يعتمد نمو الشعر إلى حد كبير على صحة بصيلات الشعر وهي عبارة عن جيوب صغيرة مكونة من الأنسجة الضامة والخلايا، وتكون بصيلات الشعر مزودة بأوعية دموية توفر الأكسجين والمواد الغذائية والتي تدعم انقسام خلايا بصيلات الشعر وتساهم في النمو الصحي للشعر وتقوية بصيلات الشعر الضعيفة، تقوم الأوعية الدموية أيضاً بتوصيل الهرمونات التي تنظم نمو الشعر وتؤثر على نسيج الشعر وبنيته لذلك فإن أي ضرر يلحق ببصيلات الشعر يمكن أن يؤثر على نمو الشعر وغالباً يؤدي إلى تساقط الشعر وترققه مع تغييرات في ملمسه ولونه.
كما وتساعد بصيلات الشعر على تثبيت الشعر في جلد فروة الرأس مؤديةً وظيفتها الرئيسية في النمو الصحي للشعر بالإضافة إلى تحديد نوع الشعر الناعم والمجعد فبصيلات الشعر الدائرية تجعل الشعر ناعماً مستقيماً بينما بصيلات الشعر البيضاوية تعطي شعراً مجعداً، ويكتسب الشعر لونه من خلال صبغة الميلانين المخزنة في بصيلات الشعر وتنقسم إلى نوعين صبغة يوميلانين وصبغة فيوميلانين، بالتالي فإن احتواء بصيلات الشعر على الكثير من الميلانين يعطي لون الشعر الأسود، واحتواء البصيلات على كمية معتدلة يعطي اللون البني والقليل من صبغة الميلانين يعطي اللون الأشقر، ويعطي النوع الآخر من صبغة الميلانين (الفيوميلانين) اللون الأحمر، وتقل قدرة بصيلات الشعر على إنتاج الميلانين مع التقدم في العمر ليصبح لون الشعر أبيض أو رمادي.
أسباب ضعف بصيلات الشعر
- التوازن الهرموني، يؤدي عدم التوازن الهرموني بسبب انقطاع الطمث ومشاكل الغدة الدرقية وتغيرات ما بعد الحمل إلى تقلبات هرمونية تضعف جذور الشعر وتعطل دورة النمو الطبيعية للشعر.
- أسباب وراثية، بعض الأشخاص لديهم استعدادات وراثية للإصابة باضطرابات معينة في الشعر مثل الصلع الوراثي عند الرجال والنساء وهو أكثر أنواع التساقط الوراثي شيووعاً والناتج عن التناقص التدريجي في بصيلات الشعر.
- الإجهاد، يمكن أن يؤثر الإجهاد الذهني سلباً على دورة نموالشعر مما يؤدي إلى تساقطه، يؤدي الإجهاد البدني الناتج عن تسريحات الشعر والاستخدام المفرط لأدوات تصفيف الشعر إلى إحداث قوة شد تؤثر على صحة الشعر وبصيلاته كما تؤدي علاجات الشعر القوية مثل تمليس الشعر الدائم أو تجعيده واستخدام مكواة الشعر والأمشاط الساخنة بشكل مستمر إلى تغيير الروابط في بصيلات الشعر وإضعاف قشرة الشعر مما يجعله أكثر عرضة للتقصف والسقوط.
- عدوى فروة الرأس، تلحق الالتهابات البكتيرية أو الفطرية الضرر على بصيلات الشعر مثل الدمامل والسعفة مما يتسبب في حدوث التندب وسقوط الشعر في المناطق المصابة.
- قشرة الرأس، تؤدي زيادة إنتاج الزيت الطبيعي في فروة الرأس إلى تكون القشرة والحكة والتي تؤدي إلى خدش فروة الرأس والاصابة بالعدوى الفطرية المسببة لضعف بصيلات الشعر.
- منتجات الشعر الكيميائية، تضعف بصيلات الشعر بسبب استخدام المواد الكيميائية القوية مثل صبغات الشعر والتي قد تسبب التهاب الجلد التماسي التحسسي.
- نظام غذائي غير صحي، تضعف بصيلات الشعر بسبب الأنظمة الغذائية المفتقرة للبروتين والفيتامينات والمعادن وخاصة الحديد وفيتامين B12.
- بعض الأدوية، يؤثر تناول بعض الأدوية سلباً على بصيلات الشعر مسبباً ضعفها وتساقط الشعر مثل أدوية السرطان والأدوية المضادة لتخثر الدم وأدوية ضغط الدم وأدوية النقرس و مضادات الإكتئاب.
- العوامل البيئية، تضعف بصيلات الشعر بسبب التلوث البيئي وانتشار الأوساخ والمواد الكيميائية الضارة مما يؤدي إلى تهيج فروة الرأس والشعور بالحرقان وانتشار قشرة الرأس وجفاف الشعر.
علامات ضعف بصيلات الشعر
يتم تشخيص ضعف بصيلات الشعر عن طريق استشارة طبيب الأمراض الجلدية حيث يمكنه تقييم حالة فروة الرأس وبصيلات الشعر عن طريق تحليل التاريخ الطبي للمريض لتحديد العوامل المسببة لضعف البصيلات وقد يوصي الطبيب ببعض التحاليل للتأكد من مدى توازن الهرمونات والفيتامينات والمعادن الضرورية لسلامة بصيلات الشعر في الجسم، ومن أهم أعراض ضعف بصيلات الشعر
- تقصف الشعر بشكل زائد.
- جفاف فروة الرأس، فيمكن أن يؤثر الضرر في بصيلات الشعر على الغدد الدهنية مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الزيوت الطبيعية.
- الهشاشة الشديدة للشعر ويكون أكثر عرضة للتكسر.
- تساقط الشعر وترققه بسبب الأضرار التي لحقت في بصيلات الشعر.
- الزيادة في تشابك الشعر.
- الالتهاب والتهيج والقشرة، يمكن أن يكون أي نوع من الحكة والالتهاب والتهيج في فروة الرأس من أعراض بصيلات الشعر التالفة.
طرق العلاج لتقوية بصيلات الشعر الضعيفة
الهدف الأساسي من أي علاج لتقوية بصيلات الشعر هو تغذية فروة الرأس بالعناصر الغذائية الأساسية وعوامل النمو التي تساعد على تقوية بصيلات الشعر.
- العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
يؤدي حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في فروة الرأس إلى زيادة تدفق الدم لبصيلات الشعر مما يمنحها القوة، ويساعد على تنشيط نمو الشعر الطبيعي ويمكن أن يجعل الشعر أكثر كثافة بالإضافة لإطالة دورة نمو الشعر، كما ويمكن الجمع بين العلاج ببلازما الدم والطرق العلاجية الأخرى مثل تقنية الريجينيرا .
عادةً ما يحتاج المريض من 6-12 جلسة يفرقها من 2-3 أسابيع لتحقيق النتائج المرجوة، ويمكن للمريض ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي بعد العلاج عدا غسل الشعر بالشامبوا أو ممارسة تمارين رياضية شاقة لمدة 12ساعه بعد العلاج.
- العلاج بالليزر
العلاج بالليزر منخفض المستوى أو ما يدعى العلاج بالضوء الأحمر والعلاج بالليزر البارد يحفز بصيلات الشعر ويقويها عن طريق تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس، وهو علاج آمن وفعال، العلاج بالليزر منخفض المستوى مناسب للمرضى الذين يعانون من مرحلة مبكرة من تساقط الشعر ولا يناسب المراحل المتقدمة من تساقط الشعر أو لمن يعاني من الصلع بالفعل، يحتاج المريض عادةً من 5 – 10 جلسات كل أسبوعين وستظهر النتائج بعد الجلسة الخامسة كما ويمكن رؤية نتائج الواضحة بعد ثلاثة أشهر.
وفي أحد الأبحاث عام 2019م حاصل على جائزة من الجمعية الدولية لجراحة استعادة الشعر (ISHRS) ينص على أن استخدام العلاج بالليزر منخفض المستوى يمكن أن يحفز بصيلات الشعر ونمو الشعر في غضون 24 أسبوعًا .
وأسفرت بعض الدراسات عن نتائج مشجعة، وفقاُ لدراسة أجريت عام 2014 فإن العلاج بالليزر منخفض المستوى آمن وفعال لنمو الشعر لدى الجنسين رجالاً ونساءً.
ووجدت دراسة أجريت عام 2013م لعدد 41 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18-48 عاماً أن علاج الليزر المنخفض المستوى يساعد على تقوية البصيلات وزيادة نمو الشعر بنسبة 39% على مدار 16 أسبوعاً.
- تقوية بصيلات الشعر بتقنية موجات الراديو RF
يعمل التردد اللاسلكي (RF) على تسريع الدورة الدموية في مقدمة الرأس بنسبة 20-30٪ وفي منطقة أعلى الرأس بنسبة 40-60٪، وبناءً على ذلك يمكن لترددات الراديو أن تساعد في تكوين وتقوية بصيلات الشعر وتحفيزها ومنع تساقط الشعر، وتعمل أيضاً على تحسن المناعة وكثافة الشعر وتحارب الصلع.
- تقوية بصيلات الشعر بتقنية المايكرونيدلينج
يتضمن علاج المايكرونيديلنج استخدام إبر صغيرة ودقيقة لتعزيز الدورة الدموية في فروة الرأس وتقوية بصيلات الشعر بالإضافة إلى زيادة إنتاج الكولاجين لتعزيز نمو الشعر.
- تقوية بصيلات الشعر بتقنية الميزوثرابي
يعمل حقن الميزوثرابي على حقن الفيتامينات في طبقة الجلد الداخلية لفروة الرأس لتحسين التغذية وتدفق الدم وبالتالي تقوية بصيلات الشعر.
- زراعة الشعر
زراعة الشعر عملية جراحية تستخدم في حالة تلف بصيلات الشعر بشكل نهائي، حيث يتم نقل بصيلات شعر قوية وصحية من جزء من فروة الرأس لجزء آخر في فروة الرأس يحتوي على بصيلات تالفة.
العلاج بالأدوية الطبية
- المينوكسيديل، دواء موضعي شائع الاستخدام يحفز نمو الشعر عند استخدامه بانتظام، وغالباً ما يتم استخدام المينوكسيديل مع علاج الليزر المنخفض المستوى جنباً إلى جنب لزيادة تدفق الدم لزيادة امداد فروة الرأس بالأكسوجين والمواد الغذائية مما يدعم ويقوي بصيلات الشعر.
- أدوية فيناسترايد، غالباً ما تسبب زيادة مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم إلى تساقط الشعر بسبب تأثيرها على بصيلات الشعر، وتساعد أدوية فيناسترايد مثلاً على منع تقلص بصيلات الشعر بسبب زيادة وتحول هرمون التستوستيرون في الجسم.
- الأدوية المضادة للإلتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات لحماية بصيلات الشعر.
- الأدوية والكريمات التي تحتوي على الساليسيليك أو حمض الأزيليك أو البنزوويل بيروكسايد لإزالة الشوائب المؤثرة على بصيلات الشعر.
تقوية وتحفيز بصيلات الشعر بالزيوت الطبيعية
- زيت النعناع العطري، يعمل على توسيع الأوعية الدموية مما يزيد الدورة الدموية الواصلة لبصيلات الشعر بالتالي تقويتها وتحفيزها.
- زيت شجرة الشاي العطري، يحتوي زيت شجرة الشاي العطري على مضاد للميكروبات والفطريات ليساعد على علاج فروة الرأس وبصيلات الشعر من الإلتهابات وفتح بصيلات الشعر.
- زيت اكليل الجبل العطري، يشتهر زيت اكليل الجبل بتجديد الخلايا ونمو الشعر وتشير الدراسات الحديثة على أن اكليل الجبل يحمي بصيلات الشعر من البكتيريا والفطريات.
تقوية بصيلات الشعر بشكل طبيعي
- التغذية السليمة، بما أن بصيلات الشعر عبارة عن خلايا فهي بحاجة إلى العناصر الغذائية اللازمة لصحتها وقوتها مثل تناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ،ب،ج،د،هـ، الحديد والبروتين والزنك، في حال عدم توفر وجبات غنية بالعناصر الغذائية يمكن تناول المكملات الغذائية.
- شرب كميات كافية من الماء يومياً، شرب الماء يمنع الجفاف مع الحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة أو الصودا، أو الشاي.
- التغييرات الروتينية للعناية بالشعر، يمكن أن يؤدي تغيير بعض العادات الروتينية للعناية بالشعر إلى تقليل تساقط الشعر بشكل كبير، عدد مرات غسيل الشعر ونوع المنشفة المستخدمة واستخدام جل التصفيف ومثبتات الشعر والأربطة المطاطية قد تكون سبباً في تلف وضعف بصيلات الشعر.
- الحد من استخدام أدوات التسخين والمواد الكيميائية.
- تدليك فروة الرأس، يعمل تدليك فروة الرأس على تجديد بصيلات الشعر وتقويتها، وأثبتت الدراسات زيادة سمك الشعر بالتدليك لمدة 4 دقائق يوميا كما أظهرت دراسة أجريت على الثعلبة الأندروجينية أن تدليك فروة الرأس يقلل من تساقط الشعر ويقوي بصيلات الشعر.
- ترك التدخين.
- وضع وشاح على الشعر وتغطيته أثناء الخروج لحمايته من أشعة الشمس والملوثات البيئية.
