النمش عبارة عن بقع بنية صغيرة تظهر على الجلد نتيجة لزيادة إنتاج صبغة الميلانين بسبب التعرض لأشعة الشمس الفوق البنفسجية. لا يعد النمش حالة جلدية ضارة ويتم علاجه لأسباب جمالية فقط. ويظهر على الأماكن المكشوفة والمعرضة لأشعة الشمس مثل الوجه والرقبة والظهر وأعلى الصدر واليدين والذراعين. وأكثر الناس عرضة للاصابة بالنمش هم أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الأشقر والأحمر. ومع ذلك قد يظهر النمش على أي شخص حيث يظهر على شكل بقع بنية داكنة على البشرة الداكنة.
أنواع النمش
ينقسم النمش إلى فئتين
- أفيليدس ephelides، يظهر على شكل بقع مسطحة عادةً ما تكون بنية أو حمراء وتتسبب الشمس بشكل رئيسي في تكونه على البشرة ليظهر في المناطق المعرضة للشمس، ويظهر لدى الأطفال الصغار المعرضين للشمس خاصة ذوي البشرة الفاتحة وتستمر معهم إلى مرحلة الشباب وتميل إلى التلاشي مع التقدم في العمر.
- التصبغات الشمسية ، يطلق عليها اسم lentigines وتظهرالتصبغات الشمسية صفراء اللون وحمراء وبنية داكنة، حيث تظهر عادةً للفئة العمرية الأكبر من 40 عاماً ويؤدي التعرض المستمر لأشعة الشمس مع مرور الوقت في ظهورها على المناطق المكشوفة مثل الوجه والساعدين وظهر اليدين والصدر والظهر والكتفين وأسفل الرجلين.
أوجه الفرق بين أنواع النمش
قد يبدو لك أن أنواع النمش متشابه ولكنها تختلف في نواحي عديدة مثل
- الحجم حيث أن حجم التصبغات الشمسة أكبر عادةً وقد يصل إلى سنتيمتر بينما النمش أفليدس يبدوا مثل رأس قلم وقد يكون أكبر قليلاً.
- كذلك يختلفان في اللون ليكون النمش أفيليدس أحمر أو بني غامق أو بني فاتح بينما التصبغات الشمسية فقد تكون أحمر أو أصفر أو بني فاتح أو غامق أو اسود اللون.
- ومن حيث الحدود يظهر النمش العادي أفيليدس بحدود غير منتظمة وغير محددة بينما تظهر تصبغات الشمس بحدود واضحة.
- من حيث الأشخاص الأكثر عرضة يصيب النمش من نوع أفيليدس الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأشقر أو الأحمر وقد تكون ناتجة عن وراثة جينية بينما تصبغات الشمس مرتبطة أكثر بالبشرة الداكنة والتعرض لأشعة الشمس بمرور الوقت.
- من حيث العمر يظهر النمش أفيليدس من الطفولة من عمر 2-3 أعوام ويزداد خلال سن المراهقة وقد يتلاشى مع التقدم في العمر بينما نمش تصبغات الشمس يظهر فوق عمر 40 عاماً.
- من حيث مكان الظهور يظهر النمش أفيليدس على الوجه والذراعين والرقبة والصدر بينما نمش تصبغات الشمس يظهر على الوجه وعلى ظهر اليدين والصدر والساعدين والظهر والكتفين والساقين.
أسباب ظهور النمش
عادةً ما يكون السبب هو التعرض لأشعة الشمس وخاصة الأشعة فوق البنفسجية بينما يلعب العامل الوراثي والجيني دوراً رائداً أيضاً. وكذلك جفاف الجلد المتصبغ ويعد هذا مرضاً نادراً يسبب زيادة الحساسية للأشعة فوق البنفسجية.
طرق علاج النمش
لا يمكن علاج النمش بشكل كامل ولكن يمكن تفتيحه بالعلاجات الموضعية والعلاج بالليزر والتبريد
العلاج الوقائي
يساعد استخدام واقي الشمس على منع ظهور نمش جديد ولن يعمل على التخلص من النمش الموجود أصلاً. كما ويجب استخدام واقي الشمس طوال السنة حتى في فصل الشتاء.
وتقدم الأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلد بعض النصائح بخصوص واقي الشمس منها:
- يجب أن يحتوي واقي الشمس على عامل حماية من الشمس لا يقل عن 30%.
- وضع واقي البشرة قبل الخروج ب 15 دقيقة.
- يُعاد وضع الكريم الواقي من الشمس كل ساعتين وبعد السباحة مباشرة أو التعرق المفرط.
العلاج باستخدام المقشرات
- كريم ريتينويد موضعي، كريم الريتينويد مركب فيتامين أ و يستخدم لتحسين البشرة المتضررة من الشمس بالإضافة لتفتيح لون النمش وتحفيز إنتاج خلايا جديدة على سطح البشرة بالإضافة لتحفيز الكولاجين، ووفقا لمراجعة 2014 م قد توفر الرتينويدات الحماية من أشعة الشمس عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ب مما قد يساعد على عدم ظهور نمش جديد، قد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل إحمرار الجلد وجفافه مع تقشير البشرة العلوية.
- التقشير الحمضي والكيميائي، يستخدم التقشير الكيميائي محلولاً كيميائياً أو محلولاً حمضياً من منتجات التقشير الحمضي والكيميائي التي تحتوي على حمض ألفا هيدروكسي أو حمض ثلاثي كلوروأسيتيك أو حمض الجليكوليك أو الفينول والتي تعمل على تقشير البشرة لازالة الجلد التالف وتحفيز نمو خلايا الجلد الجديدة، أما عن الآثار الجانبية المؤقتة للتقشير فهي إحمرار وحرقان تهيج وتورم في الجلد.
ووفقًا للجمعية الأمريكية لجراحة الجلد فإن تقشير الجلد يحتاج مدة أسبوعين للتعافي مع استخدام مرهم موضعي يومياً وتناول بعض الوصفات الطبية مثل مضادات الفيروسات لمدة أسبوعين وتجنب التعرض لأشعة الشمس حتى تعافي البشرة.
العلاج بالليزر
يعتمد اختيار نوع واعدادات الليزر على نوع جلد المريض واحتياجاته. ومن أفضل أنواع الليزر لعلاج النمش والتصبغات هو الفراكسل ليزر والإيفكس ليزر. حيث يستخدم العلاج بالليزر نبضات من الضوء المركز والمكثف لاستهداف المناطق المتضررة من الجلد. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2015 فإن ليزر Q-Switched فعال أيضاً في علاج النمش. وأظهرت نتائج الدراسة أن العلاج باستخدام هذا الليزر يخفف أكثر من 50% من النمش في 62% من المشاركين في الدراسة.
- الفراكسل ليزر، يعد فراكسل ليزر الطول الموجي 1927 فعالاً لإزالة النمش على عكس أنواع الليزر الأخرى حيث يعمل على تقشير الطبقات السطحية من الجلد بما فيها النمش.
- ليزر الايفكس، يعد الليزر الجزئي فعال جداً في علاج حالات النمش وينتج عن استخدامه تجديد خلايا البشرة وتحفيز إنتاج الكولاجين والحصول على بشرة صحية وأكثر اشراقاً.
يعد العلاج بالليزر بشكل عام آمن وقد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل تورم وإحمرار وتقشر الجلد وقد يسبب بعض التصبغ.
العلاج باستخدام كريمات التبييض
وهو علاج متوفر بدون وصفة طبية وبوصفات طبية أيضاَ. يحتوي على مادة الهيدروكينون التي يعتقد أنها تعمل على تثبيط إنتاج الميلانين وتفتيح المناطق الداكنة. وقد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الجلد والتصبغ والحرقان.
في عام 1982 اعتبرت (FDA) منتجات التبييض التي تحتوي على ما يصل إلى 2% من الهيدروكينون آمنة وفعالة بشكل عام. وفي عام 2006 أظهر بعض المصادر أن الهيدروكينون المشار إليه قد يسبب السرطان في الفئران ويؤدي إلى تصبغ الجلد وتشوهه مما أدى إلى قيام إدارة الغذاء والدواء بترشيح الهيدروكينون لإجراء المزيد من الدراسات عليه.
هل يتحول النمش إلى سرطان الجلد؟
يعتبر الناس أن النمش علامة من علامات الجمال مثل الشامات. ولكن بعض الشامات قد تتحول إلى سرطان الجلد بمرور الوقت مما يجعل من إزالة الشامات المتغيرة ضرورة علاجية على عكس النمش فهو حالة جلدية حميدة تدل على حساسية الجلد للشمس فقط ويعود كل هذا إلى جين MC1R الذي يجعل البشرة أكثر حساسية للأشعة فوق البنفسجية. ولكن في حال لاحظ المصاب أي تغيرات جلدية غير طبيعية علية التوجه لطبيب الأمراض الجلدية للإطمئنان.