تساقط الشعر بعد الولادة هو أحد الحالات الشائعة التي تعاني منها العديد من السيدات. وعادةً ما تحدث بعد حوالي 2-4 أشهر من الولادة وتستمر لمدة قد تصل إلى ستة أشهر أو أكثر. فعلى الرغم من أن العديد من السيدات يلاحظن تحسناً واضحاً في كثافة ولمعان الشعر أثناء الحمل. إلا أن الكثير منهن قد يعانون من تساقط الشعر الطبيعي والمؤقت بعد الولادة. والذي عادةً ما ينمو مرة أخرى في معظم الحالات ويعود إلى كثافته الأصلية دون علاج.
لماذا يتساقط الشعر بعد الولادة؟
لفهم أسباب تساقط الشعر بعد الولادة علينا أولاً أن نفهم دورة نمو الشعرة، حيث تتضمن دورة نمو الشعر أربعة مراحل:
مرحلة النمو (Anagen)، تبدأ مراحل نمو الشعرة بمرحلة التنامي وهي المرحلة الأطول حيث تستمر لمدة سنتين إلى 8 سنوات، وفي الحالات الطبيعية حوالي 85% إلى 90% من الشعر الموجود في فروة الرأس يكون في مرحلة النمو.
مرحلة الانتقال (Catagen)، وهي المرحلة التي تلي مرحلة النمو وعادةً ما تستمر لمدة أسبوعين. تتقلص بصيلات الشعر خلال هذه المرحلة ويتباطأ نموها. وفي الحالات الطبيعية فقط حوالي 1% إلى 3% من الشعر على فروة الرأس تكون في مرحلة الانتقال.
مرحلة الراحة (Telogen)، في هذه المرحلة يتوقف نمو الشعر ولا يتساقط أيضاً وعادةً ما تستمر هذه المرحلة حوالي 2-3 أشهر وفي الحالات الطبيعية حوالي 9٪ فقط من شعر فروة الرأس يكون في مرحلة الراحة.
مرحلة التساقط (Exogen)، في هذه المرحلة يبدأ الشعر بالتساقط ويساعد على ذلك غسيل الشعر وتسريحة، ويعتبر من الطبيعي تساقط 50 إلى 100 شعرة يومياً ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لعدة أشهر.
سبب تساقط الشعر بعد الولادة
كما وضحنا في مراحل نمو الشعر فإنه عادةً ما يكون 85% إلى 90% من الشعر في مرحلة النمو، بينما 1% إلى 3% من الشعر يكون في مرحلة الانتقال، ومن 9% إلى 15% من الشعر يكون في مرحلة الراحة والتساقط لذا فإن تساقط الشعر يعتبر أمر طبيعي في مراحل نمو الشعر. خلال فترة الحمل ترتفع مستويات الإستروجين والبروجستيرون مما يسبب في زيادة عدد بصيلات الشعر التي تمر في مرحلة النمو. وبالتالي ينخفض تساقط الشعر وتزيد كثافته ولمعانه.
ولكن بعد الولادة، تعود مستويات الهرمونات إلى طبيعتها، مما يسمح لدورة الشعر بالعودة إلى الوضع الطبيعي. حيث يتم تحفيز كمية أكبر من الطبيعي للدخول في مرحلة التساقط نتيجة انخفاض مستويات الهرمونات في الدم، فتبدأ السيدات ملاحظة بدأ تساقط كثيف للشعر وهو في الحقيقة نتيجة تأخر تساقط الشعر خلال فترة الحمل وتساقطه دفعه واحدة.
متى يبدأ تساقط الشعر بعد الولادة؟
في معظم الحالات تبدأ السيدات بملاحظة تساقط شعر كثيف بعد الولادة بمدة 2-3 أشهر. وهي المدة التي يكون خلالها الشعر في مرحلة الراحة التي تسبق تساقطه. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن تكون كمية الشعر التي تمر في مرحلة الراحة في هذه الفترة هي ضعف الكمية الطبيعية. فقد يصل إلى ما يقارب 30%-40% من الشعر إلى مرحلة التساقط في فترة ما بعد الولادة.
وقد تستمر مرحلة تساقط الشعر لمدة تصل إلى 6 أشهر يفقد خلالها الشعر كثافته. وعادةً يستغرق الشعر من 6 – 9 أشهر حتى ينمو ويعود إلى طبيعته. حيث يستعيد الشعر كثافته بحلول اكمال الرضيع عامه الأول وذلك لأن دورة نمو الشعر عملية بطيئة وتتطلب الكثير من الصبر لبدء رؤية التحسن.
العلامات والأسباب
لعل العلامة الرئيسية هي بدء رؤية تساقط كثيف للشعر أكثر من المعتاد وخاصة أثناء الاستحمام وتسريح الشعر وبدء ملاحظته على فرشاة الشعر وأرضية الحمام وعلى الملابس ووسادات النوم.
يرجع سبب تساقط الشعر إلى تغيرات مستويات هرمون الاستروجين خلال وبعد الحمل. حيث ترتفع مستوياته لدى السيدات الحوامل في الثلث الأخير من الحمل وبمجرد الولادة تعاود مستويات هرمون الاستروجين الانخفاض مما يتسبب في دخول عدد كبير من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة ومن ثم بدأ تساقط الشعر بكثافة.
معدل تساقط الشعر ومدة استمراره
في الحقيقة يختلف معدل تساقط الشعر من سيدة إلى أخرى حيث أن كمية الشعر المتساقط يمكن أن تختلف بناءً على اختلاف مستويات الهرمونات الفردية والعوامل الوراثية. فعلى سبيل المثال عادةً ما تلاحظ السيدات المرضعات لمدة طويلة فترة أطول من تساقط الشعر مقارنةً بالسيدات اللاتي لا يرضعن وذلك نتيجة استمرار التغيرات الهرمونية واختلاف مستويات الهرمونات في الدم طوال فترة الرضاعة.
ومن الجدير بالذكر أن تساقط الشعر لدى السيدات لا يرتبط فقط فيما بعد الولادة ويمكن أن تتعرض له جميع السيدات الاتي شهدن تغييرات هرمونية كبيرة، مثلاً قد تعاني السيدات من تساقط الشعر خلال علاجات الخصوبة، أو السيدات اللاتي تعرضن للإجهاض أو موت الجنين.
هل يحتاج تساقط الشعر بعد الولادة للعلاج؟
كما ذكرنا سابقاً يعتبر تساقط الشعر بعد الولادة أمر طبيعي وغير مقلق. فعلى الرغم من أنه يبدوا مقلقاً لتساقط الشعر بأكثر من 100 شعره في اليوم. إلا أنه لا يحتاج للعلاج حيث ينمو الشعر مرة أخرى خلال عدة أشهر. ولكن هناك بعض الأعراض التي ينصح مراجعة الطبيب فور ملاحظتها وهي:
- ترقق وضعف الشعرة دون تساقطها.
- احمرار وحكة في فروة الرأس.
- تساقط الشعر على شكل بقع أو أماكن محددة من فروة الرأس.
- استمرار تساقط الشعر لأكثر من 12 شهر.
تعزيز صحة نمو الشعر بعد الولادة
الحلول المنزلية
اتباع نظام غذائي صحي، مما لا شك فيه أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ويحتوي على العناصر الغذائية والفيتامينات والبروتينات المهمه من أجل تحسين صحة الشعر سيساعد الأمهات خلال مرحلة تعويض الشعر المتساقط من خلال تقوية بصيلات الشعر الضعيفة. حيث يوصي الأطباء بتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 و أوميغا 6 لتحسين نمو الشعر.
تجنب اتلاف الشعر، ينصح الأمهات بتجنب تعريض الشعر للتلف من خلال استخدام الحرارة المفرطة أثناء تجفيف الشعر وعدم شد الشعر بتسريحات ضيقة بالإضافة إلى تجنب المواد الكيميائية.
المكملات الغذائية، يمكنك تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب وعمل التحاليل اللازمة. حيث أثبتت الدراسات أن نقص الفيتامينات يؤدي إلى تفاقم تساقط الشعر. لذلك يمكن أن تساعد المكملات الغذائية في تجنب تساقط الشعر الإضافي.
الحلول العلاجية
حقن الإكسوزوم، وهي حقن تستخدم في الطب التجديدي لعلاج مشاكل تساقط الشعر. وذلك لقدرتها التجديدية التي تعزز نمو الشعر وتحسين وظيفة بصيلات الشعر. وذلك لاحتواء حقن الاكسوزوم على مجموعة من الجزيئات الفعالة بيولوجيًا، بما في ذلك البروتينات والأحماض النووية والدهون وعوامل النمو.
حقن عوامل النموGFC، يتم استخراج عوامل النمو من دم المريض نفسه ويعتمد عملها على قدرات الاستشفاء الطبيعية للجسم. حيث تُعد هذه العوامل أساسية في تجديد الأنسجة وتحسين القدرة على الاستشفاء. مما يجعلها أداة قوية وفعالة في مكافحة مشاكل تساقط الشعر.
حقن البلازما PRP، يتم استخدام دم المريض نفسه ومعالجته لاستخلاص البلازما الغنية بالصفائح الدموية وإعادة حقنها في فروة الرأس. تعمل حقن البلازما للشعر بدورها على تعزيز الشفاء والتجديد لبصيلات الشعر لاحتوائها على عوامل النمو الطبيعية مما يساعد على تنشيط بصيلات الشعر الخاملة وتحفيز نمو شعر جديد.
