كالسيبوترين Calcipotriene حيث يعتقد بأنه يوقف تجدد الخلايا الكيراتينية وتكاثرها عن طريق زيادة الكالسيوم داخل الخلايا الكيراتينية ومستويات GMP الحلقية مما يؤدي إلى تخفيف الآثار الجلدية للأنسولين.
- التقشير الكيميائي، من المعروف أن التقشير الكيميائي السطحي للبشرة علاجاً تجميلياً بطبيعة الحال إلا أنه علاجاً آمناً وفعالاً نسبياً في حالة الشواك الأسود، حيث يتم استخدام حمض التريكلورواسيتيك (TCA) كعامل تقشير كيميائي يعمل على التخلص من البشرة السطحية مع تجديد واصلاح الخلايا، ويتميز هذا العلاج بأنه آمن وغير مكلف.
- وتشمل العلاجات الأخرى العلاجات المركبة مثل الكريمات التي تحتوي على حمض الساليسيلك وكريم إزالة التصبغ الثلاثي وأحماض ألفا هيدروكسي وكريمات اليوريا للبشرة.
العلاجات المتناولة بالفم
- الريتينويد الفموي (الايزوتريتنون والاسيتريتين)، قد يكون العلاج فعالاً ويتطلب التحسن جرعات كبيرة وفترات طويلة للحصول على نتائج فعالة ولكن للأسف ظهر الشواك الأسود مرة أخرى للعديد من المرضى بعد التوقف عن تناول العلاج.
- الميلاتونين، يساعد في علاج الشواك الأسود الناتج عن مقاومة الإنسولين وقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاج ساعد بعض مرضى الشواك الأسود في اختفاء البقع الداكنة وخاصة للمرضى أصحاب الوزن الزائد، ولا زالت الدراسات في هذا الجانب قليلة.
- وتشمل العلاجات الأخرى التس حسنت من الشواك الأسود وفقاً لبعض التقارير المنشورة زيت السمك وعلاجات حب الشباب المتناولة عبر الفم.
العلاج بالليزر
- فراكسل ليزر، يعد فراكسل ليزر علاج آمن وفعال في علاج مرض الشواك الأسود ويعمل على تجديد خلايا الجلد والتخلص من خلايا الجلد المتصبغة حيث يعمل على طبقة الأدمة ليحفزها على انتاج ألياف الكولاجين مما يجعله العلاج الأفضل في التخلص من التصبغات.
- الإيفكس ليزر، يعرف بالتحليل الجزئي المجزأ يعمل على إعادة تشكيل سطح الجلد وتحفيز انتاج الكولاجين في طبقة الأدمة مما يساعد على تفتيح البشرة والتخلص من أعراض الشواك الأسود بفعالية، تمتاز تقنية الإيفكس بعدم الحاجة لتخدير المريض ولا تحدث أي تسلخ للجلد. يلائم جميع أنواع البشرة ويحقق نتائج ملحوظة في مدة زمنية قصيرة.