الشعر هو ألياف بروتينية تنمو من بصيلات مثبتة في طبقة الأدمة من الجلد، وتعتبر خصيلات الشعر من عوامل ومؤشرات الجمال، ويحمل جسم الإنسان ما يقارب 5 ملايين شعرة ويوجد منها 100,000 شعرة في فروة الرأس، ويبلغ معدل تساقط الشعر اليومي حوالي 100 شعرة من الجسد بشكل اجمالي.
مكونات الشعر الرئيسية
يوجد العديد من المواد التى تشارك في تكوين خصيلات الشعر والتى تلعب دوراً فعالاً في عملية بناء الشعر وبصيلاته، ويتكون الشعر بشكل أساسي من بروتين قوي يسمى الكيراتين (Keratin) بالإضافة إلى بصيلات الشعر وهي المسؤولة عن تثبيت الشعرة في فروة الرأس، وتشكل بصيلات الشعر القاعدة الأساسية لنمو الشعر وهي محاطة بالأوعية الدموية المسئولة عن توفير التغذية للبصيلات بالإضافة إلى الغدد الدهنية وهي المسؤولة عن إفراز الزيوت في بصيلات الشعر وتوفير البيئة المناسبة لعدم حدوث جفاف أو تكسر في خصيلات الشعر.
بصيلات الشعر
تشكل بصيلات الشعر الجزء السفلي من الشعر والتى تعمل على تثبيت الشعر في طبقة الأدمة من الجلد، وتحتوي بصيلات الشعر على عدة أنواع من الخلايا وأهمها الخلايا المسؤولية عن إنتاج بروتين الكيراتين والبروتينات الأخرى والضرورية لعملية نمو الشعر واستمرار عملية النمو، والخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين وهي الخلايا التى تتحكم بدرجة لون الشعر بناءً على معدل إنتاج الأصباغ في هذه الخلايا.
ساق الشعرة
وهو الجزء الذي يظهر أعلى الجلد وهو عبارة عن خلايا غير حية تتكون بشكل رئيسي من الكيراتين وغيره من البروتينات.
طبقات الشعر
- النخاع ويشكل الطبقة الداخلية للشعرة ويتكون من العديد من الأحماض وتشبه في شكلها القنوات الصفيرة.
- اللحاء وهي الطبقة الوسطى من طبقات الشعرة وتتكون بشكل أساسي من ألياف الكرياتين ويشكل الجزء الأساسي في تكوين ساق الشعرة و هو الجزء الذي يحتوي على صبغة الميلانين والذي يكسب الشعر درجة اللون الخاصة به.
- القشرة الخارجية للشعرة ويطلق عليها اسم الجليدة وهي المسؤولة عن نمو الشعرة للأعلى، بالإضافة إلى دور الجليدة في حماية الشعر وفروة الرأس من العوامل الخارجية والمواد الكيميائية المستخدمة في تنظف الشعر.
دورة حياة الشعرة
تتنقل الشعرة في عدة أطوار خلال دورة حياتها وتتراوح دورة حياة الشعرة من 3 إلى 5 سنوات وتتكون دورة حياة الشعرة من أربعة مراحل على النحو التالي :
المرحلة الأولى ( طور النمو )
تبدأ دورة حياة الشعرة بطور النمو حيث تبدأ الخلايا الرئيسية بالإنقسام بهدف تكوين بصيلة الشعر، حيث تبدأ بصيلة الشعر بالنمو عبر الإنقسامات المتكررة للخلايا، وتبدأ بصيلات الشعر بالنمو إلى أسفل في الطبقات الداخلية للجلد ومن ثم تبدأ بالإنتفاخ لتعطي شكل البصيلات، وعندما تصبح بصيلات الشعر جاهزة للنمو تبدأ الشعرة بالنمو إلى أعلى وتشكيل ما يسمى بساق الشعرة، وفي نفس الوقت تستمر عملية التكاثر للخلايا الجذعية لتشكل الخلايا المسؤولة عن إفراز صبغة الميلانين والتى تقوم بمنح الشعر اللون السائد في خصيلات الشعر.
تكتسب الشعرة جميع صفاتها بشكل متكامل خلال هذه المرحلة والتى قد تستمر إلى 5 سنوات في حال توفرت الظروف المناسبة لإستمرار عملية النمو.
المرحلة الثانية ( طور التراجع )
تبدأ عملية إنقسام الخلايا بالتراجع بشكل كبير، وتتوقف خصيلات الشعر عن النمو، ويبدأ طور التراجع بتوقف الخلايا المسؤولة عن إفراز الميلانين وبالتالي التوقف عن إنتاج الأصباغ ومن ثم تبدأ الخلايا المكونة للنسيج العصبي والأوعية الدموية بالتوقف عن التكاثر والنمو، مما يؤدي إلى دخول خلايا بصيلات الشعر بموت تدريجي وتستمر هذه العملية لمدة أسبوعين.
يتحول الجزء السفلي لبصيلات الشعر إلى خيط رفيع وتفقد بصيلات الشعر ضخامتها وتبدأ بالضمور والإضمحلال، ومن ثم تتم عملية فصل الشعرة عن بصيلات الشعر بشكل جزئي.
المرحلة الثالثة ( طور الراحة والخمول )
تعد هذه المرحلة الفاصلة بين طور التراجع و طور النمو الجديد للشعر وتستمر هذه الفترة من شهرين إلى ثلاثة أشهر وعادة ما يتواجد من 10 – 15% من شعر فروة الرأس خلال هذه المرحلة، حيث يتحول الشعر إلى شعر ميت مستعد لعملية السقوط وتستمر هذه العملية إلى أن تبدأ بعض التغيرات بالحدوث تمهيداً لعملية نمو جديدة للشعر وتبدأ الخلايا بالتكاثر من جديد.
المرحلة الرابعة ( طور التساقط )
تحدث عملية إنفصال كامل للشعرة عن البصيلات و تتوقف جميع افرازات وعوامل النمو، وبعد ذلك تبدأ عملية التحضير لنمو شعره جديدة وتتكرر دورة حياة الشعرة من جديد.
أنواع الشعر
- الشعر العادي وهو أكثر أنواع الشعر إنتشاراً ويعتبر هذا الشعر بين درجتي الشعر الجاف والشعر الدهني.
- الشعر الجاف وهو الشعر الذي يفقد درجة لمعانه بعد غسله مباشرة وعادة ما تتعرض خصيلات الشعر للتكسر والتساقط بشكل كبير.
- الشعر الدهني وهو الشعر الذى تظهر فيه الدهون بشكل واضح وغالبا ما تظهر القشور في هذا النوع من الشعر بسبب كثرة الإفرازات الزيتية في فروة الرأس.
- الشعر المختلط ويحتاج هذا النوع من الشعر إلى الكثير من العناية والإهتمام وذلك بسبب زيادة الدهون والإفرازات في فروة الرأس بينما تبقى الأطراف تعاني من الجفاف.
العوامل التى تؤثر في عملية نمو الشعر
العوامل الوراثية
تلعلب العوامل الوراثية الدور الأكبر والأهم في عملية نمو الشعر فهي المسؤولة عن شكل الشعر ولونه و درجة التعرجات فيه بالإضافة إلى طوله وغيرها من الصفات.
النظام الغذائي
تلعب التغذية الصحية دوراً أساسية في نمو الشعر وإطالة دورة حياته، حيث تؤثر العناصر الغذائية ( مثل فيتامين C و الأوميجا 3 و بروتين الكيراتين )على دورة حياة الشعر و وفرة الإنزيمات الضرورية لعملية تعزيز النمو، بالإضافة إلى تناول كميات كافية من الماء بشكل دوري وذلك للحفاظ على رطوبة بشرتك وزيادة تمسك بصيلات الشعر بالطبقات الداخلية للجلد وفروة الرأس.
التغيرات الهرمونية
يتأثر نمو الشعر بشكل مباشر بالتغييرات الهرمونية الناتجة عن الحمل والرضاعة أو انقطاع الطمث أو المشكلات الصحية التى قد تصيب الغدد، حيث تؤثر هذه الهرمونات على دورة حياة الشعرة وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى تساقط الشعر الكربي.
بعض أنواع الأدوية والعقاقير
قد تؤثر بعض العقاقير في عملية نمو الشعر بشكل سلبي، فبعض أنواع الأدوية مثل العقاقير المستخدمة في علاج الإكتئاب أو التهابات المفاصل قد تؤدي إلى حدوث تساقط الشعر كأعراض جانبية لهذه العقاقير.
التعرض لأشعة الشمس
تؤثر الأشعة الفوق بنفسجية على خصيلات الشعر بشكل سلبي، حيث تؤثر على تركيب النسيج البروتيني في الشعر وتؤدي إلى إصابة الشعر بالجفاف والتكسر.
تسريحة الشعر
تؤثر تسريحة الشعر في عملية النمو حيث يفضل خبراء التجميل القيام بتسريح الشعر على شكل ظفائر رخوة وذلك لحماية الشعر من العوامل الخارجية أثناء مرحلة النمو.
الجهاز المناعي وبصيلات الشعر
تتميز المنطقة المحيطة بخصيلات الشعر بخواص مناعية فريدة من نوعها، حيث تتميز بقدرتها على استيعاب الأجسام الغريبة دون مهاجمتها من قبل الجهاز المناعي وتكمن الفائدة في ذلك عند موت خلايا البصيلات فلا يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا الميتة، مما يجنبنا حدوث الإلتهابات نتيجة لهذه الإستجابة، بالإضافة إلى سهولة القيام بعملية زراعة الشعر دون الخوف من قيام الجهاز المناعي بمهاجمة البصيلات الجديدة.
