فيروس اليد والقدم والفم للأطفال (HFMD) عدوى فيروسية ناتجة عن فيروس كوكساكي أحد سلالات الفيروسات المعوية. ويمكن أيضاً للفيروسات المعوية الأخرى التسبب في ظهور العدوى. ويعد فيروس اليد والقدم عدوى سريعة الانتشار ينتج عنها طفح جلدي حويصلي على شكل بثور صغيرة ذات مركز رمادي بسائل يحتوي على الفيروس يظهر عادةً على يدي الطفل وقدميه وفمه.
آلية عمل الفيروس
بعد اختراق الفيروس لجسم الإنسان يتكاثر الفيروس ويتراكم في الأغشية المخاطية ومن ثم يخترق الأنسجة اللمفاوية والبلعوم والأمعاء الدقيقة حيث يبدأ تكاثره النشط هناك. يمكن للفيروس الوصول إلى أي عضو من أعضاء الجسم وإلى أي جهاز مثل الجهاز العصبي حيث يبدأ بإثارة الالتهابات.
يستطيع الفيروس البقاء في الماء وعلى الأسطح وعلى الطعام لفترات طويلة بالإضافة لعدم موته بالتجميد أو بالتطهير بمطهر كحولي 70% ويبقى في المعدة محتفظاً بخصائصة المسببة للأمراض لعدة أشهر. مقاوم للأحماض والكحول يمكن أن يموت تحت تأثير الفورمالديهايد أو الأشعة فوق البنفسجية أو بدرجات الحرارة المرتفعة مثل الغليان.
طرق انتشار عدوى فيروس اليد والقدم والفم
ينتشر الفيروس عن طريق الرذاذ المنتشر في الجو من خلال عطاس أو سعال شخص مصاب والاتصال الجلدي المباشر ولمس أدوات المريض ومشاركة أدواته ولمس الأسطح ومقابض الأبواب.
في حالات نادرة ينتقل الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء الحمل والولادة أثناء مروره عبر قناة الولادة ويعد الفيروس بالنسبة للنساء الحوامل خطيراً للغاية.
تنتشر العدوى خلال الأسبوع الأول من اصابة الطفل وقد يستمر الفيروس في جسم الطفل لمدة أسبوع بعد اختفاء الأعراض مما يعني أن الطفل لا يزال قادر على نقل العدوى للآخرين كما ويمكن نقل المرض من الكبار دون ظهور أي أعراض للمرض عليهم.
تنتشر العدوى عادةً عن طريق رياض الأطفال والحضانات حيث يتفشى المرض بشكل كبير في الصيف وأوائل الخريف وفي المناخات الاستوائية وخلال مواسم المطر.
أعراض فيروس اليد والقدم والفم للأطفال
تبدأ أعراض المرض لدى الأطفال خلال فترة الحضانة من 3 – 6 أيام
- حمى والتهاب في الحلق وألم في المعدة وفقدان الشهية وسيلان في الأنف وقد يصاب الطفل بالإسهال حتى 8 مرات يومياً لمدة 1 – 3 أيام .
ومن ثم تبدأ الأعراض الأكثر حدة في الظهور بعد يوم أو يومين من الحمى مثل
- تضخم الغدد الليمفاوية لدى الأطفال خاصة في الرقبة.
- التهاب ملتحمة العين حيث تؤثر العدوى على العيون لتصبح حمراء وفي بعض الحالات تؤثر على رؤية الطفل لتصبح ضبابية وقد تسبب حساسية مؤلمة للضوء.
- تقرحات مؤلمة في فم الطفل تبدأ على شكل بقع حمراء صغيرة على اللسان وداخل الفم ومن ثم تصبح مؤلمة وعلى شكل بثور وتقرحات مما ينتج عنه عدم قدرة الطفل على الأكل والشرب بالإضافة لسيلان اللعاب أكثر من المعتاد والرغبة في شرب السوائل الباردة فقط.
- ظهور الطفح الجلدي المثير للحكة خاصة على راحتي اليدين وباطن القدمين وفي المناطق الأخرى مثل الذراعين والركبتين وغيرها على عكس فيروس الهربس الذي لا يظهر على الجلد الذي عادةً ما يظهر في محيط الفم والجهاز التناسلي.
عادةً ما تختفي العدوى و أعراض فيروس اليد والقدم والفم لدى الطفل خلال أسبوع إلى 10 أيام من تلقاء نفسها.
أماكن ظهور البثور
يمكن أن يظهر الطفح الجلدي في أي مكان في الجسم مثل
- الصدر والظهر.
- الذراعين والساقين.
- الأعضاء التناسلية.
- الأرداف.
- راحتي اليدين وباطن القدمين.
- في الفم على شكل قروح.
أماكن تواجد الفيروسات في جسم المريض
تنتشر الفيروسات المعوية وفيروس كوكساكي في
- فم الطفل.
- المريء.
- الأمعاء الدقيقة.
- الأمعاء الغليظة.
- فتحة الشرج.
- السائل الموجود داخل البثور.
تشخيص المرض
يسأل الطبيب بدايةً عن أعراض الطفل ومن ثم ينظر إلى التقرحات والطفح الجلدي. حيث يستطيع طبيب الأمراض الجلدية تشخيص المرض من خلال الفحص السريري بالنظر إلى البثور. وفي حالة عدم التأكد من المرض يقوم الطبيب بعمل مسحة من فم الطفل المريض أو عينة من براز المريض ومن ثم ارسالها للمختبر للـتأكد من وجود الفيروس.
المرشحين للإصابة بالمرض
تصيب العدوى الفيروسية الأطفال والرضع الأقل من عمر5 سنوات ويمكن أن يصاب به الأطفال الأكبر سناَ والبالغين خاصة في حالة ضعف الجهاز المناعي.
عادةً ما يكون الأطفال مناعةً ضد المرض بعد تعرضهم للفيروسات المسببة للمرض ونتيجةً لذلك نادراً ما تؤثر الحالة المرضية على من تزيد أعمارهم عن 10 سنوات.
مضاعفات مرض اليد والقدم والفم للأطفال
- أكثر المضاعفات انتشاراً هو الجفاف لعدم القدرة على شرب السوائل بسبب تقرحات الفم وآلام الحلق لذلك يجب تشجيع الطفل على شرب السوائل خلال فترة المرض وفي حال الإصابة بالجفاف يتم تركيب محلول وريدي للطفل في العيادة.
- قد يصاب المريض بفقدان بعض أظافر اليدين أو القدمين ولكنها تعود لتنمو من جديد.
- في الحالات الخطيرة والنادرة والتي يصل فيها الفيروس للدماغ قد يصاب الطفل بالتهاب السحايا الفيروسي مسبباً التهاب الأغشية والسائل النخاعي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي.
- من الحالات الخطيرة والنادرة أيضاً التهاب الدماغ والذي قد يودي بحياة الطفل.
- أيضاً من الحالات النادرة والخطيرة تورم عضلة القلب والتهابها.
- قد يسبب شلل للأطفال في حالات نادرة.
العلاج
لا يوجد علاج محدد لعدوى اليد والقدم والفم وفي الغالبية العظمى من الحالات تختفي الأعراض بعد 7 – 10 أيام. ويمكن تخفيف أعراض المرض لدى الأطفال المصابين من خلال استخدام المسكنات وخافضات الحرارة بالإضافة لمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر
- استخدام اسيتامينوفين أو ايبوبروفين للأطفال أكبر من 6 أشهر لمساعدة الطفل على تحمل الآلام الناتجة عن المرض مع تجنب استخدام الأيبوبروفين للأطفال أقل من 6 أشهر بالإضافة لتجنب استخدام الأسبرين للأطفال أو المراهقين لتفادي الإصابة بالمرض الخطير المسمى متلازمة راي.
- استخدام غسول على الطفح الجلدي مضاد للحكة مثل الكالامين.
- تجنب تناول المشروبات الساخنة والمشروبات الغازية من قبل الأطفال والأطعمة الحمضية مثل الطماطم وعصير الحمضيات لتجنب زيادة الوضع سوءاً.
- تناول الأطعمة الباردة مثل الآيس كريم والعصائر الباردة للمساعدة على تخدير المنطقة.
- المحافظة على مناطق البثور في الجسم نظيفة ومكشوفة حيث تغسل البشرة بالماء الفاتر وتترك حتى تجف.
- استخدام مراهم المضاد الحيوي على البثور المفتوحة لتفادي الإصابة بالعدوى بالإضاف لتغطيتها بضمادة صغيرة.
- مساعدة الطفل وتشجيعه على شرب الكثير من السوائل والاكثار من اعطاء الطفل الأقل من عام الحليب الصناعي وحليب الأم.
- في حالة الأطفال الأكبر من سن 6 سنوات يمكن استخدام مزيج من الملح والماء للغرغرة من 2 – 3 مرات يومياً دون بلغ المزيج.
الوقاية
- عدم لمس الطفح الجلدي والبثور بالإضافة لتجنب وضع أصابع اليد في الفم أو فرك العين.
- غسل يدين الطفل باستمرار وفي كل وقت بالإضافة لغسل يدين الكبار بالماء والصابون في حال لمس الطفح الجلدي وقبل الذهاب للحام وقبل تناول الطعام وبعد تغيير حفاضات الأطفال.
- العطاس والسعال في منديل أو قطعة قماش.
- عدم استخدام ومشاركة أدوات الشخص المصاب مثل المناشف وأدوات الطعام والفرش.
- تطهير وتعقيم الحمامات والأغراض التي يتم الامساك بها من قبل الطفل مثل مقابض الباب والألعاب وغيرها.
- تجنب ارسال الطفل للمدرسة أو رياض الأطفال والحضانات ويفضل استشارة الطبيب عن وقت عودة الطفل.
- غسل ملابس وفرش الطفل أو الشخص المصاب بماء ساخن منفردة عن ملابس الأشخاص الأصحاء.
