medica-logo-anniversary

التطورات الحديثة في علاج مشاكل الشعر

د.راكان البريكان

د.راكان البريكان

أستشاري طب وجراحة الجلد والليزر

في السنوات القليلة الماضية ظهرت العديد من الدراسات العلمية الدقيقة التي أسهمت بشكل كبير في فهم مشاكل تساقط الشعر نتج عنها ازدهاراً حقيقياً في عدة طرق وتقنيات قادرة على علاج مشاكل تساقط الشعر و إنماء وتحفيز نمو شعر جديد في فروة الرأس.

لماذا توجهت الأبحاث العلمية لعلاج تساقط الشعر؟

أكثر من 30% من السكان في جميع أنحاء العالم يعانون من تساقط الشعر جزئياً أو كلياً مما  جعل تساقط الشعر مشكلة شائعة للغاية تؤثرعلى الملايين من الرجال والنساء، والتي عادة ما تحدث نتيجة تعطل العملية الطبيعية لنمو الشعر، وعلى الرغم من تقبل البعض لمشكلة تساقط الشعر كجزء من آثار التقدم بالعمر إلا أنها تسبب أثر نفسي سلبي للآخرين.

كما أن عملية نمو الشعر هي عملية معقدة ومتعددة المراحل لا يدركها الكثير، ويعد فهم مراحل نمو وتطور الشعر جزءاً مهماً في معرفة المزيد حول أسباب ضعف الشعروسقوطه، وهي معلومات بغاية الأهميه لحماية الشعر وإعادة نموه لمساعدة الأشخاص المعرضين لتساقط الشعر بما فيها تساقط الشعر الوراثي.

ومع تزايد الأدله على تأثير مشكلة تساقط الشعر على الصحة النفسيه توجهت العديد من الأبحاث العلميه على مدار الأعوام والعقود الماضية للمضي قدماً في البحث عن طرق علاج مشاكل تساقط الشعر وتحفيز الخلايا الجذعية لتقوية بصيلات الشعر ونمو بصيلات جديدة.

ماذا نعرف عن بصيلات الشعر؟

تعتبر بصيلات الشعر واحده من أكثر أعضاء الجسم إثارة للإهتمام لتميزها بالقدرة على التجدد الذاتي الدوري حيث تحتوي البصيلات على خلايا جذعية يمكن تنشيطها أو تثبيطها، وعلى الرغم من ذلك قد تفقد بصيلات الشعر تدريجياً وتدخل الخلايا الجذعية في مرحلة سكون تنخفض فيها القدرة على التجدد.

تتأثر هذه العملية إلى حد كبير في العامل الوراثي والعوامل الداخلية والخارجية الأخرى التي تؤثر على سلوك الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر أثناء المرور بمراحل تطور الشعر ( دورة الشعره ) مما يؤدي إلى فشل تجدد الشعر وتساقطه.

كيف يمكن تحفيز الخلايا الجذعية و بصيلات الشعر؟

يعد العلاج بالخلايا الجذعية وعلاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) مسألتين مهمتين في الطب التجديدي لدورهما الرئيسي في تحفيز نمو بصيلات شعرجديده وتقوية بصيلات الشعر الضعيفة وتغذيتها.

توصلت العديد من البحوث الحديثة الواعدة إلى عدة طرق وتقنيات قادرة على تحفيز الخلايا تم تطويرها بشكل سريع خلال الخمسة أعوام الماضية كان من أبرزها:

أولاً: تقنية الريجينيرا:

تعد تقنية الريجينيرا من أحدث التقنيات العالمية في المجال وهي إجراء علاجي مبتكر يهدف إلى منع تساقط الشعر وتحفيز نمو شعر جديد، وهي تقنية رائدة ومعتمدة تم توثيق نتائجها الفعالة في العديد من الدراسات السريرية.

تعمل على تنشيط البصيلات التي اقتربت من المرحلة النهائية لتصبح صحيحه مره أخرى كما تعمل على تحفيز نمو بصيلات جديدة قادرة على انتاج شعر أكثر كثافة وسمكاً وعودة دورة الشعر إلى طبيعتها تدريجياً.

وتتم من خلال حقن مزيج فريد من الخلايا الجذعية وعوامل النمو في فروة الرأس بهدف بدء عملية التجديد الذاتي للبصيلات، وتتم من خلال إجراء ثلاثة مراحل رئسيسة.

في المرحلة الأولى يتم جمع عينة إلى ثلاثة عينات من فروة الرأس تؤخذ من خلف الأذن كونها المنطقة الأقل تأثراً بعوامل تساقط الشعر، وهي عينات صغيره جدا لا يتعدا قطرها 2.5 مم مما يساعد على التشافي الذاتي والسريع للمنطقه دون ترك أي آثار مرئية في المنطقة ويتم الانتقال للمرحلة الثانية من خلال وضع العينات المجمعة في تقنية خاصة تعمل على استخراج الخلايا الجذعية وعوامل النمو من العينات تمهيداً للخطوة الأخيرة وهي مرحلة حقن المادة المستخلصة بعناية في فروة الرأس للبدء بعملية التجديد، ومن الجدير بالذكر أن جميع الخطوات يتم إجراءها بجلسه واحدة ويتم اعادتها كل سنتين إلى ثلاثة سنوات.

متى يتم استخدام تقنية الريجينيرا؟

يوصى باستخدام تقنية الريجينيرا للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الوراثي و الأشخاص الذين يعانون من ضعف وترقق الشعروزيادة تساقطة.

مزايا تقنية الريجينيرا:

  • يقلل ويحد من التهاب فروة الرأس.
  • يتم الإجراء خلال 60 دقيقة تقريباً.
  • امنة ومعتمدة من هيئة الغذاء والدواء.
  • تتم بجلسة واحده بدون ألم أو جراحة.
  • نتائج سريعة في غضون أسابيع قليلة.
  • مناسبة للرجال والنساء ونتائجها طويلة الأمد.
  • حقن ذاتية معدومة أخطار ردود الفعل التحسسية للجسم.
  • لا تحتاج إلى فترة نقاهة ويمكن العودة للحياة الطبيعية بنفس اليوم.

ثانياً: حقن البلازما

يعد علاج البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP من الإجراءات التي أثبتت أهميتها في الحد من تساقط الشعر و تحفيز نمو الشعر الطبيعي عن طريق زيادة تدفق الدم إلى بصيلات الشعر.

تعد من التقنيات القديمة التي تم استخدامها في الثمانينات لأغراض متعددة لم يشملها علاج تساقط الشعر لعدم توفر دراسات كافية في مجال استخدامها لفروة الرأس في السابق.

وهو اجراء ثلاثي الخطوات ويتم بعدة جلسات يبلغ متوسط عددها ثلاثة جلسات يفصل بينها من 4-6 أسابيع، يتم خلالها سحب عينة من الدم ووضعها في جهاز طرد مركزي يعمل على فصل الدم إلى ثلاثة طبقات وهي ( خلايا الدم الحمراء والبلازما الفقيرة بالصفائح الدمويه و البلازما الغنية بالصفائح الدموية)، وفي آخر خطوة يتم سحب البلازما الغنية بالصفائح الدموية وإعادة حقنها في المناطق التي تحتاج الى زيادة نمو الشعر.

متى يتم استخدام حقن البلازما؟

في الحقيقة إن أي شخص يعاني من تساقط الشعر هو شخص مرشح لإجراء حقن الصفائح الدموية علماً أن البدء بالجلسات مبكرا في بداية مراحل تساقط الشعر يعطي استجابة بشكل أفضل وأسرع.

كما أن الاستمرار في إجراء الجلسات بشكل دوري هو المفتاح الحقيقي لنجاح وفاعلية البلازما حيث يتم إجراء الجلسات مره واحدة شهرياً خلال الأربعة أشهر الأولى ومن ثم يتم عمل جلسات متباعدة كل ثلاثة إلى ستة أشهر بمعدل جلسة واحدة وذلك اعتماداً على استجابة المريض ونتائج الحقن.

مزايا حقن البلازما:

  • ملائمة للرجال والنساء.
  • بدون جراحة أو تخدير أوألم.
  • معتمدة من هيئة الغذاء والدواء.
  • يتم إجراء الجلسة خلال 30 دقيقة فقط.
  • حقن آمنة وذاتية لا تحتوي مواد كيميائية.
  • بدون فترة نقاهة ويمكن العودة للحياة الطبيعية.

ما هو الفرق بين الخلايا الجذعية والصفائح الدموية وأيهما أفضل ؟

الخلايا الجذعية: هي خلايا بناء أساسية لها قدرة فريدة على الإنقسام والتطور كخلايا متخصصة في الجسم بحسب المنطقة التي تتواجد بها مما يجعلها قادرة على تعزيز بناء خلايا جديدة والعمل على الإصلاح الذاتي للخلايا التالفة.

يتم استخراج الخلايا الجذعية في معظم الحالات سابقاً من الدهون و نخاع العظم في الجسم وحديثاً توصلت الأبحاث إلى وجود الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر نفسها مما ساعد على استخلاصها بتقنية الريجينيرا واعادة حقنها في فروة الرأس.

الصفائح الدموية: البلازما الغنية بالصفائح الدموية هي عبارة عن تركيز عالي من الصفائح الدموية التي يتم أخذها من دم المريض وليست من الدهون أو بصيلات الشعر وهي مصدر غني جداً بالعديد من البروتينات المتخصصة التي تحتوي على عوامل النمو مما يجعلها فعالة في تعزيز نمو الشعر.

أيهما أفضل؟

يتأثر كل فرد بالعديد من العوامل المحيطه به بشكل خاص فيتأثر بالبيئة و العادات والعمل وعوامل إخرى وبالتالي يصبح لكل مريض خطة علاجية خاصة به بحسب الحالة وعلى الرغم من ذلك أثبتت العديد من البحوث أن العلاج بالخلايا الجذعية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية معاً أكثر فعالية للعديد من الحالات التي تعاني من تساقط الشعر خاصةً في بداية مراحلها.

د.راكان البريكان

د.راكان البريكان

أستشاري طب وجراحة الجلد والليزر

للإستشارات او طلب موعد​

أقرأ أيضاً