من يقول أن الصلع الوراثي لا علاج له ؟

الصلع الوراثي

يعتبر الصلع الوراثي من أكثر الأمراض شيوعاً عند الرجال والنساء على حد سواء، إذ قد يصيب ما بين 40–50% من الناس، إلا أنه يظهر بدرجات متفاوتة بين البسيط والشديد جداً.

وبالمعايير العالمية فإن درجة الصلع عند الرجال تمر على سبع مراحل تتدرج من البسيط جدًا إلى الشديد جداً، ومما يجدر ذكره أن الخطأ في التشخيص والعلاج غالبًا في الحالات الأولية والتي يكون العلاج فيها مهم ومفيد لمنع زيادة الصلع خاصة عند استخدام الطرق الحديثة في زراعة الشعر.

ماهي أسباب تساقط الشعر الوراثي؟

يرجع سبب تساقط الشعر الوراثي لدى الذكور او الإناث إلى التأثيرات الجينية أو الهرمونية . ويدعى تساقط الشعر الوراثيي أيضاً بالثعلبة الهيدروجينية نتيجة التأثر بهرمونات الأندروجينات. ويزيد وجود أفراد مصابون بالصلع الوراثي من احتمالية إصابة الآخرين من نفس العائلة. وسيؤدي التأثر بجينات تساقط الشعر على عدة أمور مثل العمر الذي سيتساقط فيه الشعر ومدى سرعة التساقط ونمط تساقط الشعر والصلع.

ماهي أعراض الصلع الوراثي؟

تختلف طريقة تساقط الشعر الوراثي عند الذكور عن الإناث. ففي حالات الصلع الذكوري النمطي يبدأ الصلع عادةً  بترقق تدريجي للشعر عند خط الشعر الأمامي ومن ثم تظهر بقعة صلعاء على تاج الرأس إثر تساقط الشعر. ويترقق الشعر أو يتساقط بالقرب من الصدغين مما يؤدي في النهاية إلى انحسار خط الشعر.

لا يسبب الصلع الوراثي أي ضرر ويبدأ الكثير من الأشخاص بملاحظة أعراض الصلع الذكوري عند بلوغ سن الثلاثينات وقد يبدأ الصلع بالضهور في مراحل مبكرة مثل سنوات المراهقة المتأخرة أو أوائل العشرينات.

هل يصيب الصلع الوراثي النساء ؟

نعم، فالصلع الوراثي يصيب النساء كما يصيب الرجال، إلاّ أنه عند النساء يظهر بصورة مختلفة عبارة عن سقوط وضعف تدريجي للشعر في أعلى الرأس بدلاً من الشعر في مقدمة الرأس كما عند الرجال، وكثيرًا ما يظن بعض الأطباء أنه ليس صلعًا وراثيًا.

لماذا يحدث هذا الخطأ عند النساء وليس عند الرجال ؟

السبب أنه عند النساء يشتبه بأمراض أخرى تسبب تساقطاً مشابهاً، مما يحتاج فيه إلى الخبرة وعمل بعض الفحوصات للتفريق بينهما. وقد يوجد عند بعض المرضى مرض مصاحب يضاعف من حدة الصلع الوراثي .

تشخيص الصلع الوراثي

من السهل معرفة الصلع الوراثي ومع ذلك قد يساعد طبيب الأمراض الجلدية على تشخيص الصلع بفحص المريض سريرياً بالإضافة لسؤال المريض عن تاريخه الطبي ومتى بدأ ملاحظة تساقط الشعر وما إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض.

كما يقوم الطبيب بعمل اختبارات خاصة تسمى مقياس الكثافة لفحص فروة الرأس وقياس سمك الشعرة. وفي حال اشتباه الطبيب بمرض جلدي أو أن تساقط الشعر غير وراثي فسيقوم  بفحص فروة الرأس جيداً لتشخيص الحالة وقد يقوم بإجراء بعض التحاليل المخبرية للدم.

هل مفهوم أن الصلع الوراثي لا علاج له صحيح ؟

بالطبع لا، وللأسف هذا هو المفهوم السائد عند كثير من الناس، ولذا يحجم الكثير منهم من الذهاب إلى الطبيب للبحث عن العلاج. والحق يقال أن هذا المفهوم كان شبه صحيح لعقود طويلة، إلاّ أنه تغير جذرياً باستحداث أدوية وأساليب علاج فاعلة جداً أحدثت انحرافاً وتصحيحاً لكل المفاهيم السابقة في علاج الصلع الوراثي .

ماذا نقصد ب”أدوية وأساليب علاج فاعلة جداً” ؟

المقصود هو أنه تم اكتشاف دواء يؤخذ عن طريق الفم لأكثر من ثلاثين سنة يمنع التساقط لأكثر من 90%، بل ويعيد نسبة كبيرة من الشعر، ولكن عند نسبة عالية من المرضى وليس الكل.

ماهي الأدوية المستخدمة للصلع الوراثي؟

تستخدم بعض الأدوية الرئيسية لعلاج تساقط الشعر الوراثي مثل فيناسترايد ومينوكسيديل ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بالنتائج فبعض المرضى يستجيبون للعلاج بشكل فعال والبعض الآخر لا يستجيب.

فيناسترايد، علاج يصرف بوصفة طبية لتساقط الشعر الوراثي لدى الرجال ولا يمكن استخدامه لحالات الصلع الوراثي للنساء. حيث يساعد الدواء على منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ثنائي هيدروتستوستيرون والذي يتسبب في تقليص بصيلات الشعر وتلفها. يجب على المريض الإستمرار على العلاج لمدة 6 أشهر على الأقل وفي حالة نجاح العلاج والحصول على نتائج فعالة يستمر المريض على العلاج للحفاظ على النتائج.

المينوكسيديل الموضعي، علاج موضعي يمكن استخدامه لكلا الجنسين يوضع مرتين يومياً على فروة الرأس الجافة. يعتبر المينوكسيديل أكثر فعالية في المراحل المبكرة من تساقط الشعر الوراثي ويتم تحديد مدة الإستخدام بحسب الحالة.

هل يوجد طرق علاجية أخرى للصلع الوراثي ؟

نعم، فهناك العلاج الجراحي، وهو ما يعرف بـ”زراعة الشعر الأحادية”، وتعتبر زراعة الشعر من أكثر الطرق العلاجية شيوعاً في العالم وأنجحها على الإطلاق.

هل صحيج أن الشعر المزروع لا ينمو ولا يمكن قصه ؟

هذا المفهوم خاطئ تماماً وهو مخالف تماماً لحقيقة زراعة الشعر ، بل إن النتائج الطبيعية للشعر المزروع هي التي جعلته أكثر العمليات الجراحية عملاً في أميركا والدول المتقدمة، إذ إن الشعر ينمو نمواً طبيعياً كما كان ينمو في السابق، يُقص ويُحلق ويُسرّح ويصنع به كما يصنع بالشعر الطبيعي.

هل زراعة الشعر تجعل الشخص يبدو بشكل غير طبيعي ؟

هذا الكلام قد يكون صحيحاً قبل أكثر من 15 سنة، حيث كانت زراعة الشعر في بدايتها، والأشخاص الذين قاموا بزراعة الشعر في الثمانينات الميلادية قد تنطبق عليهم هذه المقولة. لكن بعد ذلك، فإن أطباء زراعة الشعر أنفسهم قد لا يستطيعون معرفة من قاموا بزراعة الشعر من غيرهم، وذلك نتيجة للتطور السريع والمهارات الإكلينية المكتسبة خلال العقدين السابقين.

من هو المريض أو المريضة المناسبة لزراعة الشعر ؟

هذا السؤال يصعب الإجابة عنه خلال اللقاء الصحفي، لأن كل مريض تقوم حالته بحسبها، كما أن خلو المريض من بعض الأمراض التي تصيب الشعر مهم جداً في نجاح العملية.

ويمكن رؤية بعض الأشخاص الذين قمنا لهم بزراعة الشعر، ومنهم يمكن ولو بشكل مبدئي معرفة من يناسبهم زراعة الشعر. والحقيقة أن عددًا كبيرًا من المرضى الذين يأتون لعيادة الشعر يستعجل عليهم في عملية زراعة الشعر .

ما المقصود بقولك “يستعجل عليهم في عملية زراعة الشعر”؟

في بداية ممارستي للعمل في المملكة قمنا بإجراء مسح للأشخاص الذين خضعوا لعمليات زراعة الشعر، ولا أخفيك قولًا بأن عددًا كبيرًا منهم كان يمكن تحصيل النتائج نفسها بل ربما أفضل بدون زراعة. إلا أن بعض المرضى ربما يستعجل النتائج فيدفع الطبيب إلى العملية بدل العلاج، وربما يكون الإستعجال من بعض الأطباء أيضًا.

ولعل أحد العلاجات الحديثة الفعالة في علاج تساقط الشعر الوراثي هي تقنية الريجينيرا والتي تعتبر أحد ابتكارات الطب التجديدي حيث تم تطويرها لحل مشاكل الشعر الضعيف والمتساقط عن طريق الحقن المجهري. وذلك بأخذ الخلايا الجذعية من فروة الرأس ودعم بصيلات الشعر الموجودة أصلاً في مناطق تساقط الشعر. حيث تساعد الخلايا المحقونة على تحفيز نمو الشعر مرة أخرى وتعمل على الحد من مشاكل تساقط الشعر مما يؤدي إلى زيادة كثافة وسماكة الشعر بشكل ملحوظ.

ويتوقف عدد جلسات المريض على مدى حالة الشعر وتساقطه فالبعض يحتاج إلى جلسة واحدة في العمر والبعض الآخر يحتاج إلى جلسة كل خمسة سنوات وبعض المرضى يحتاج إلى جلسة كل عام. وتظهر نتائج الحقن المجهري خلال 4 – 6 أسابيع ليبدأ التساقط بالتحسن بشكل تدريجي.

متى تظهر نتائج زراعة الشعر؟

تبدأ النتائج بالظهور خلال 6 – 9  أشهر بعد جراحة زراعة الشعر وقد تستغرق النتائج في بعض الحالات  12شهراً. تظهر النتائج الكاملة لزراعة الشعر من 12 – 18 شهراً.

من الطبيعي تساقط الشعر المزروع خلال 2 – 3  أسابيع بعد الزراعه ويمكن أن يساعد الطب التجديدي في الحفاظ على النتائج وتحسينها من خلال استخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية وغيرها.

ماذا يفعل المريض بعد الزراعه؟

عادةً ما يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية بعد 3 أيام تقريباً من زراعة الشعر. يجب الحفاظ على الشعر المزروع خاصة في الأسابيع الأولى من الزراعة بالإضافة إلى تجنب التمارين الرياضية والأعمال الشاقة التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم لأن ذلك قد يؤدي لنزف الجروح في فروة الرأس.

كما يجب على المريض تجنب التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة العالية من 4 – 6  أشهر بعد الزراعة لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على بصيلات الشعر بسبب التعرق والحرارة العالية.

ماهي الآثار الجانبية لجراحة زراعة الشعر؟

هناك العديد من الآثار الجانبية شائعة الظهور لزراعة الشعر مثل شعور المريض بشد وتورم في فروة الرأس بالإضافة لبعض الألم ما يلبث أن يختفي بعد عدة أيام. بالإضافة لظهور بعض القشور مكان الزراعة وعدد من الندوب الصغيرة جداً.

كيف نتجنب العدوى بعد زراعة الشعر؟

لتجنب العدوى والمخاطر الأخرى بعد زراعة الشعر يجب على المريض اختيار مركز طبي موثوق ومعروف كما أن اتباع تعليمات الطبيب أمر بالغ الأهمية بنفس أهمية اجراء الجراحة.

من هم الأشخاص الذين لايناسبهم زراعة الشعر ؟

هناك أمراض تصيب الشعر أو فروة الرأس تتعارض مع زراعة الشعر، لأن الزراعة قد تنشط المرض فيزيد التساقط بشكل أكبر بل ويسقط معها الشعر المزروع أيضًا. ومن خلال مسحنا السابق وجدنا عدد من هذه الحالات فشلت معهم زراعة الشعر ، إلا أن السبب الحقيقي أنهم لا تناسبهم الزراعة من البداية.

وما هي هذه الأمراض التي تحول وزراعة الشعر ؟

• الثعلبة (Alopecia areata ).
• الحزاز (Lichen palnopilaris ).
• الذئبة الجلدية (DLE ).
• التصلب الجلدي (Morphea).
• وغيرها من الأمراض التي ليس لها أسماء عربية، مثل (Folliculitis decalvanse).

كم تكلفة عملية زراعة الشعر ؟

التكلفة في بلادنا -كما هو الحال في الدول الغربية أيضًا- متفاوتة بشكل كبير بين المراكز التجميلية في المملكة، ولها خلفيات في خبرة الطبيب والتجهيزات الطبية والوقائية في غرف العمليات وكذلك في المهارة التمريضية المساعدة، مما يكون له تأثير في نتائج الزراعة وفي التكلفة الإجمالية أيضًا.