ظهرت في بدايات القرن الحالي العديد من أنواع الليزر التي تعمل بالتقنية التجزيئية على الجلد، وذلك كمحاولة لتفادي عيوب أنواع الليزر التي تقوم بصنفرة الجلد بشكل كامل، مما يحتاج لوقت أطول للشفاء بعد العملية. وكان من بين أنواع الليزر التي تستخدم التقنية التجزيئية هما ليزر الفراكسل والفراكشنال.
فما هي أهم الفروقات ما بين الفراكسل والفراكشنال ليزر؟
ما هو الليزر التجزيئي؟
في السابق كان يتم صنفرة الجلد بشكل كامل، ولذلك كان يحتاج وقتًا طويلًا للإجراء والشفاء، مثل الليزر الكربوني وليزر الإربيم.
بينما في أنواع الليزر التي تستخدم التقنية التجزيئية، يتم تقسيم الجلد إلى طبقات حرارية مجهرية (Micro thermal zones)، يتم إطلاق أشعة الليزر عليها دون التأثير على مناطق الجلد المحيطة.
تحمي الطريقة التجزيئية البشرة من تعريض مساحة واسعة من الجلد لليزر دفعة واحدة، وبسبب اتباع الطريقة التجزيئية في العلاج يتم الحفاظ على سلامة ما يقارب 80% من الجلد لذا فإن التعافي يكون أسرع والآثار الجانبية أقل حيث تستهدف كل جلسة علاجية 20%-15% من مساحة المنطقة المستهدفة.
ويوجد نوعان للتقنية التجزيئية لليزر، وهما:
- الليزر المقشر (ablative laser)، مثل الليزر الكربوني المجزأ أو ما يعرف بالفراكشنال ليزر (fractioanal co2 laser).
- الليزر غير المقشر (non-ablative lasers)، مثل تقنية الفراكسل.
الفرق بين الفراكسل والفراكشنال ليزر
كلا النوعين يستخدم التقنية التجزيئية في علاج ندبات الجلد مع اختلاف بين النوعين حيث:
- يستهدف العلاج بالفراكشنال ليزر الطبقة السطحية وطبقة الأدمة، من خلال استخدام طولاً موجياً مكثفا من الليزر لإزالة الطبقة الخرجية من البشرة وتوصيل الحرارة لطبقة الأدمة، تسمى مناطق المعالجة الحرارية الدقيقة بـ (MTZs) حيث يتم طرد الخلايا الصبغية القديمة للبشرة ويؤدي تغلغل الليزر في الأدمة إلى تكوين ألياف كولاجين جديدة كرد فعل من البشرة لعلاج المنطقة المصابة بحرارة الليزر، وتبقى المناطق المحيطة بالمنطقة المستهدفة سليمة مما يساعد على سرعة التعافي.
- بينما يستهدف العلاج بالفراكسل ليزر طبقة الأدمة بينما يحافظ على البشرة الخارجية، وهو أقل عمقاً من الفراكشنال من خلال استخدام طول موجي دقيق من الليزر(1550 نانومتر) تحت سطح الجلد لتوصيل الحرارة للأدمة وحثها على إنتاج ألياف الكولاجين، وهذا العلاج هو الأفضل لتحسن ملمس البشرة ولونها والتجاعيد الخفيفة ومشاكل التصبغ.
ومن الجدير بالذكر أن العلاج بتقنية الفراكسل و الفراكشينال غير مؤلم ولقد تحدث بعض المرضى عن شعورهم بحروق طفيفة في المناطق المعالجة لمدة 3ساعات بعد العلاج ويستخدم الأطباء التخدير الموضعي لضمان الراحة للمريض خلال العلاج.
قد يوصي بعض الأطباء بوقف استخدام كريمات الرتينويدات ( وهي الكريمات المشتقة من فيتامين أ ) وذلك قبل أسبوع من العلاج بالليزر الجزئي (الفراكشينال والفراكسل) بالإضافة لأن بعض الأطباء يصفون كريمات التفتيح مثل الهيدروكينون لاستخدامها قبل العلاج للتقليل من مخاطر فرط التصبغ التالي للعلاج، وفي حالة الفراكشينال ليزر قد يطلب الطبيب من المريض تناول مضادات الفايروسات والمضادات الحيوية للوقاية من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية.
- يُستخدم ليزر الفراكسل في الندبات صغيرة الحجم وكذلك السطحية، أما عند الإصابة بالندبات العميقة، فيُفضل استخدام ليزر الفراكشنال.
كم عدد الجلسات المستخدمة في ليزر الفراكشنال والفراكسل
غالبا ما تحتاج تقنية الفراكسل ليزر إلى عدد أكبر من الجلسات قد يصل إلى ثلاث أو ست جلسات.
بعكس ليزر الفراكشنال الذي قد يعطي نتائجه بعد جلسة أو ثلاث جلسات.
ما بعد إجراء ليزر الفراكشنال والفراكسل
- جلسة الفراكشينال: قد يعاني المريض بعد اجراء جلسة الفراكشنال ليزر من إحساس خفيف بحروق الشمس لعدة ساعات بعد العملية مع وجود بعض التورم يختفي خلال يومين إلى ثلاثة أيام، يتحول لون الجلد إلى اللون الوردي لمدة 5-3 أيام، ومن ثم يصبح لون البشرة برونزي وقد يستمر من 14-3 يوماً، يتقشر الجلد ويحل مكانه جلد جديد بدلاً من الأنسجة الميتة ويجب تجنب إزالة الجلد المقشر تماماً ،وتلتئم البشرة بعد حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع ويمكن استخدام مستحضرات التجميل لتغطية لون البشرة بعد حوالي أسبوعين من الإجراء.
خلال فترة التعافي يوصى بحماية البشرة باستخدام واق شمس مرطب عامل حماية لا يقل عن 50% مع استخدام الملابس الواقية والقبعات الواسعة الحواف لحماية الجلد من أشعة الشمس.
- جلسة الفراكسل: بعد العلاج بتقنية الفراكسل عادة ما يكون هناك تورم واحمرار خفيف جداً وتختفي هذه الآثار خلال 5-4 أيام تقريباً وقد لا ينتج عن جلسة الفراكسل أي إحمرار يذكر، كما يمكن استخدام مستحضرات التجميل بعد يوم أو يومين من الإجراء. وقد تشمل الآثار الجانبيه الجفاف والرغبة في حك الجلد وفي هذه الحالة يوصى بتجنب حك البشرة تماماً وترطيبها بلطف.
وللحفاظ على نتائج الفراكشينال والفراكسل ليزر يوصي الأطباء بترطيب البشرة باستمرار بمرطب خفيف لا يسد المسام ولا يحتوي على مكونات الريتينول بالإضافة للترطيب الداخلي من خلال شرب الماء باستمرار ليساعد البشرة على التعافي بشكل أسرع وتجنب شرب المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي وجميع المشروبات التي تحتوي على الكافييين بالاضافة لترك التدخين لأنه يعيق عملية الشفاء ويساعد على ظهور علامات الشيخوخة كما ويفضل أخذ اجازة في حال إجراء جلسة الفراكسل لمساعدة البشرة على التعافي والإبتعاد عن أشعة الشمس، أما في حال إجراء جلسة الفراكشينال فيجب على المريض أخذ اجازة لتجنب التعرض لأشعة الشمس تماماً، وتجنب التمارين الرياضية الشاقة من 48-24 ساعة لتجنب تعرق الوجه.
استخدامات ليزر الفراكشنال والفراكسل
غالبًا ما يتم استخدامها في نفس الأغراض، إلا أنه قد يفضل بعض الأشخاص أحدهما عن الآخر، ومن تلك الاستخدامات:
- تجاعيد الوجه.
- ندب حب الشباب.
- البقع التي تظهر نتيجة التعرض للشمس فترة طويلة.
- الندب الجراحية.
- آثار وندب الحروق.
- نضارة البشرة وتحفيز الكولاجين.
- تشققات الجلد وتشققات ما بعد الحمل.
- تحسين علامات التقدم بالسن.
- علاج النمش.
- علاج الكلف والكلف الممانع.يعتبر استخدام ليرز فراكسل الخيار الأول لعلاج ندبات حب الشباب ، بينما يستخدم الفراكشنال ليزر كخيار أول لعلاج أضرار أشعة الشمس والتجاعيد وتحسين ملمس الجلد، تعتمد هذه الإختيارات تماماً على الليزر الأكثر فعالية لكل حالة، ويوجد اعتبارات أخرى بالطبع على سبيل المثال لا يستطيع بعض المرضى التوقف عن العمل ويفضلون استخدام ليزر فراكسل للتجاعيد حتى لو كان ذلك يعني نتائج أقل وعدد جلسات أكبر للعلاج.
وعلى كلٍّ، فإن التقنية التجزيئية لعلاج مشاكل الجلد المختلفة تعد أفضل من الأنواع السابقة لها والتي كانت تحتاج فترة نقاهة تقدر ببضعة أسابيع بعد الإجراء، لذلك حققت تلك التقنية نتائجها المرغوبة لدى أطباء التجميل ولدى الأشخاص الذين قاموا بإجرائها.
