الفطريات هي جراثيم تعيش على الأنسجة الميتة من الشعر والأظافر وطبقات الجلد الخارجية، وتعد المناطق الدافئة والرطبة بيئة مناسبة لنمو الفطريات، وتسبب الفطريات عدد من الأمراض مثل السعفة والقوباء والتي تؤدي إلى التهابات الشعر الفطرية، قد تصيب الفطريات جزءاً من فروة الرأس أو فرورة الرأس بالكامل بالإضافة لأنها قد تتسبب لبعض المناطق في فروة الرأس بالصلع والندبات، وقد تصيب التهابات الشعر الفطرية مناطق أخرى مثل الحواجب والرموش واللحية والشارب.
أعراض التهابات فروة الرأس الفطرية
يوجد العديد من العلامات والأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بعدوى فطرية في فروة الرأس وقد يواجه المريض واحداً أو أكثر من الأعراض التالية:
- طفح جلدي أحمر أو أرجواني أو تشققات أو بقع على الجلد.
- قشور بيضاء أو صفراء في حالة الالتهاب الشديد.
- بثور بيضاء مليئة بالصديد.
- حمى منخفضة تصل درجتها من (37.8 درجة مئوية إلى 38.3 درجة مئوية).
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- مناطق رقيقة في فروة الرأس.
- مناطق تحتوي على نقاط سوداء صغيرة بسبب تقصف وتكسر الشعر وسقوطه.
- قد تسبب التهابات الشعر الفطرية عدوى ثانوية بالبكتيريا.
طرق انتقال فطريات فروة الرأس
تنتقل الفطريات من إنسان إلى إنسان عن طريق التلامس المباشر بين الأشخاص، وتنتقل الفطريات من الحيوانات إلى الإنسان من خلال لمس الحيوانات المصابة بالفطريات مثل الكلاب أو القطط وتعتبر الفطريات المسببة لإلتهاب الشعر الفطري شائعة جداً في القطط والكلاب والأبقار والماعز والخيول والخنازير.
كما ويمكن أن تنتقل الفطريات المسببة للسعفة من خلال لمس الأسطح والأشياء التي لمسها شخص آخر أو حيوان مصاب مثل الملابس والمناشف والفراش وأدوات الشعر مثل الأمشاط والقبعات وغيرها.
أمراض التهابات فروة الرأس الفطرية
سعفة الرأس
وهو طفح جلدي ناتج عن عدوى فطرية تسببها ثمانية أنواع من الفطريات أكثرها شيوعاً فطريات (Microsporum و Trichophyton) والتي تسبب ظهور بقع على شكل دائري خالية من الشعر متقشرة ومثيرة للحكة على فروة الرأس، تعتبر سعفة الرأس من الأمراض المعدية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال وخاصة الأطفال في سن المدرسة من 3-14 عاماً وغالباً ما تختفي بعد سن البلوغ وقد تصيب أي فئة عمرية أخرى أيضاً، وهناك نوع آخر مشابه لسعفة الرأس يصيب الوجه والذقن والرقبة على منطقة اللحية والشارب ويسمى بـ سعفة اللحية (Tinea barbea)
طرق علاج سعفة الرأس
يصف طبيب الأمراض الجلدية الأدوية المضادة للفطريات المتناولة عن طريق الفم لعلاج السعفة على فروة الرأس لمدة 4-8 أسابيع تقريباً وغالباً ما يكون الدواء الأول هو الجريزوفولفين أو قد يتم استبداله بأنواع تشمل تيربينافين وإيتراكونازول وفلوكونازول في حال الحساسية من الدواء الأول أو عدم التجاوب للعلاج، وعادةً ما ينمو الشعر في البقع الخالية من الشعر ويتعافى الجلد في فروة الرأس دون تندب.
على المريض غسل الشعر بشامبو طبي على أن يحتوي على الكيتوكونازول أو كبريتيد السيلينيوم ليساعد على تخفيف انتشار العدوى ولكن لا يمكنه القضاء على السعفة بشكل كامل، ويجب فحص جميع أفراد العائلة بالإضافة للحيوانات الأليفة الموجودة في المنزل.
عدوى خميرة فروة الرأس
وهي عدوى تسببها فطريات تدعى المبيضات البيضاء (Candida albicans) ووجدت الأبحاث أن هذا النوع من الفطريات من أكثر أنواع الفطريات شيوعاً والتي تسبب التهاب الشعر الفطري وأيضاً التهاب الجلد وعدة مناطق أخرى، تحتوي بشرة الإنسان عادةً على كمية صغيرة من الخميرة دون أي مشاكل ولكن نمو كمية كبيرة منها يؤدي للإصابة بالتهاب فطري وخاصة في المناطق الرطبة من الجسم نتيجة عدم توفر التهوية الصحية، وقد تصيب عدوى الخميرة عدة أماكن في الجسم من ضمنها فروة الرأس والشعر مسببة التهاب الشعر الفطري، ولا تقتصر أسباب الإصابة بعدوى الخميرة في فروة الرأس على البيئة الرطبة فهناك عدة أسباب أخرى، على سبيل المثال قد تصبح البيئة الطبيعية للبشرة غير متوازنة بسبب بعض الحالات الطبية أو بسبب نظام غذائي غير صحي أو بسبب الضغط العصبي أو نتيحةً لتناول بعض الأدوية، وقد توفر الجروح الصغيرة في فروة الرأس أيضاً مدخلاً للفطريات المسببة لإلتهاب الشعر الفطري.
غالبًا ما يمكن علاج عدوى الخميرة في فروة الرأس بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب أو الموجودة في الصيدليات وإلا قد تسبب فطريات المبيضات مخاوف صحية أكثر خطورة إذا انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العيون والفم والجهاز الهضمي والعظام والأعضاء الداخلية مما قد يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة أوالإصابة بداء السكري وقصور الغدة الدرقية وغيرها من المضاعفات.
إذا استمرت عدوى الخميرة في فروة الرأس لفترة طويلة تتراكم كميات كبيرة من القشور والجلد الميت في فروة الرأس، ويمكن أن يؤدي أيضًا خدش أو وضع مواد كيميائية مجففة على المنطقة المصابة بشكل متكرر إلى إتلاف بصيلات الشعر.
كل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر كما أن عدوى الخميرة شائعة بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية.
علاج عدوى خميرة فروة الرأس
يمكن علاج معظم فطريات عدوى خميرة فروة الرأس بالعلاجات الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية وتتوفر بعدة أشكال مثل المراهم أو الشامبو أو الرغوة.
تُظهر الأبحاث أن الأدوية المضادة للفطريات المعروفة بإسم الأزول مثل فلوكونازول (ديفلوكان) فعالة للغاية في العلاج وكذلك الأليلامين، حيث تتميز هذه المضادات الفطرية الموضعية معًا بمعدل نجاح من 80 – 100 % في علاج المبيضات.
على المريض التأكد من وجود أحد هذه المكونات على المنتج المعالج (الكيتوكونازول، كلوتريمازول، ايكونازول، أوكسيكونازول، ميكونازول، النفتيفين، تيربينافين).
إذا لم يتم القضاء على العدوى بعد استخدام مضادات الفطريات التي تصرف بدون وصفة طبية فيمكن صرف رغوة الكورتيزون عن طريق الصيدليات، ويفضل زيارة طبيب مختص وقد يصف الطبيب دواء أقوى مثل النيستاتين أو الأمفوتريسين ب.
التهاب الجلد الدهني
وهي عدوى تصيب فروة الرأس بسبب فطر يسمى الملاسيزية (Malassezia) مسبباً التهابات صغيرة تؤدي إلى حكة في فروة الرأس مع ظهور طفح جلدي أحمر شبيه في قشرة الرأس وقد تبدو المنطقة المصابة منتفخة ودهنية مع قشور بيضاء أو صفراء، ويطلق على التهاب الجلد الدهني أيضًا قشرة الرأس والأكزيما الدهنية أوالصدفية الدهنية، وتعرف الحالة باسم غطاء المهد لدى الأطفال الرضع وتتسبب في ظهور بقع قشرية متقشرة على فروة الرأس.
طرق تشخيص نوع الفطر المسبب لإلتهاب فروة الرأس الفطري
إن العلاج المبكر لإلتهاب الشعر الفطري في فروة الرأس يساعد على التخلص من معاناة تساقط الشعر بشكل كبير والوقاية من انتشار الفطريات على مناطق أخرى من الجسم أو إنتقالها لأشخاص آخرين.
غالباً ما يكون الفحص البصري من قبل الطبيب المختص كافياً لتشخيص نوع التهاب الشعر الفطري وقد يستخدم الطبيب ضوءًا خاصاً لتشخيص الحالة.
وقد يأخذ الطبيب أيضاً عينة من الجلد أو الشعر لتأكيد التشخيص حيث يتم ارسال العينة إلى المختبر لتحديد نوع الفطريات تحت المجهر حيث تظهر النتيجة في مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
الوقاية من الفطريات المسببة لإلتهاب فروة الرأس الفطري
- غسل الشعر بانتظام، قد يوصي طبيب الأمراض الجلدية باستخدام شامبو مضاد للفطريات لمنع الإصابة مرة أخرى.
- الحفاظ على الشعر والبشرة نظيفة وجافة، تزدهر الفطريات في البيئات الرطبة لذلك ينصح بتجفيف فروة الرأس جيداً لمنع الفطريات من الإنتشار والتكاثر.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية والملابس، تجنب مشاركة المناشف أو الملابس أو فرشاة الشعر وغيرها من الأدوات الشخصية.
- تغيير الأدوات الشخصية مثل فرشاة الشعر بعد التعافي من الفطريات لضمان عدم عودة الفطريات مرة أخرى.
- استخدام الماء الساخن لغسل الملابس والمناشف والملاءات والأسرة لقتل الفطريات وتقليل خطر انتشار العدوى لأفراد الأسرة والأصدقاء.
- توخي الحذر في استخدام الغرف العامة لتغيير الملابس والإستحمام، غالباً ما تنتشر العدوى الفطرية في هذه المناطق لذلك يجب الحرص على عدم لمس الأسطح الرطبة أو المتسخة ومن ثم لمس فروة الرأس أو الشعر.
- علاج الحيوانات الأليفة المنزلية لدى الطبيب البيطري.
- غسل اليدين بالماء والصابون بعد لمس الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب وغيرها.