يعتبر إجراء البوتكس من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعا في العالم. وفي بعض الإحصاءات العالمية حقق البوتكس المرتبة الأولى في عدد الإجراءات التحميلية الغير جراحية. ولكن في الآونة الأخيرة تم تداول مصطلح “البوتكس الجديد” ويتساءل العديد من المهتمين بموضوع البوتكس ممن اعتادوا إجراءه والأشخاص المقدمين على استخدامه عن حقيقة وماهية البوتكس الجديد في عالم التجميل والتخلص من التجاعيد.
ما هي حقيقة البوتكس الجديد؟ وهل فعلا يوجد بوتكس قديم وبوتكس جديد؟!
قبل البدء بالحديث عن “البوتكس الجديد” وما المقصود به؟ يلزم التوضيح بأن استخدام مصطلح البوتكس الجديد هو تعبير غير دقيق.. وقد يكون غير صحيح!. ففي الحقيقة أن ما يسمى بالبوتكس الجديد أوالأصلي هي عبارة عن مركبات ومواد تحتوي على المادة العلمية البوتولينيوم توكسين (Botulinum toxin). ولعلنا هنا نتدرج في الحديث عن هذا الموضوع.
ما هو البوتكس؟
بعد أن أثبتت مادة البوتولينيوم توكسين (Botulinum toxin) نجاحها في علاج الحول واضطرابات حركة العين، تمكنت شركة امريكية ولأول مرة في عام 1989م من ترخيص الاستخدام البشري للعلاج بمادة البوتولينيوم توكسين من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA وأطلقت عليه اسم بوتكس (Botox).
ومنذ ذلك الوقت ظهرت الموافقات على عقار البوتكس في ما يخص عالم التجميل بدءاً من عام 2002م والتي حصلت بها الشركة المصنعة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على البوتكس كعلاج تجميلي للتجاعيد التعبيرية، وفي عام 2004م كعلاج لفرط التعرق.
ما هو البوتكس الجديد؟!
انتجت العديد من الشركات مركبات جديدة من مادة البوتولينيوم توكسين (Botulinum toxin) من النوع A وهي المادة العلمية الفعالة بحيث تستخدم هذه المركبات التجارية في علاج التجاعيد، واطلق عليها مجازا اسم “البوتكس الجديد” كونها نسخة جديدة من نفس المكون النشط المستخدم في حقن البوتكس المعروفة.
ويستخدم معظم الناس مصطلح (البوتكس الجديد) بشكل مجازي غير دقيق لوصف جميع أنواع العقارات الجديده لمادة البوتولينيوم توكسين، على الرغم من أن البوتكس علامة تجارية مسجلة تمتلكها شركة امريكية واحدة (اليرقان) لمنتج واحد.
ويتم حالياً تصنيع مادة البوتولينيوم توكسين من النوع Aفي أمريكا وأوروبا من خلال أربع شركات عالمية منفصلة تشمل الأسماء التجارية التالية:
- البوتكس Onabotulinumtoxin A) Botox)
- الديسبورت Abobotulinumtoxin A) Dysport)
- الزيومين Incobotulinumtoxin A) Xeomin)
- الجيوفو Prabotulinumtoxin A) Jeuveau)
ماهو الفرق بين البوتكس الجديد والقديم؟!
للوهله الأولى قد يبدو أنه لا يوجد فرق بين أنواع مركبات حقن البوتولينيم المختلفة نظراً لاحتوائها جميعا على نفس المادة الفعالة، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض الفروقات التي تساعد الطبيب على تفضيل نوع على آخر.
وقد يعتمد اختيار النوع المناسب على خبرة الطبيب، وتقييم حقن المادة في الجلد لمعرفة مدى الاستجابة، وكلفة العلاج. حيث أن البعض يستجيب بشكل أفضل لأحد أنواع الحقن مقارنة بالأنواع الأخر.، كما أن هناك حالات نادرة يكون بها الجسم أجساماً مضادة لبعض أنواع الحقن مما يجعل من تغيير نوع الحقن أمر ضروري للحصول على النتائج المرضية. وفي حالات معينة قد يتم استخدام أكثر من نوع في نفس الجلسة العلاجية لأماكن مختلفه بالوجه.
ولاشك أن تعدد أنواع الحقن وتعدد الشركات المصنعه يوفر خيارات أكثر لدى الطبيب بحيث يتم استثمار ذلك لبعض الحالات الأقل استجابة. كما يزيد من مستوى التنافس لدى الشركات مما يؤدي إلى خفض تكلفة العلاج وهذا طبعا يصب في صالح المتلقي للحقن. فبعد أن كانت الشركة الامريكية الأولى المصنعة للبوتكس تستحوذ على كامل السوق الامريكي اصبحت الآن تستحوذ فقط على 70% منه نتيجة دخول المنافسين الجدد. وهذا بالتأكيد يصب في مصلحة طالبي هذه الخدمة والأطباء على حد سواء.
هل يمكن استخدام مايعرف بـ “البوتكس الجديد” للأشخاص الذين خضعوا سابقا لحقن البوتكس؟
بالتأكيد يمكن للأشخاص الذين سبق لهم إجراء حقن البوتكس استخدام أي نوع حقن جديد من حقن الـ Botulinum Toxin لأنها تحتوي على نفس المادة العلمية الفعالة. وتعتبر قلة الكفاءة وضعف النتائج مع الوقت، بالاضافة إلى كلفة العلاج من الدوافع الرئيسية لتغيير نوع الحقن. ولعلنا هنا نستعرض أنواع الحقن الأربعة وبعض خصائصها:
حقن البوتكس (Botox)
تعتبر حقن البوتكس الإجراء التجميلي الأكثر شيوعاً في العالم والأكثر بروزا باعتباره أول مادة حقن مكونة من مادة وبروتين البوتولينيوم توكسين الذي تنتجه بكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم وتستخدم كعلاج للعديد من الحالات المرضية.
تم اكتشاف فاعلية البوتكس في علاج التجاعيد عن طريق الصدفة أثناء استخدام مادة البوتولينيوم توكسين على القردة لعلاج الحول حيث لاحظ الباحثون أنها تقلل من التجاعيد وخطوط العبوس بين الحاجبين وفوق الأنف. وتم انتاجه في عام 2002 كأول مركب معتمد من هيئة الغذاء والدواء من خلال الشركة الأمريكية المصنعة وأطلق عليه الاسم التجاري “بوتكس”.
يعد البوتوكس أكثر الأنواع انتشاراً وشيوعاً، فالنتائج التي تظهر عنه مرضية وتفوق المتوقع في أغلب الأحيان.يُستخدم البوتكس في عدة حالات، منها:
- التخلص من التجاعيد التعبيرية.
- القضاء على الخطوط الناتجة عن العبوس.
- التخلص من الخطوط التي تظهر حول الفم والعينين بسبب التقدم بالعمر.
- علاج بعض مشاكل العين مثل الحول.
- علاج حالات فرط التعرق.
- علاج الصداع النصفي وآلام الرأس.
حقن الزيومين (Xeomin)
تم انتاج حقن الزيومين من خلال شركة Merz Pharma الألمانية وتمت الموافقة عليها في عام 2010م من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج للتجاعيد التعبيرية وعدة استخدامات أخرى.
وعلى الرغم من أن حقن البوتكس وحقن الزيومين تحتوي على نفس المادة النشطة، إلا أن هناك بعض الاختلافات في كيفية استخدامها وطريقة تصنيعها. حيث تحتوي حقن الزيومين على مادة البوتولينيوم توكسين النقية دون أي إضافات على عكس حقن البوتكس التي تحتوي على البروتينات المضافة إلى جانب المادة الفعالة. كما يمكن تخزين حقن الزيومين بسهولة حيث يمكن تخزينها قبل الاستخدام في درجة حرارة الغرفة على عكس حقن البوتكس التي تستلزم تخزينها في درجات حرارة معينة منخفضة قبل الاستخدام.
يُعتبر الزومين خيار جيد للكثير من الحالات وبالأخص لمن يشعروا بأن علاجات البوتوكس والديسبورت لم تعد تظهر النتائج التي اعتادوها من قبل فيمكنهم تجربة الزومين والذي تستمر نتائجه من ثلاثة إلى ستة أشهر. يستخدم في عدة مجالات تجميلية وعلاجية منها:
- التخلص من التجاعيد والخطوط التي تظهر بين الحاجبين.
- علاج تشنج الجفون.
- علاج آلام الرقبة.
- علاج سيلان اللعاب.
حقن الديسبورت Dysport
بعد فترة وجيزة من اطلاق حقن البوتكس التجميلية ظهرت نظيرتها الأوروبية وهي حقن Dysport والتي تم انتاجها بواسطة شركة Ipsen الفرنسية في عام 2009م، ومن الجدير بالذكر أن حقن الديسبورت كان لها عدة استخدامات طبية قبل الموافقة على استخدامها كعلاج للتجاعيد كما هو الحال في حقن البوتكس.
وعلى الرغم من أن حقن البوتكس و الديسبورت تم انتاجهم من نفس المادة الفعالة توجد بعض الفروق في الخصائص ولعل أحد أهم الاختلافات هو مستوى التركيز وسرعة الانتشار في كل نوع منهما، فعلى سبيل المثال تعد حقن الديسبورت أقل تركيزاً من حقن البوتكس مما قد يتطلب حقن كميات اكبر منها مقارنةً مع حقن البوتكس.
ما يُميز هذا النوع من أنواع البوتكس هو سرعة ظهور نتائجه ففي غضون يومين إلى ثلاث أيام ستظهر النتيجة النهائية وغالباً ستستمر لمدة 4 أشهر تقريباً. ويستخدم الديسبورت في عدة مجالات، منها:
- القضاء على خطوط العبوس وتجاعيد الجبهة وما حول العينين والشفتين.
- علاج التعرق الزائد في منطقة الإبطين واليدين وباطن القدمين.
- علاج تشنجات عضلات الرقبة.
- تصحيح شكل الحاجبين.
- تجميل شكل الفم.
نيورونوكس (Neuronox)
يُعد نيورونوكس من أهم أنواع البوتكس التي تُستخدم بكثرة في مختلف العيادات التجميلية، فالنتيجة التي يُعطيها مرضية جداً وتبدأ بالظهور بشكل تدريجي وقد يستمر مفعوله لغاية 4 أشهر أو أكثر بقليل. ويستخدم نيورونوكس في عدة حالات، منها:
- علاج تجاعيد الوجه والخطوط التي تظهر بين الحاجبين وحول العينين.
- علاج حالات التشنج العضلي المرتبطة بالسكتة الدماغية.
- علاج تشنجات الشلل الدماغي لدى الأطفال.
حقن جيوفو (Jeuveau)
تعتبر حقن الجيوفو المركب الأحدث اصداراً من البوتولينيوم توكسين من نوع A ، وهي حقن معتمدة من هيئة الغذاء والدواء الامريكية كعلاج للتجاعيد فقط حيث تم طرحها من مده قصيرة في الأسواق ويتم انتاجها من خلال شركة Evolus الأمريكية.
اطلقت الشركة المصنعة الاسم التجاري Jeuveau على الحقن وهي كلمة فرنسية تعني (حديثاً) كونها تحسن من التجاعيد المتوسطة والشديدة وتحسن من آثار التقدم في العمر وتعطي بشرة أكثر شباباً. وتشترك حقن الجيوفو في طريقة العمل الرئيسية لحقن البوتكس الأصلية إلا ان هناك العديد من الخصائص المختلفة لعل من أبرزها التكلفة المنخفضة للحقن مقارنةً بتكلفة حقن البوتكس.
هذه نظرة عامة عن التطور الحاصل في البوتكس والمركبات المشابهة الأخرى والتي انتشرت في اكثر دول العالم. وهذا التطور بلاشك كان نتيجة للأبحاث المستمرة في هذا الجانب، والتي كانت نتيجة طبيعية للتطور المحموم عالميا في عالم التجميل والإجراءات التجميلية. ويبقى التذكير هنا بأن الطبيب المتمرس والخبير في آلية عمل هذه الحقن والمتمكن من تشريح ومواقع عضلات الوجه والجسم هو المحك الرئيسي في تحقيق افضل النتائج. كما أن الخبرة في التعامل مع الجلد والبشرة المحلية له اهمية خاصة.