العناية اليومية بالمنطقة الحساسة

العناية اليومية بالمنطقة الحساسة

العناية اليومية بالمنطقة الحساسة ليست مجرّد جزء من روتين النظافة. بل هي خطوة ضرورية للحفاظ على صحة الجسم والوقاية من العديد من المشكلات التي قد تؤثر على الراحة والثقة بالنفس. ورغم أن هذه المنطقة بطبيعتها حساسة ودقيقة. إلا أن كثيرًا من النساء يجهلن أهمية تخصيص روتين يومي لطيف وآمن يراعي خصوصيتها ويعزز حمايتها من الالتهابات والتهيّجات.

أهمية تنظيف المنطقة الحميمية

تعتبر المنطقة الخارجية المتمثلة بالشفرين الكبيرين هي خط الدفاع الأول لحماية الأعضاء التناسلية للإناث من الإصابة بالعدوى. حيث تعمل على حماية منطقة المهبل وهي القناة التي تمتد إلى عنق الرحم. وتتميز بيئة المنطقة التناسلية للسيدات بارتفاع مستوى الرطوبة، والإفرازات، والبكتيريا.

وتتأثر هذه المنطقة بالعديد من العوامل التي يمكن أن تسبب تغيرات في المنطقة الداخلية من المهبل. ومنها عوامل طبيعية مثل التعرق والدورة الشهرية والتقدم في العمر والحمل والولادة والتغيرات الهرمونية ومنها عوامل سوء وإهمال التنظيف أو المنتجات التجميلية وغيرها. وتساعد الطريقة السليمة المتبعة في تنظيف المنطقة الحميمية على:

  • منع تكرار العدوى مثل التهابات المسالك البولية والتهابات الخميرة، أو التهاب المهبل.
  • تعزيز الثقة العامة بالجسم والحفاظ على صحة البشرة والأنسجة.
  • منع تراكم الإفرازات المهبلية، والعرق، والبول، والملوثات الأخرى.
  • تعزيز الصحة الجنسية من خلال التقليل من خطر انتقال الأمراض المنقولة جنسياً.
  • تقليل التهيج والحكة والرائحة الكريهة والحفاظ على صحة الجلد والوقاية من تسلخات الجلد في المنطقة الحساسة.
  • الكشف المبكر عن المشاكل الصحية أو التغيرات الغير طبيعية في الجلد أو الأعضاء التناسلية. وذلك من خلال الفحص الذاتي المنتظم للمنطقة الحساسة مما يتيح العلاج المبكر والوقاية من المضاعفات.

مخاطر الإفراط في تنظيف المنطقة الحساسة

على الرغم من أهمية تنظيف المنطقة الحساسة إلا أن الكثرة ليست دائمًا أفضل. فالإفراط في العناية والتنظيف واستخدام منتجات وخلطات غير مناسبة، يمكن ان يزيل الزيوت الطبيعية من الجلد ويخل بتوازن المايكروبات الطبيعية في المنطقة. حيث تؤثر طرق التنظيف الغير صحيحة للمهبل على بنية أنسجة المهبل، وعلى الخصوبة، كما يمكن أن تؤثر أيضاً على الرغبة الجنسية وعلى القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.

الفرق بين العناية الداخلية والعناية الخارجية للمنطقة الحساسة

كثير من النساء يخلطن بين مفهوم العناية الداخلية والعناية الخارجية للمنطقة الحساسة، رغم أن لكل جانب أسلوبه وضرورته الخاصة. العناية الخارجية تعني الاهتمام بالجلد والمنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية من الخارج فقط، وتشمل الحفاظ على نظافة الجلد، ارتداء ملابس داخلية قطنية، والتأكد من بقاء المنطقة جافة ونظيفة، للوقاية من الالتهابات والتهيّج والحكة.

أما العناية الداخلية، فهي لا تتطلّب تدخّل مباشر بمنتجات التنظيف، بل تتركز على دعم العضلات والأنسجة الداخلية بشكل آمن. وهنا تأتي أهمية تمارين كيجل التي تساعد في تقوية عضلات الحوض والمهبل، ما يساهم في تحسين التحكم العضلي، دعم صحة المنطقة الحساسة، والوقاية من مشاكل مثل سلس البول أو ضعف العضلات بعد الولادة. كما يمكن للنساء اللجوء إلى تقنيات متطورة مثل كرسي إيمسلا (Emsella Chair). وهو جهاز غير جراحي يعتمد على الطاقة الكهرومغناطيسية لتحفيز عضلات الحوض بفعالية، ما يعزّز صحة العضلات الداخلية بشكل آمن وفعّال. لذلك، العناية الخارجية والداخلية تكملان بعضهما، بشرط اختيار الأساليب الآمنة والمناسبة لكل جانب.

طريقة العناية اليومية بالمنطقة الحساسة

  • باستخدام الماء الدافئ يمكن تنظيف المنطقة التناسلية الخارجية يومياً مع الابتعاد عن استخدام الماء الساخن لتجنب تهيج الأنسجة. بالإضافة إلى الامتناع عن استخدام الليفة أو الاسفنجة.
  • يمكن استخدام صابون لطيف حسب التفضيل بشرط ألا يكون معطر وصمم خصيصاً للمنطقة الحساسة. حيث أن الصابون العادي عادةً ما يحتوي على معطرات ومواد قاسية قد تؤثر سلباً على التوازن البكتيري في المنطقة.
  • الحرص على ارتداء ملابس داخلية قطنية 100% تسمح بمرور الهواء للوقاية من تسلخات الجلد في المنطقة الحساسة ومنع الرطوبة التي تعتبر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفطريات.
  • تجنب لبس الملابس الداخلية المصنوعة من الأقمشة الاصطناعية لأنها تحتجز الحرارة والرطوبة. مما قد يؤدي إلى تهيج المنطقة وزيادة نمو الفطريات والبكتيريا.
  • الحرص على تغيير الملابس الداخلية بشكل يومي بملابس داخلية نظيفة للحفاظ على النظافة الشخصية اليومية.
  • ضرورة تجفيف المنطقة جيداً بعد استخدام الماء والحرص على إبقاء المنطقة جافة.
  • تجنب الانخراط في استخدام منتجات العناية المعطرة مثل الغسول المهبلي وغيرها دون استشارة الطبيب.
  • عند تجفيف المنطقة بعد قضاء الحاجة يجب دائماً المسح من الأمام إلى الخلف لمنع وصول البكتيريا من الشرج إلى المنطقة المهبلية.

هل يجب استخدام الغسولات المهبلية؟

بحسب أطباء النساء والولادة وبحسب الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)فإنه لا يجب استخدام الغسولات المهبلية (الدش المهبلي) أو تضمينها في روتين العناية اليومي أو حتى الأسبوعي. كما يجب معرفة أنه من الطبيعي وجود بعض الروائح المهبلية. ولكن في حال كان هناك شكوى من رائحة قوية جداً فقد يكون ذلك دليل على وجود عدوى بحاجة للعلاج.

مخاطر استخدام الغسول المهبلي

أصبح من المتعارف عليه أن استخدام الغسول المهبلي أحد العادات الخاطئة في روتين العناية اليومي في المنطقة الحساسة. ولكن في السابق اعتقدت العديد من السيدات أن استخدام الغسول المهبلي مهم للحفاظ على نظافة المنطقة والتخلص من الروائح الكريهة. والحقيقة على العكس تماماً حيث يمكن أن يؤدي الغسول المهبلي إلى خلق بيئة تعزز وتزيد من الروائح الكريهة والعدوى بدلاً من القضاء عليها. وذلك لأنه يُخل في التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل، مما قد يسبب الالتهابات والعديد من المخاطر الصحية ومنها:

  • قد يتسبب في قتل البكتيريا المفيدة التي تساعد في الحفاظ على بيئة مهبلية صحية.
  • يمكن أن يؤدي إلى فرط نمو البكتيريا الضارة مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
  • يمكن أن يرفع نسبة الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري (BV) مما يزيد من خطر الولادة المبكرة والعدوى المنقولة جنسياً
  •  زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الفطري المتكرر (عدوى الخميرة).
  • قد يزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الحوض (PID)مما قد يؤدي إلى العقم والعديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالمنطقة.
  • الحساسية وتهيج الأنسجة وبطانة الرحم نتيجة المواد الكيميائية التي قد يحتوي عليها مثل المطهرات والعطور.
  • في حال كانت تعاني السيدة من أي مشاكل أو عدوى في المنطقة قد تتفاقم وتزيد الحالة سوءاً.
  • زيادة خطر الحمل خارج الرحم بنسبة تصل إلى 76%.
  • زيادة محتملة في فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم.

ما هو البديل للغسول المهبلي؟

الغسول المهبلي أحد الطرق الغير آمنة أو فعالة في تنظيف المهبل والأفضل هو تجنب استخدامه للوقاية من المخاطر الصحية الكبيرة والاعتماد على الآليات الطبيعية للجسم للحفاظ على صحة المهبل حيث أن المهبل يعمل على تنظيف نفسه بنفسه. لذا ليس هناك داعي للبحث عن البديل حيث أن حموضة المهبل ستقوم بشكل طبيعي بالتحكم في البكتيريا. ويكفي فقط غسل المنطقة الخارجية بماء دافئ واستخدام صابون لطيف وغير معطر للحفاظ على نظافة المنطقة. وفي حال كان هناك شكوى من الروائح الكريهة أو الإفرازات فالطريقة الصحيحة هي استشارة طبيب مختص لعلاج المشكلات الأساسية التي تسببت بها.

ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من السيدات يقمن باستخدام الغسول المهبلي لأسباب أخرى. وقد أثبتت العديد من الدراسات أيضاً عدم فعاليتها في أي من هذه الاستخدامات ومنها:

  • التخلص من الروائح غير المرغوب فيها والشعور بالانتعاش.
  • غسل دم الحيض بعد انتهاء فترة الدورة الشهرية.
  • الوقاية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
  • كوسيلة للوقاية من الحمل بعد الجماع.

عادات شائعة وخاطئة في العناية اليومية بالمنطقة الحساسة

  • استخدام الصابون العادي أو الغسولات المعطرة التي تحتوي على مواد كيميائية قد تخلّ بتوازن البكتيريا النافعة وتسبّب الجفاف أو التهيّج.
  • الغسيل المفرط أو العنيف، ما يؤدي إلى إضعاف الطبقة الواقية الطبيعية للجلد وزيادة خطر العدوى.
  • ارتداء الملابس الداخلية الضيقة أو المصنوعة من أقمشة صناعية، والتي تمنع التهوية وتزيد من الرطوبة، مما يهيّئ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفطريات.
  • استخدام المناديل المبللة المعطّرة أو البودرة بشكل مفرط، ما قد يسبّب انسداد المسام وتهيّج الجلد.
  • الاعتماد على الدش المهبلي بشكل متكرر، وهو من أكثر الأخطاء شيوعًا، لأنه يخل بتوازن البيئة الطبيعية الداخلية وقد يزيد من خطر الالتهابات.

دور التغذية وشرب الماء في الحفاظ على صحة المنطقة الحساسة

لا تقتصر العناية بالمنطقة الحساسة على النظافة الخارجية فقط، بل تلعب التغذية وشرب الماء دورًا محوريًا في تعزيز صحتها والوقاية من المشكلات المزعجة. فاتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه. خاصة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات مثل فيتامين C وE، يساهم في تقوية المناعة الطبيعية للجسم، ما يقلّل من خطر الالتهابات والتهيّجات في هذه المنطقة. كما أن تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك، مثل الزبادي، يساعد في دعم توازن البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا مهمًا في حماية المنطقة الحساسة من العدوى.

أما شرب الماء بانتظام فهو أكثر من مجرّد عادة صحية، بل هو ضرورة للحفاظ على ترطيب الجسم بأكمله، بما في ذلك الأغشية المخاطية في المنطقة الحساسة. التوازن الجيد للسوائل يساعد في الوقاية من الجفاف. ويعزّز قدرة الجسم على طرد البكتيريا الضارة عبر البول، ما يقلّل من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية والمشكلات المرتبطة بالمنطقة الحساسة.

تأثير الدورة الشهرية على صحة المنطقة الحساسة وكيفية العناية خلالها

تُعد فترة الدورة الشهرية من أكثر الفترات التي تتعرّض فيها المنطقة الحساسة لتغيّرات قد تؤثر سلبًا على صحتها إذا لم يتم التعامل معها بعناية واهتمام. خلال هذه الفترة، تزيد الإفرازات والدم، ما يوفّر بيئة رطبة قد تشجّع على نمو البكتيريا والفطريات. خصوصًا في حال إهمال النظافة أو استخدام منتجات غير مناسبة. كما أن الاحتكاك الناتج عن الفوط الصحية أو السدادات القطنية قد يسبّب تهيّجًا أو حساسة قد تؤدي إلى تصبغات البكيني التالية للالتهاب والتي يمكن علاجها بتقنية الجلاس فايبر الأمريكية.

لذلك، من الضروري خلال الدورة الشهرية تغيير الفوط الصحية أو السدادات القطنية بانتظام كل 3 إلى 4 ساعات، للحفاظ على النظافة وتقليل خطر العدوى. يُنصح أيضًا باستخدام فوط قطنية ناعمة خالية من العطور لتجنّب التهيّج، مع الاهتمام بالغسيل اللطيف للمنطقة بالماء الدافئ ومنتجات مخصّصة وخالية من المواد الكيميائية القاسية.

ومن المهم أيضًا اختيار ملابس داخلية قطنية وفضفاضة خلال هذه الفترة، لمنع احتباس الرطوبة والسماح للجلد بالتنفس، مع تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة أو المصنوعة من الأقمشة الصناعية.

For appointments & inquiries

You may add your number below and our agent will gladly support you.

Schedule your visit to our specialized center for skin and hair care..