يعتبر البوتكس هو العلاج الأكثر فعالية وأمان لعلاج العصب السابع أو ما يطلق عليه أيضاً شلل بيل أو شلل الوجه الجزئي، وهي حالة تسبب شلل في حركة عضلات الوجه الطبيعية مما يؤدي إلى تغيرات جمالية في شكل الوجه بالإضافة إلى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
تأثير التهاب العصب السابع على الوجه
شلل الوجه الجزئي هو حالة عصبية ناتجة عن التهاب العصب السابع المسؤول عن حركة العديد من عضلات الوجه التعبيرية. ويسبب هذا الالتهاب ضعف وارتخاء في العضلات بجانب واحد من الوجه. مما يؤدي إلى تراخي العضلات كتدلي الجفون وعدم القدرة على إغلاق العين مسبباً ظهور الوجه بشكل غير متوازن.
تعتبر أعراضه عابرة ومؤقتة لمعظم المرضى ولكن في حالات نادرة جداً يمكن أن تكون أعراضه دائمة. يمكن للاتهاب العصب السابع أن يصيب أي شخص وقد يكون أكثر شيوعاً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 15-40 عام ومن أكثر الحالات عرضة للإصابة به:
- مرضى ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
- الأشخاص المصابين بمرض السكري.
- السيدات خلال فترة الحمل والأسابيع الأولى بعد الولادة.
- المصابين بالتهاب الجهاز التنفسي مثل الزكام والانفلونزا ونزلات البرد.
البوتكس لعلاج شلل الوجه الجزئي
عادةً ما تختفي آثار أعراض شلل الوجه من تلقاء نفسها خلال عدة أيام أو عدة أسابيع من التشخيص الأولي. ولكن في بعض الحالات قد تستمر أعراض شلل بيل لمدة تصل إلى 8 أشهر أو أكثر. في هذه الحالة يلجأ الأطباء للعديد من الخيارات العلاجية التي تساعد في علاج أعراض التهاب العصب السابع طويلة الأمد ومنها حقن البوتكس.
يُريح البوتكس عمل العضلات الغير مرغوب فيها في الجانب السليم من الوجه وبمعنى آخر يعمل البوتكس على منع تقلص العضلات اللاإرادي مما يعيد تناسق الوجه بشكل مؤقت ويساعد على تحسين مظهر الوجه.
آلية عمل البوتكس في علاج العصب السابع
يعمل البوتكس بشكل فعال في علاج عدم تماثل الوجه من خلال حقن مادة توكسين البوتولينوم في العضلات في الجزء السليم من الوجه مما يمنع إطلاق مادة الأستيل كولين من النهايات العصبية وبالتالي يضعف نشاط العضلات ويقلل من التقلصات الزائدة وفرط نشاط العضلات في الجزء السليم من الوجه مما يساعد على تعويض ضعف العضلات في الجانب المصاب.
كما يمكن استخدام حقن البوتكس في الجانب المتضرر للعمل على إرخاء العضلات المتشنجة التي تسبب التواء وتغيير في شكل الوجه. ويتم تحديد أماكن الحقن والجرعة المناسبة من خلال الطبيب بحسب شدة الحالة.
مزايا حقن البوتكس لعلاج آثار التهاب العصب السابع
- يساعد على إعادة توازن الوجه واستعادة مظهر الوجه الأكثر تناسقاً.
- يعمل على تقليل حركة العضلات اللاإرادية مما يساعد على تحسين نوعية الحياة ووظيفة الوجه بشكل أكبر.
- يساعد في جعل جلسات العلاج الطبيعي المخصصة لإعادة تدريب حركات الوجه أكثر فعالية.
طريقة عمل الإجراء
يعتبر إجراء سريع وغير مؤلم وعادةً ما يتم تحديد الجلسة بعد التقييم الطبي للحالة ومعرفة التاريخ المرضي. تقوم الممرضة بتطبيق كريم مخدر موضعي قبل الإجراء بنصف ساعة لضمان أجراء مريح وتقليل الشعور بالحقن. ومن ثم يقوم الطبيب بالبدء بعملية الحقن بمدة لا تتجاوز 10-15 دقيقة تقريباً.
قد يقوم الطبيب باستخدام تكتيك الحقن السطحي أو الحقن العميق وذلك اعتماداً على نوع العضلات المستهدفة التي يقوم الطبيب بتحديدها بعد إجراء تقييم مفصل للحالة. كما يقوم الطبيب بتوزيع نقاط الحقن بناءً على الاحتياجات الفردية لكل مريض.
يمكن للمرضى العودة للأنشطة اليومية مباشرة بعد الحقن وقد يوصي بعض الأطباء بعدم النوم خلال الـ 6 ساعات الأولى بعد الإجراء وعدم ممارسة التمارين الرياضية في نفس يوم الإجراء.
ظهور النتائج
عادةَ ما تبدأ نتائج حقن البوتكس في علاج حالات شلل الوجه الجزئي بالظهور خلال يومين إلى ثلاثة أيام ولكن ظهور النتائج النهائية قد يستغرق مدة تصل 15 يوماَ من الإجراء. وتستمر النتائج لمدة 3-4 أشهر يحتاج بعدها المريض إلى إعادة حقن البوتكس.
يحصل العديد من المرضى على نتائج ممتازة في تحسين الشكل الجمالي ولكن يجب أن يكون لديهم توقعات نتائج واقعية. حيث لا يعمل حقن البوتكس على استعادة الشكل الطبيعي للوجه لجميع الحالات وقد لا يكون الشفاء كاملاً وخاصة في حالات الشلل الدائم والأضرار الشديدة في أعصاب الوجه. حيث يعتمد الشفاء الكامل لحركة الوجه على العديد من العوامل ومنها مدى تلف الأعصاب وتوقيت البدء بالعلاج.
يتطلب علاج الآثار الجمالية لالتهاب العصب السابع خبرة عميقة بتشريح الوجه وبحقن البوتكس وتعتبر خبرة الطبيب أمر بالغ الأهمية لتحقيق أفضل النتائج. حيث يحتوي الوجه على 43 عضلة لذا من الضروري معرفة الطبيب الدقيقة لأماكن حقن البوتكس للحصول على النتائج المطلوبة.
الآثار الجانبية لحقن البوتكس
كما هو الحال مع جميع الإجراءات الطبية قد يرتبط إجراء الحقن بظهور بعض المخاطر ولكنه إجراء آمن بشكل عام وإجراءه لدى طبيب متمرس يساعد على تقليل المخاطر للحد الأدنى، ومن المخاطر المحتملة:
- ردود فعل تحسسية من مادة الحقن أو أحد مكوناته.
- ضعف عضلات الوجه.
- ظهور الكدمات أو الطفح الجلدي في أماكن الحقن.
- قد يعاني البعض من صداع أو غثيان أو جفاف الفم.
هل يمكن أن يؤثر البوتكس بشكل سلبي على التحكم في العضلات؟
على العكس الاستخدام الصحيح لحقن البوتكس يساعد بشكل إيجابي على استعادة وتحسين التحكم الطبيعي في العضلات. مما يزيد من قدرة المريض على استعادة حركة العضلات الوظيفية على سبيل المثال استعادة القدرة على التحدث بشكل طبيعي.
هل يمكن لحقن البوتكس استعادة شكل الوجه الطبيعي؟
يعتمد مدى استفادة المريض واستعادة الشكل الطبيعي للوجه على شد الحالة وخبرة الطبيب. والإجابة هي نعم يمكن للمريض استعادة الشكل الطبيعي للوجه باستخدام حقن البوتكس من خلال تخفيف التشنجات العضلية.
هل هناك علاجات أخرى تكميلية لعلاج شلل الوجه الجزئي؟
من الضروري إجراء جلسات العلاج الطبيعي بالتزامن مع حقن البوتكس للعمل على إعادة تدريب العضلات من خلال أخصائي العلاج الطبيعي وذلك للحصول على أفضل النتائج.
وفي حال عدم الاستجابة من العلاج الطبيعي وعلاج حقن البوتكس قد يتم تحويل المريض لطبيب جراح للنظر في الخيارات الجراحية الممكنة لعلاج الحالة.
أيهما أفضل الأدوية أم حقن البوتكس لعلاج العصب السابع؟
لا يمكن المقارنة بين الأدوية وحقن البوتكس في علاج العصب السابع حيث يعمل كل منهما بشكل مختلف، ففي الوقت الذي تعمل فيه الأدوية على علاج الأسباب الكامنة وراء ظهور شلل بيل مثل علاج الالتهابات الفايروسية يعمل البوتكس على علاج الشكل الخارجي والتغيرات الجمالية للوجه حيث يستهدف تقلصات العضلات اللاإرادية واختلال التوازن في عضلات الوجه.
بمعنى أخر قد توفر الأدوية العلاجية راحة أسرع لأعراض التهاب العصب السابع ولكن ليس لها القدرة على التحكم في عضلات الوجه وتحسين الشكل الجمالي كما يفعل البوتكس.
أيهما أفضل الجراحة أم حقن البوتكس لعلاج العصب السابع؟
كلا الإجراءين الجراحي والحقن مفيد في علاج شلل الوجه الجزئي الناتج عن التهاب العصب السابع ويتم تحديد العلاج الأكثر أماناً وفعالية من خلال الطبيب بحسب شدة الحالة والتاريخ المرضي.