أعراض جدري القرود وعلاجه

فيروس جدري القرود أو ما يسمى علمياً (Monkeypox virus) هو مرض معدٍ حيواني المصدر ينتقل من الحيوان إلى الإنسان حيث تم اكتشاف انتشار الفيروس بين القوارض كالفئران والسناجب والحيوانات الأخرى كالقرود والكلاب البرية الأليفة في وسط وغرب افريقيا، ولقد ظهرت أول حالة مصابة بجدري القرود من البشر في عام 1970م ومنذ ذلك الحين كان التفشي الوحيد لجدري القرود في عام 2003م في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغ عدد المصابين 47 شخصاً كانوا جميعاً على اتصال بكلاب البراري الأليفة والتي تم إيواءها مع قوارض مستوردة من إفريقيا، بالتالي يرجع سبب وجود حالات لجدري القرود في مناطق خارج افريقيا إلى السفر للخارج واستيراد الحيوانات ومخالطة شخص مصاب أو حيوان مصاب.

ولقد تفشى جدري القرود مرة أخرى في عام 2022م في المملكة المتحدة ثم اسبانيا والبرتغال وسرعان ما تبين أن هناك حالة تفشي كبرى ومستمرة لمرض جدري القرود حالياُ.

سبب التسمية

 على الرغم من أن القرود يمكن أن تصاب بجدرى القرود إلا أنها ليست السبب الرئيسي في نشر المرض، حيث أطلق عليه اسم جدري القرود بناءً على اكتشاف المرض لأول مرة في تجمعات القردة المستخدمة في الأبحاث عام 1958م، ومع مرور الوقت اكتشف العلماء أن بعض القوارض في أجزاء من إفريقيا تحمل الفيروس ويمكن أن تنقله إلى البشر.

أعراض فايروس القردة

عادةً ما يكون جدري القرود عدوى فيروسية مصحوبة بطفح جلدي قد يكون مؤلماً، يتعافى معظم الناس بعد عدة أسابيع من تلقاء أنفسهم، أما في بعض الحالات قد يشتد المرض ويمكن أن يؤدي للوفاة.

تظهر الأعراض عادةً بعد الإصابة بفيروس جدري القرود من 5-21 يوم ويطلق على الفترة الفاصلة بين التعرض للفيروس ووقت ظهور الأعراض فترة الحضانة، تستمر الأعراض من 2-4 أسابيع وقد تمر بعدة مراحل كما ويمكن أن يكون الطفح الجلدي مؤلماً ويمكن أن يؤثر على أي جزء من أجزاء الجسم مثل الفم والأعضاء التناسلية وحول فتحة الشرج والوجه وعلى القدمين واليدين، ويستمر الطفح الجلدي عادةً مابين 14-28 يوماً ويتغير خلال مراحل مختلفة وصولاً للمرحلة الأخيرة وهي تحول الطفح الجلدي إلى قشور تسقط لاحقاً، ويمكن أن يصاحب الطفح الجلدي أعراض عامة مثل

• حرارة عالية.
• قشعريرة.
• تورم في الغدد الليمفاوية.
• صداع في الرأس.
• ألم في العضلات.
• ألم في المفاصل.
• ألم في الظهر.
• تعب وخمول.

يبدأ الطفح الجلدي بالظهور بعد ظهور الحمى على الشخص المصاب من 2-4 أيام تقريباً، غالباً ما يظهر الطفح الجلدي الناتج عن جدري القرود على الوجه أو اليدين أو القدمين ثم ينتشر على المناطق الأخرى من الجسم، ويمر الطفح الجلدي لجدري القرود بعدة مراحل حيث يبدأ ببقع مسطحة ومن ثم تتحول إلى بثور ثم تمتلئ البثور بالصديد ثم تتكون قشرة وتستمر لفترة تتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع.

يمكن أن ينقل المريض عدوى جدري القرود للآخرين حيث يستمر في نقل المرض من بداية ظهور الأعراض حتى اختفاء الطفح الجلدي والقشور.  

في حال الإصابة بجدري القرود يجب على المصاب عزل نفسه في المنزل بعيداً عن الآخرين وزيارة الطبيب على الفور للحصول على التعليمات والعلاجات الواجب اتباعها أثناء الإصابة.

اجراء اختبار جدري القرود

قد تبدو عدوى جدري القرود مشابهه للأمراض المعدية الأخرى مثل جدري الماء أو العديد من الأمراض المنقولة جنسياً مثل الهربس لذلك على المريض اجراء اختبار للتأكد من نوع العدوى، ويتم اجراء اختبار العدوى بجدري القرود بناء على مجموعة من العوامل مثل الأعراض وأسباب الإصابة مثل السفر لمناطق ينتشر فيها المرض أو مخالطة شخص مصاب بجدري القرود.

كيفية انتشار جدري القرود

ينتشر الفيروس من خلال المخالطة اللصيقة مع حيوان أو شخص مصاب أو عن طريق استخدام الشخص أغراضًا لشخص مصاب بجدري القرود مثل البطانيات وينتقل فيروس جدري القرود عادةً من شخص إلى آخر بالطرق التالية:

• الملامسة المباشرة للطفح الجلدي أو القشور أو سوائل جسم شخص مصاب بجدري القرود.
• التعرض عن قرب ولفترة طويلة للرذاذ التنفسي لشخص مصاب.
• استخدام الملابس أو أغطية الفراش أو البطانيات أو غيرها من الأغراض التي لامست الطفح الجلدي أو سوائل جسم شخص مصاب.
• يمكن للمرأة الحامل المصابة أن تنقل فيروس جدري القرود إلى جنينها.

وينتفل جدري القرود من الحيوانات إلى البشر بالطرق التالية:

• التعرض لعضّات الحيوانات أو خدوشها.
• تناول لحوم حيوانات الصيد البري المطهوة.
• المنتجات المصنوعة من الحيوانات المصابة.
• الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو الطفح الجلدي للحيوانات المصابة بجدري القرود.

الوقاية من الإصابة بجدري القرود

للوقاية من الإصابة بجدري القرود يجب تجنب مخالطة المصابين وتجنب استخدام الملابس أو الأغطية أو الفراش والبطانيات أو غيرها من المواد التي لامسها شخص أو حيوان مصاب بالإضافة لعزل المصابين بجدري القرود عن الأشخاص الأصحاء، غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد أي مخالطة لشخص أو لحيوان مصاب وتجنب الحيوانات المصابة.

علاج جدري القرود

يهدف علاج معظم المصابين بجدري القرود إلى تخفيف الأعراض حيث تشمل الرعاية الصحية للمصاب شرب كميات كافية من السوائل كما ويعتمد علاج جدري القرود بشكل أساسي على

• العناية بالطفح الجلدي.
• السيطرة على الألم وتقليله.
• علاج العدوى البكتيرية والمضاعفات الأخرى.

ولقد تم ترخيص اللقاح JYNNEOS  المضاد لجدري الماء (المعروف أيضًا باسم Imvamune® أو Imvanex®) من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2019 م للوقاية من كل من الجدري وجدري القرود لدى البالغين من عمر 18 عاماً فأكثر.

وكذلك يمكن الوقاية من جدري القرود ببعض اللقاحات الأخرى المضادة للجدري مثل لقاح ACAM2000  واللذي لا ينصح باستخدامه للأطفال أقل من عام واحد وللحوامل، كما يمكن استخدام هذه اللقاحات للوقاية من جدري القرود لأن الجدري وجدري القرود تسببهما فيروسات متشابهة ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن لقاحات الجدري فعالة بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود حيث يساعد اللقاح جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة ضد فيروس الجدري مما يعني أن نظام الدفاع الطبيعي للجسم يقوم بحماية الجسم والدفاع عنه.

وعادةً ما يقترح الأطباء إعطاء اللقاح للأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس حسب طبيعة عملهم مثل العاملين في المختبرات أو لمن تعرض للفيروس، حيث لا توصي مراكز مكافحة الأمراض بإعطاء لقاح جدري القرود للجميع في الوقت الحالي.

ولا يوجد علاج محدد معتمد لجدري القرود حالياً حيث يستخدم الأطباء علاجات وأدوية مضادة لإلتهابات الفايروسات المستخدمة حاليا لعلاج جدري الماء مثل تيكوفورمات (TPOXX) أو برينكيدوفوفير (Tembexa)، وفي بعض الحالات قد يستخدم الأطباء لقاح الغلوبولين المناعي المحتوي على أجسام مضادة من أشخاص تلقوا لقاح الجدري، ولا يوجد لقاح فعال بنسبة 100% لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر حتى في حال الحصول على التطعيم ضد جدري القرود.

موانع التطعيم ضد جدري القرود

يجب على المريض تجنب تلقي التطعيم في حال عانى سابقاً من رد فعل تحسسي يهدد الحياة لأي من جرعة سابقة من MVA أو لأي مكون من مكونات اللقاح حتى لو وجد بكميات صغيرة جداً مثل بروتين الدجاج أو البنزوناز أو الجنتاميسين أو سيبروفلوكساسين.

كذلك من المهم اخبار الطبيب عن أي شعور بالتعب أو ارتفاع في درجة الحرارة أو الاصابة بالتهاب الجلد مثل الأكزيما التأتبية أو في حال نقص المناعة والحمل أو التخطيط للإنجاب بالإضافة لاخبار الطبيب في حال بعض الأمراض المنتشرة مثل الزكام وتناول أي أدوية في الفترة الأخيرة أو تلقي أي نوع من أنواع اللقاحات.

أما عن الآثار الجانبية للقاح جدري القرود، ليس من الضرورة ظهور الأعراض في حال تلقي اللقاح ومنها الشعور بالصداع، وآلام في العضلات وتعب وغثيان بالإضافة لقشعريرة ودرجة حرارة عالية وقد يشعر المريض أيضاً بآلام في المفاصل وفقدان في الشهية وألم واحمرار وكدمات في مكان الحقن، عادةً ما تصيب الحمى والقشعريرة 1 من كل 10 تلقوا اللقاح ولا تستمر سوى بضعة أيام وعلى المريض تناول الباراسيتامول بالإضافة للراحة التامة.

الآثار الجانبية لجدري القرود

يمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود ما يلي:

• ندبات شديدة على الوجه والذراعين والساقين.
• العمى.
• حالات عدوى أخرى.
• الوفاة في حالات نادرة، نادراً ما يؤدي نوع فيروس جدري القرود المنتشر في حالة التفشي عام 2022 م والذي أطلق عليه جدري غرب إفريقيا إلى الوفاة، كما ويصعب انتشاره إلا بالمخالطة والملاصقة للمصاب.

هل تحمي الإصابة بجدري الماء سابقاً من الإصابة بجدري القرود

في الواقع يحدث جدري الماء بسبب فيروس مختلف (فيروس الحُماق) عن فيروس جدري القردة مما يعني أن الإصابة بجدري الماء سابقاً لا تؤمن الحماية من الإصابة بجدري القردة لاحقاً.

الفرق بين جدري القرود وجدري الماء

يعتبر الفيروس المسبب لجدري القرود مختلف عن فيروس جدري الماء ولكنهم في الواقع من نفس العائلة والتي تدعى 

(orthopoxvirus)(أو Poxvirus).

ويعد جدري القرود أقل خطراً ونادراً ما يسبب حالات وفاه على عكس جدري الماء حيث أن معظم المصابين بجدري القرود يعانون من تعب ومرض خفيف وقد يصاب العديد من المرضى بجدري القرود دون معرفة ذلك بسبب بساطة الأعراض وعدم ظهور البثور على الجلد أو قد تظهر بثرة واحدة أو اثنتين فقط وعادةً مالا يتطلب جدري القرود دخول المستشفى، يكون جدري القرود أكثر قوة لدى الأطفال ولمن يعاني من ضعف في جهاز المناعة.

مثل جدري الماء ينتشر جدري القرود من خلال الاتصال الوثيق من الجلد إلى الجلد  مع شخص مصاب بقروح أو قشور أو من  خلال السوائل الفموية والجهاز التنفسي.

يعد جدري الماء أكثر خطورة من جدري القرود ويسبب ظهور بثور مليئة بالصديد في جميع أنحاء الجسم، ولقد تم توزيع لقاحات الجدري على نطاق واسع في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ولقد تم الإعلان عن القضاء على الجدري عالمياً ورسميًا في ديسمبر 1979م.