تأثير التدخين على البشرة عادةً ما يكون بسبب وصول المواد الكيميائية إلى الرئتين حيث يحتوي التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية ومركب. بعد وصول المواد الكيميائية إلى الرئتين تنتقل عن طريق الدم إلى باقي أعضاء الجسم بما فيها الجلد. يسبب التدخين العديد من المشاكل على البشرة مثل ظهور التجاعيد التي تعطي مظهر عمري أكبر من العمر الطبيعي بالإضافة لتغير لون البشرة. يعمل التدخين على انتاج انزيم ميتالوبروتيناز الذي يتسبب في تكسير الكولاجين في الجلد مما يساهم في ترهل الجلد واضعاف قدرته على تجديد وترميم نفسه.
شيخوخة الجلد
يؤثر التدخين على الألياف المرنة في البشرة (الكولاجين والإيلاستين) والتي تساعد في الحفاظ على نضارة الجلد وشدته. تسبب مستخلصات الدخان تأكسد في الخلايا الليفية الجلدية وتضعف تكوين الكولاجين وتزيد من افراز انزيم يساعد على تحلل الكولاجين.
ووجدت احدى الدراسات عام 2021 أن فيتامين د لدى المدخنين أقل من الأشخاص الآخرين. ويلعب فيتامين د دوراً مهماً في الحفاظ على حاجز الجلد ويساعد في ترميم الأنسجة لنفسها. كما ويعمل التدخين على تضييق الأوعية الدموية في الجلد مما يخفف من كميات الدم والمواد الغذائية الواصلة للجلد.
ترهل الجلد والتجاعيد
تؤثر المواد الكيميائية في الدخان على البشرة مسببةً فقدان الماء وتدمير الألياف الأساسية التي تمنح البشرة قوتها ومرونتها. مما يؤدي لفقدان قوة ومرونة الجلد بالتالي ترهله وتدهور حالته بظهور التجاعيد العميقة.
يعد التدخين عاملاً خطيراً لتكوين التجاعيد وخاصة في الجزء الأوسط والسفلي من الوجه. وذلك يتسبب بظهور تجاعيد واضحة مع تغير في ملامح الوجه مثل ترهل جلد الجفن وتجاعيد الجبهة وطيات الأنف الشفوية وتجاعيد الشفة العليا.
واظهرت أحد الدراسات في عام 2017 أجريت على التوائم أن الشق الغير مدخن أكثر جاذبية وأجمل في المظهر من المدخن.
تجاعيد حول العين (أقدام الغراب) وتغير لون البشرة
يسبب الدخان تهيج العينين أثناء الاستنشاق مما يعزز ويسبب تكوين التجاعيد في منطقة العينين. كما يعزز التدخين تكوين الخلايا الصبغية في الجلد مما يؤدي إلى ظهور بقع الشيخوخة والبقع الداكنة
التدخين وبطء التئام الجروح الجلدية
يسبب التدخين ضعف في التئام الجروح وفقاً لمنظمة الصحة العالمية من خلال عملية الالتهاب في الجسم ووظيفته المناعية كما ويزيد من خطر حدوث مضاعفات للمريض قبل وبعد العمليات الجراحية بالإضافة لإصابة الجروح بالعدوى وموت الأنسجة وتكون جلطات الدم ويرجع السبب في ذلك على الأغلب إلى إنقباض الأوعية الدموية ونقص وصول الأكسجين للخلايا وانخفاض افراز الكولاجين وتأخر نمو الأوعية الدموية الجديدة داخل الجروح كما ويساهم التدخين في زيادة وبقاء قرحة الساق وقرحة الشرايين والقدم السكري وتكلس العظام. ولقد رفض العديد من جراحي التجميل اجراء أي عمليات تجميلية لمن رفض ترك التدخين قبل العمليات الجراحية بفترة زمنية. ويؤدي التوقف عن التدخين لمدة أربعة أسابيع قبل الجراحة على الأقل إلى تخفيف المضاعفات بعد العمليات الجراحية.
الاصابة بالبثور الراحية الأخمصي
هو مرض التهاب جلدي مزمن ونادر يعيق ويقاوم العلاج يظهر على شكل بثور واحمرار وتقشر على باطن القدمين وكف اليدين ويرتبط ارتباطاً وثيقا بالتدخين عادةً ما يصيب هذا المرض النساء في منتصف العمر حيث أن 90% منهن من المدخنات. ويحدث الالتهاب من خلال ارتباط النيكوتين مع مستقبلات الأستيل كولين الموجود في الغدد والقنوات العرقية مسبباً التهاب في البشرة. يؤدي التوقف عن التدخين إلى تحسن الحالة وقد تختفي البثور لدى العديد من المرضى. قد يصاب المريض بالبثور الراحية الأخمصية بالتزامن مع الصدفية.
ولقد وجد الباحثون في أحد الدراسات في عام 2015 أن الاقلاع عن التدخين مع استخدام كريم مرطب أدى إلى تعافي الحالة الجلدية خلال 3 أشهر.
تأثير التدخين على البشرة وسرطان الجلد
يؤدي التدخين إلى مضاعفة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في البشرة وعادةً ما يصاب 75% من المدخنين بسرطان الشفاه. ويساعد ترك التدخين على انخفاض خطر انتشار سرطان الشفاه بمقدار 2 – 3 أضعاف.
تأثير التدخين على البشرة وضعف مناعة الجسم
يؤثر التدخين على مناعة الجسم وقد يثبط نشاط الخلايا البلعمية المكون الأساسي في الجهاز المناعي. ويعمل على تلف الأنسجة والالتهاب المفرط مما يزيد من خطر الاصابة بالأمراض الجلدية المعدية .
الأكزيما
نشرت العديد من المقالات حول علاقة التدخين بالأكزيما حيث يؤدي التدخين إلى تفاقم الأكزيما. كما ويؤثر التدخين أثناء الحمل ويزيد من خطر اصابة الطفل بالأكزيما ويزداد خطر اصابة الطفل بالأكزيما إذا كان الوالدان مدخنين.
كما يزيد التدخين من تفاقم الأكزيما في اليدين لأنها الأقرب لدخان السيجارة.
حب الشباب
قد يساعد التدخين على زيادة ظهور حب الشباب وتفاقم الحالة بسبب الاعتماد على النيكوتين. ولقد أشارت أحد الدراسات في عام 2017 العلاقة بين تفاقم ظهور حب الشباب والنيكوتين.
التدخين والتهاب الغدد العرقية القيحي
إن أغلب المرضى المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي من المدخنين. وعادة ما يعاني الأشخاص المدخنين المصابين بالتهاب الغدد القيحي بشكل أكبر من غير المدخنين. ينتج التهاب الغدد القيحي عن انسداد الجريبات بسبب النيكوتين والأستيل كولين وتمزق الجريبات واختلال المناعة. كما ويسبب التدخين ضعف في الاستجابة للعلاجات الحالية.
ترهل الذراعين والثديين
لا يتوقف تأثير التدخين على الوجه فقط حيث يؤثر التدخين على مظهر الجسم أيضاً فمع فقدان الجسم لمرونته تبدأ أعضاء الجسم مثل الثديين والجزء الداخلي للذراعين بالترهل. ولقد أكد الباحثون أن التدخين يعد سبب رئيسي لترهل الثديين.
التدخين وشكل الجسم
يؤثر التدخين على مظهر الجسم من خلال توزيع الدهون حيث يتم تخزين الدهون لدى المدخنين حول الخصر والجزء العلوي من الجذع وحول الوركين ولقد أثبتت الدراسات أن نسبة الخصر إلى الورك تزداد مع عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً.
خطوط حول الشفاه والبقع العمرية
أثبتت أحد الدراسات في عام 2019 أن الجلد في طيات الأنف الشفوية أكثر سمكاً لدى المدخنين من غير المدخنين. كما يسبب التدخين ظهور الخلايا الصبغية في الجلد مما يؤدي إلى ظهور بقع الشيخوخة والبقع الداكنة على البشرة.
تبقع الأصابع والجلد
تؤثر السيجارة على الأصابع الممسكة بها حيث يسبب الدخان بقعاً على الجلد والأظافر. تتلاشى هذه البقع عادةً عند الاقلاع عن التدخين.
تأثير التدخين على البشرة ومرض الصدفية
أثبتت الدراسات الحديثة بأن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بمرض الصدفية. وهو مرض مزمن يصيب الجلد مسبباً بقع حمراء أو بيضاء أو فضية اللون تظهر في أي مكان من الجسم مثل المرفقين والأذنين وطيات الجلد واليدين والقدمين والأظافر.
ولقد أثبتت العديد من الدراسات أن التدخين يزيد من شدة أعراض الصدفية حيث وجدت دراسة عام 2012 أن التدخين كان سبب أساسي للاصابة بمرض الصدفية لكل من الرجال والنساء كثيري التدخين لفترات طويلة تصل إلى 25 – 30 عام. وأثبتت أحد الدراسات الحديثة أن الأشخاص المقلعين عن التدخين أيضاً عرضة للإصابة بمرض الصدفية.
التدخين والذئبة الحمامية الجلدية
يصاب المدخنين بالذئبة الحمامية الجلدية المزمنة وخاصة القرصية منها عشرة أضعاف الأشخاص الغير مدخنين كما ويؤثر التدخين على فعالية العلاج.
الثعلبة
يؤثر التدخين أيضاً على الجلد في فروة الرأس للأشخاص المدخنين من 10 سجائر فأكثر يومياً ليكون خطر الاصابة بالثعلبة الأندروجينية المتوسطة للشديدة أكثر ويمكن أن يسبب تساقط الشعر نتيجة لعدة أسباب منها انقباض الأوعية الدموية وتلف الجذور لبصيلات الشعر.
الطفح الجلدي متعدد الأشكال
هو نوع من الطفح الجلدي الناتج عن التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية وقد تصيب هذه الحالة المدخنين ممن يدخنون أكثر من 15 سيجارة يومياً.
رونق البشرة مع الاقلاع عن التدخين
إن الاقلاع عن التدخين يساعد على زيادة تدفق الدم ليحصل الجلد على كفايته من الأكسجين والعناصر الغذائية بالإضافة لاستعادة تحفيز إنتاج الكولاجين في الجسم مما يؤدي إلى تغيرات ظاهرة في البشرة من حيث اشراقتها ونعومتها بالإضافة لتحسن الدورة الدموية وانخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم.
يساعد الاقلاع عن التدخين في الوقاية من شيخوخة الجلد وأشارت أحد الدراسات عام 2010 أن ترك التدخين أدى إلى انخفاض متوسط العمر البيولوجي للمشاركين في الدراسة إلى 13 عاماً. كما وقد تختفي البقع العمرية والتصبغات الجلدية خلال شهر واحد من ترك التدخين ووجدت أحد الدراسات التي أجريت عام 2013 أن التغيرات في لون البشرة الناتجة عن التدخين بدأت بالتحسن خلال 4 – 12 أسبوعاً من ترك التدخين.
تجميل البشرة وصحتها
للحصول على نتائج أكثر فعالية لتجميل وتجديد البشرة يختار بعض المدخنين السابقين اجراء عمليات تجميلية باستخدام الليزر والتقشير الكيميائي لإزالة الطبقات الخارجية من الجلد.
يستخدم المدخنين أيضاً بعض المنتجات التجميلية للبشرة مثل الريتينويدات الموضعية ومضادات الأكسدة مثل فيتامينات C . E بالإضافة لاستخدام واقي الشمس بشكل يومي.
تأثير التدخين على الأدوية
يسبب التدخين تحفيز إنزيمات CYP1A2 في الكبد من خلال انتاج الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات حيث تعمل هذه الانزيمات على تدمير السموم مما ينتج عنه حاجة المدخن إلى جرعات أكثر من الأدوية مقارنة بغير المدخنين للحصول على نفس النتيجة العلاجية مثل الأنسولين ومسكنات الألم ومضادات الذهان ومضادات التخثر والكافيين مما يؤثر على المريض في حال العمليات الجراحية الجلدية وعمليات التجميل.