أصبحت خطوط الرقبة أحد أبرز المشاكل الجمالية الشائعة في السنوات القليلة الماضية. وباتت هاجسًا للكثيرين ممن يسعون للحفاظ على مظهر شاب ومتناسق. ولعل أحد أكثر الأسباب الحديثة شيوعاً لظهورها هي العادات اليومية الخاطئة المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول والأجهزة الالكترونية بوضعيات خاطئة مما يؤثر على مظهر الرقبة مع مرور الوقت ويسبب ظهور الخطوط العرضية والتجاعيد.
أسباب ظهور خطوط الرقبة
- التقدم في العمر، وذلك بسبب انخفاض انتاج الكولاجين والايلاستين في الجلد. وهما بروتينات مهمه للحفاظ على مرونة وجودة الجلد ونقصهما يسبب شيخوخة الجلد وظهور خطوط واضحة حول الرقبة. كما أن التقدم في العمر يضعف الدعم العضلي وبشكل خاص في عضلة البلاستيسما مما يساعد أيضاً في ظهور خطوط الرقبة.
- أشعة الشمس، التعرض المباشر لأشعة الشمس بدون حماية عادةً ما يتسبب في تفكك بروتينات الجلد. مما يسرع من شيخوخة الجلد وظهور التجاعيد وهو أحد الأسباب الشائعة نتيجة الاهتمام بالوجه وإهمال الرقبة عند تطبيق واقي الشمس.
- رقبة التكنولوجيا، وهي أحد أكثر الأسباب شيوعاً خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة الاستخدام الخاطئ للأجهزة الالكترونية. وذلك بالانحناء المستمر للنظر للهواتف مما يسبب طيات جلدية متكررة. وفي النهاية تتحول هذه الطيات إلى خطوط عميقة ودائمة مع مرور الوقت.
- نمط الحياة، هناك العديد من الأسباب التي قد تؤثر على جودة الجلد وتسرع من تكسير الياف الكولاجين وتسبب شيخوخة الجلد. ومنها التدخين وسوء التغذية والجفاف وقلة النشاط البدني بالإضافة إلى التوتر والضغط الفسي.
- وضعية النوم: بعض الوضعيات الخاطئة قد تؤدي إلى تكوّن طيات في الجلد. وذلك بسبب تحول هذه الطيات إلى خطوط دائمة مع مرور الوقت، مثل الضغط المتكرر على منطقة الرقبة أثناء النوم.
ما هي أنواع خطوط الرقبة؟
الخطوط العرضية
وهي عبارة عن خطوط عرضية تكون ممتدة بشكل دائري حول الرقبة تشبه شكل العقد. وهناك العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على علاجها مثل حقن الفيلر وحقن السكن بوستر وتقنيات المايكرونيدلينج.
الخطوط العامودية
وهي عبارة عن بروز أو شد طولي في الرقبة عادةً ما يظهر على شكل خطين أو أكثر وتكون ممتدة من أسفل الذقن إلى العنق وهي أكثر وضوحاً عند شد الرقبة أو التحدث والضحك. وعادةً ما يتم علاجها باستخدام حقن البوتكس لإرخاء العضلات.
الخطوط السطحية الدقيقة
وهي تجاعيد رفيعة على شكل خطوط دقيقة ومتشابكة تكون منتشرة في الرقبة مع ترقق واضح للجلد. ويستخدم في علاجها العديد من الإجراءات التجميلية منها ليزر الفا CO2 وتقنيات المايكرونيدلينج RF. بالإضافة إلى ذلك يفضل العديد من الأطباء دمجها مع حقن معززات الكولاجين مثل السكلبترا والسكن بوستر.
ترهلات الرقبة
هي عبارة عن ترهلات قد تُعطي مظهر يشبه الخطوط أو الطيات على الرقبة. لكنها في الحقيقة عبارة عن ارتخاء للنسيج الجلدي مما يجعل الرقبة تبدو مترهلة وغير متماسكة. ويمكن علاجها غير جراحياً باستخدام تقنيات تحفيز الكولاجين وشد الجلد مثل تقنية الاتيفا والالثيرا وتقنية الثيرماج فلكس.
طرق علاج خطوط الرقبة
نظرًا لاختلاف أنواع وأشكال خطوط الرقبة، فهناك العديد من الخيارات العلاجية الحديثة والفعّالة التي يمكن استخدامها في تجميل وتجديد شباب منطقة الرقبة. ويتم اختيار الإجراء الأنسب من قِبل الطبيب بناءً على حالة كل مريض، وقد يتم دمج أكثر من تقنية للحصول على نتائج طبيعية ومثالية.
حقن البوتكس
تعتبر الاجراء الأفضل لعلاج خطوط الرقبة الطولية الناتجة عن فرط نشاط وشد عضلات البلاستيسما (Platysma) الموجودة في الرقبة. وعلى الرغم من ذلك قد يختلف مدى الاستجابة من شخص لآخر حسب قوة العضلة وحالة الجلد. حيث يعمل البوتكس على ارخاء العضلات بشكل مؤقت مما يؤدي إلى تقليل شكل الشد العامودي للجلد وبالتالي تقليل وضوح الخطوط الطولية مما يعطي سطح جلدي أكثر سلاسة ومظهر أكثر شبابًا للرقبة.
حقن الفيلر
وهو الخيار الأول والأكثر فعالية في علاج الخطوط العرضية للرقبة، حيث يعمل على ملء الفراغات تحت الجلد وتخفيف التجاعيد. وعادةً ما يتم دمجة مع إجراء تقطيع الندبات (Subcision) لإعطاء نتائج أفضل وأكثر كفائة. وذلك عبر تحرير الالتصاقات العميقة تحت الجلد، مما يسمح للفيلر بالتمدد بشكل أفضل ويُعزز من النتيجة النهائية.
ويمكن استخدام أنواع خاصة من الفيلر مثل Sculptra أو الرادييس Radiesse. وذلك لأنها لا تقتصر على الملء فقط بل تساعد أيضًا في تحفيز إنتاج الكولاجين والايلاستين الطبيعي. في الجلد مما يحسن من:
- زيادة نعومة سطح الرقبة وتجانسها.
- تحسين مرونة وجودة الجلد مع مرور الوقت.
- تقليل مظهر الترهلات الخفيفة ومنح الرقبة مظهر أكثر شبابًا وحيوية.
تقنيات الشدّ غير الجراحي لعلاج خطوط الرقبة وتحسين التجاعيد
هناك العديد من التقنيات الحديثة التي تساعد في شدّ الرقبة وتحسين التجاعيد الدقيقة والخطوط العرضية من غير تدخل جراحي أو تخدير، ومن أهم هذه التقنيات وأشهرها عالمياً:
- استخدام الموجات فوق الصوتية المركّزة، مثل تقنيات الهايفو والالثيرا التي تعمل على استهداف طبقة العضلات بعمق. مما يعمل على شد الجلد وتحسين الترهلان الخفيفة إلى المتوسطة في منطقة الرقبة والذقن.
- تقنيات الترددات الراديوية، تتنوع أشكالها بين الترددات الراديوية التي يتم دمجها مع الإبر الدقيقة مثل تقنيتي Morpheus8 وبوتنزا Potenza. أو عبر التقنيات التي تعتمد على الموجات الراديوية في عملها مثل تقنية الثيرماج فلكس حيث تعمل هذه التقنيات على تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين. مما يساعد على شدّ البشرة الرقيقة بشكل لطيف، وتحسين ملمس وجودة الجلد بالإضافة إلى التخفيف من الخطوط الدقيقة. وغالبًا ما يتم دمجها مع الفيلر أو البوتوكس في حالات علاج خطوط الرقبة مع مراعاة وجود فاصل زمني لتحقيق أفضل النتائج.
- تقنيات الألياف الضوئية، تُعد من الخيارات المثالية لعلاج التجاعيد البارزة والخطوط العميقة، مثل تقنيتي اندوليفت Endolift و ATTIVA. وهي طرق تعتمد على إدخال ألياف دقيقة جدًا تحت الجلد لتوصيل الطاقة الحرارية للطبقات العميقة من البشرة، مما يساعد على تحفيز الكولاجين وشدّ الأنسجة من الداخل. وتتميز بنتائجها الطبيعية والملحوظة.
تقنيات الليزر لعلاج خطوط الرقبة
تعتبر من أكثر الخيارات المرنة والفعّالة في تحسين مظهر الرقبة، خصوصًا في علاج التجاعيد والخطوط العميقة. تعمل هذه التقنيات من خلال إطلاق أشعة ضوئية مركّزة تخترق طبقات الجلد بهدف إحداث إصابات دقيقة ومحسوبة، تدفع البشرة لإنتاج الكولاجين والإيلاستين بشكل طبيعي. هذا التحفيز يساعد على زيادة سماكة الجلد وتحسين جودته، مما يقلل من بروز الخطوط الدقيقة والعميقة في الرقبة. وتتنوع أنواع الليزر المستخدمة، ومن أبرزها الفراكشنال ليزر:
- التقشيري (CO₂ Ablative) مثل ليزر الفا Alpha Laser الذي يمنح نتائج عميقة وفعّالة.
- غير التقشيري (Non-ablative) مثل Fraxel الذي يُعد ألطف على البشرة مع فترة تعافٍ أقصر.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن دمج تقنيات الليزر مع علاجات أخرى مثل الفيلر أو الخيوط، لذلك يوصي الأطباء غالبًا بخطة علاجية متكاملة لتحقيق أفضل مظهر شبابي وطبيعي للرقبة.
ما هي رقبة التكنولوجيا وطرق الوقاية منها؟
رقبة التكنولوجيا، ويُطلق عليها أحيانًا اسم “رقبة الهاتف أحد أكثر المشاكل شيوعاً في السنوات الأخيرة نتيجة انتشار تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يقضي الشخص ساعات طويلة في تصفح الجوال والأجهزة الالكترونية. وهي حالة تحدث بسبب الانحناء المتكرر والمستمر للرأس والرقبة أثناء استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو حتى أجهزة الحاسوب، مما يضاعف الضغط على فقرات الرقبة والعضلات المحيطة بها. ومع مرور الوقت تؤذي هذه الوضعيات الخاطئة في الجلوس إلى آلام مزمنة في الرقبة والكتفين. بالإضافة إلى ظهور خطوط وتجاعيد واضحة في منطقة الرقبة بسبب الطيات المتكررة التي تبدأ كخطوط سطحية دقيقة ثم تصبح أعمق وأكثر وضوحًا وثباتاً مع مرور الوقت.
طرق الوقاية
- رفع الأجهزة لمستوى العين، سواء كان الهاتف المحمول أو الحاسوب، فالأفضل رفع الشاشة بحيث تكون على مستوى النظر لتفادي الانحناء المستمر.
- أخذ استراحات منتظمة، ينصح بأخذ استراحة كل 20–30 دقيقة من استخدام الأجهزة.
- العناية بالجلد، استخدام واقي الشمس على الرقبة يوميًا وإعادة تطبيقه كل ساعتين، بالإضافة على تطبيق كريمات مرطبة لتقليل جفاف الجلد وظهور الخطوط.
- نمط حياة صحي: ممارسة الرياضة بانتظام، وشرب كمية كافية من الماء، وتناول غذاء متوازن غني بالفيتامينات الداعمة للكولاجين.