التشنج المهبلي هو حالة طبية نادرة تسبب تقلصات لا إرادية في عضلات المهبل (العضلات المحيطة بالثلث السفلي من المهبل). تؤثر التشنجات على 7% من النساء تقريباً. ويسبب تشنج العضلات ألم أثناء الجماع وفي بعض الحالات قد يكون الجماع مستحيلاً. ويمكن علاج التشنج المهبي بالبوتكس بدون جراحة أو تخدير.
أسباب التشنج المهبلي
قد يكون السبب في بعض الحالات غامضاً لأنه مرتبط بتفاعل معقد بين أنظمة الجهاز العصبي والعضلي الهيكلي والغدد الصماء التي تتأثر بشكل أكبر بالعوامل السلوكية والنفسية. ويمكن للمرأة أن تعاني من التشنج المهبلي لعدة أسباب منها الجسدية والنفسية مثل:
- التغييرات الهرمونية
- جراحة الحوض والحمل والولادة.
- الصدمات العاطفية والخوف والقلق.
- الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
- بعض الحالات الطبية مثل التهابات المسالك البولية.
علاج التشنجات المهبلية بالبوتكس
حتى وقت قريب كان العلاج لهذه الحالات مقتصراً على الإستشارات الطبية والعلاج النفسي والسلوكي للمريضه واستخدام الموسعات. ومؤخراً ازدادت شعبية حقن البوتكس المهبلي بسبب سرعة النتائج وسهولة عملية الحقن التي تتم في العيادات الطبية المتخصصة.
حيث تعمل مادة توكسين البوتولينيوم (BoNT-A) على إيقاف الإشارات العصبية بشكل مؤقت لعضلات المهبل المسببة للإنقباضات والتقلصات المؤدية للآلام وصعوبة الجماع. مما يعالج الإنقباضات اللاإرادية بشكل فعال.
وهناك ثلاث مجموعات رئيسية من العضلات التي يمكن أن تتأثر بالتشنج المهبلي. ولكن العضلة الأساسية التي يتم حقنها بالبوتكس بشكل عام هي العضلة البصلية الشكل (أي العضلة التي تحيط بفتحة المهبل).
مميزات الحقن بالبوتكس
- علاج آمن وفعال وغير جراحي.
- يساعد على التخلص من الآلام المهبلية.
- معتمد من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA).
- نسبة الحصول على نتائج فعالة عالية تصل إلى 97%من الحالات المعالجة.
- ينتج عن الحقن آثار جانبية قليلة ونادرة وقد لا تتعدى آثار نزف الإبرة وبعض التورم.
- لا يحتاج العلاج لفترة تعافي ويمكن متابعة الأنشطة اليومية بشكل اعتيادي.
- سرعة النتائج حيث تبدأ النتائج بالظهور خلال أيام قليلة من الحقن.
- قصر المدة العلاجية وقد لا تحتاج المريضة لأكثر من جلسة واحدة للحصول على أفضل النتائج.
كيفية العلاج بالبوتكس
يحدد الطبيب العضلات التي تحتاج للحقن بالبوتكس ليتم حقنها. وعادةً أو في المتوسط يتم استخدام 200 وحدة من البوتكس خلال الجلسة.
يتم تخدير المنطقة المستهدفة باستخدام التخدير الموضعي أو التخدير العام حسب حالة المريض ويفضل التخدير العام خاصة في حالات التشنج المهبلي الشديدة من الدرجة 3-4. ومن ثم يقوم الطبيب بحقن عضلات الحوض بالبوتكس بحقن رفيعة. يستغرق كامل الإجراء حوالي نصف ساعة في حين يستغرق الحقن من 5-10 دقائق. ويبدأ البوتكس بالتأثير بشكل كامل خلال 7-10 أيام. وفي معظم الحالات يكون الحقن بالبوتكس كافي وفي حالات أخرى قد يتم الجمع بين البوتكس واستخدام الموسعات بعد عشرة أيام من الحقن لتعزيز النتائج النهائية. وللحصول على أفضل النتائج ينصح بإجراء الحقن من خلال طبيب خبير و عيادات متخصصة.
اجراءات ما قبل الحقن بالبوتكس
في الإستشارة الأولية للمريضة يتم السؤال عن تاريخ الحالة الصحية للمثانة والأمعاء والأعراض الجنسية وغيرها. لوجود جميع أعضاء الحوض في نفس المنطقة وقد تسبب أي منها مشاكل للمريضة حتى لو كانت الشكوى مختلفة.
ومن ثم سيتم إجراء فحص مهبلي في الزيارة الأولى كالفحص بالمنظار وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء عدد من الإختبارات للتأكد من عدم وجود أي مشاكل أخرى مثل فحص الحوض بالموجات الفوق صوتية واختبارات العدوى المنقولة جنسياً والعدوى المهبلية أو تنظير القولون. ومن ضمن الإجراءات الأخرى التي يحددها الطبيب للمريضة هي فترة صيام معينة قبل الإجراء لحالات التخدير الكامل مع ارتداء ملابس فضفاضة ويتم تأجيل الموعد في حال وجود الدورة الشهرية. كما يمكن للمريضة تناول مسكن للألم مثل (أدفيل / تايلينول) قبل الوصول لمكان العلاج في حال رغبة المريضة في تناول مسكن.
بعد حقن بالبوتكس
بعد الحقن قد تعاني المريضة من بعض بقع الدم الخفيفة أو النزيف في موضع الحقن. ويجب تجنب الجماع لمدة اسبوعين مع قدرة المريضة على استئناف الأنشطة اليومية بشكل طبيعي دون الحاجة لإجازات من العمل.
يقوم الطبيب بتحديد موعد للمتابعة خلال 2-3 أسابيع بعد الإجراء وفي بعض الحالات قد يتم دمج الحقن مع العلاج بالموسعات حيث يتم البدء باستخدامها لمدة 4-6 أسابيع قبل محاولة الجماع.
عدد الجلسات
تبدأ آثار البوتكس في التلاشي خلال 4-6 أشهر. وتكون المريضة قد حصلت على النتائج المطلوبة خلال هذه المدة وتم التخلص من الإنقباضات والتشنجات المهبلية. مما يعني أن معظم النساء تحتاج لجلسة واحدة فقط للتخلص من التشنجات المهبلية لأن الجسم يميل بعد هذه المدة لإرخاء العضلات من تلقاء نفسه. وبالرغم من ذلك يمكن للمريضة الحصول على جلسات أخرى إذا لم تحصل على النتائج المطلوبة من جلسة واحدة وقد أظهرت بعض التجارب أن عدد قليل جداً من المرضى يحتاج لتكرار الحقن بنسبة تصل إلى أقل من 5%.
من خلال التجارب السريرية أخبر الأطباء عن نجاح حقن التشنجات المهبلية بالبوتكس بنسبة 90-97% مع آثار جانبية ضئيلة جداً.
المرشحون للعلاج بحقن البوتكس المهبلي
حقن البوتكس في عضلات المهبل علاج آمن ومعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. إن أفضل المرشحات لعلاج التشنج المهبلي بالبوتوكس هم المريضات اللواتي أجرين العلاج الطبيعي والتمارين وجلسات الطب النفسي وغيرها دون جدوى.
يتم تجنب الحقن بشكل عام للمرضى الذين يعانون من عدوى جهازية أو جلدية واضطرابات النزيف أو اعتلال التخثر والحساسية تجاه الأدوية التي يتم تناولها. كما ويمنع استخدام البوتكس للمرضى الذين يعانون من مرض عصبي حركي موجود مسبقاً والوهن العضلي الشديد ومتلازمة إيتون لامبرت وفي حالة عدم الإستقرار النفسي وللحوامل والمرضعات.
الآثار الجانبية لحقن البوتكس
بالنسبة للغالبية العظمى من النساء لا توجد آثار جانبية ملحوظة لحقن البوتكس المهبلي غير بعض الآثار البسيطة الطبيعية مثل ورم عضلي صغير أو نزف مكان الإبرة كأي اجراء يتم فيه استخدام الإبر. وفي حالات نادرة و مؤقته تصل إلى 1% يمكن أن تصاب المريضة بسلس البول أو البراز ولم يحدث أي مضاعافات على المدى الطويل وفي حال أي مشكلة فإنها ستكون مؤقة لأن الجسم سيقوم بامتصاص البوتكس والتخلص منه.
يعتبر علاج التشنج المهبلي بالبوتوكس آمنًا وفعالًا خاصة عند إجرائه من قبل أخصائي أمراض النساء التجميلي ذي الخبرة العالية مما يؤدي إلى تحقيق نسبة نجاح عالية.