يُعدّ سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم، ويُصنّف من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بشكل كبير إذا تم اتباع الإجراءات المناسبة. وعلى الرغم من ارتباطه بالتعرض لأشعة الشمس، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في ظهوره.
ما هو سرطان الجلد؟
سرطان الجلد هو نمو غير طبيعي لخلايا الجلد، غالباً ما يتطور في الجلد المعرّض لأشعة الشمس، ولكنه قد يظهر أيضاً في مناطق لا تتعرض للشمس كثيراً. ينشأ هذا السرطان عندما يحدث تلف في الحمض النووي (DNA) لخلايا الجلد، ويؤدي ذلك إلى نمو غير منضبط للخلايا.
في الحالات الطبيعية تنمو خلايا الجلد وعند تقدمها في العمر تموت ويقوم الجسم بتشكيل خلايا جديدة لتحل محلها ولكن في حالات سرطان الجلد تبدأ الخلايا بالنمو بسرعة أكبر وقد يكون هذا النمو غير سرطاني (حميد) بحيث لا تنتشر ولا تسبب ضرر في الجسم وقد تكون خلايا سرطانية (غير حميدة) بحيث ينتشر في الأنسجة القريبة أو في مناطق أخرى من الجسم في حال لم يتم اكتشافه مبكراً. ولكن لحسن الحظ يمكن علاج سرطان الجلد في حال الاكتشاف المبكر لذلك من المهم مراجعة طبيب جلدية عند ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية كملاحظة تغير لون وشكل الشامات على سبيل المثال.
أنواع سرطان الجلد
سرطان الخلايا القاعدية (Basal Cell Carcinoma)
- الأكثر شيوعاً.
- ينشأ في الطبقة السفلية من البشرة.
- عادةً ما يكون بطيء النمو ونادراً ما ينتشر.
- يظهر ككتلة لامعة أو جرح لا يلتئم.
سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma)
- ينشأ في الطبقات العليا من البشرة.
- أكثر عدوانية من الخلايا القاعدية وقد ينتشر في بعض الحالات.
- يظهر كقرحة أو بقعة متقشرة تنزف بسهولة.
الميلانوما (Melanoma)
- أخطر أنواع سرطان الجلد.
- ينشأ في الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين.
- يمكن أن ينتشر بسرعة إلى الأعضاء الداخلية.
- غالباً ما يبدأ كشق بني أو أسود غير متماثل أو متغير اللون والحواف.
أسباب سرطان الجلد
يعتبر السبب الرئيسي لظهور سرطان الجلد هو التعرض المفرط لأشعة الشمس دون وقاية. حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية (UV) بإتلاف الحمض النووي DNA في الجلد، مما يتسبب في تكوين خلايا غير طبيعية تنقسم بسرعة بطريقة غير منظمة مما يشكل الخلايا السرطانية، ولكن لا يُتعبر السبب الوحيد وهناك العديد من الأسباب الأخرى ومنها:
- التعرض المفرط لأشعة الشمس الفوق بنفسجية، خاصة في أوقات الذروة دون حماية.
- استخدام أجهزة التسمير الصناعية مثل أجهزة التان أو ما يطلق عليها أسرة التسمير.
- البشرة الفاتحة أو الحساسة التي تحترق بسرعة تحت الشمس.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد.
- الإصابة السابقة بحروق شديدة في الطفولة.
- ضعف المناعة، مثل حالات زرع الأعضاء أو بعض أمراض المناعة الذاتية.
- التعرض لمواد كيميائية معينة مثل الزرنيخ أو بعض مشتقات الفحم.
أحدث الدراسات حول سرطان الجلد
تشير الدراسات الحديثة إلى أن:
- الاكتشاف المبكر من خلال الفحص الذاتي الشهري أو الفحص الجلدي بواسطة طبيب الجلدية يقلل من معدل الوفاة بشكل كبير، خاصة في الميلانوما.
- الذكاء الاصطناعي بدأ يلعب دوراً مهماً في تحليل صور الشامات والبقع الجلدية بدقة أكبر من البشر في بعض الحالات.
- تم تطوير لقاحات محتملة تحفز الجهاز المناعي على استهداف خلايا الميلانوما في مراحلها المبكرة.
- هناك تركيز متزايد على التحليل الجيني لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وبالتالي تكثيف الرقابة الوقائية عليهم.
طرق الوقاية من سرطان الجلد
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحاً و4 عصراً.
- تجنّب أجهزة التسمير الصناعي تماماً وتجنب جميع طرق تسمير الجسم.
- فحص الجلد الذاتي مرة شهرياً والبحث عن أي تغييرات في الشامات أو ظهور بقع جديدة.
- زيارة طبيب الجلدية سنوياً لإجراء فحص شامل، خاصة إذا كان لديك عوامل خطر كوجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد.
- استخدام واقي شمس يومي (SPF 30 على الأقل)، حتى في الأيام الغائمة، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين وعدم الاكتفاء به وذلك بلبس الأكمام الطويلة والقبعة عريضة الحواف والنظارات الشمسية وغيرها من طرق الحماية من أشعة الشمس.
كيف تتعرف على علامات سرطان الجلد؟
- فيما يتعلق في الشامات فهناك بعض التغيرات التي تعتبر مقلقة ومنها نصف الشامة لا يشبه النصف الآخر، حواف الشامة غير منتظمة أو غير واضحة، تعدد الألوان داخل نفس الشامة (بني، أسود، أحمر)، قطر الشامة أكبر من 6 ملم، تغير في حجم الشامة أو شكلها أو لونها.
- ظهور نتوء شمعي أو نتوء مسطح بلون مختلف عن لون الجلد (أحمر، بني، وردي).
- تغيرات على الجلد تشبه الندوب أو ظهور قروح قشرية وخشنة قد يصاحبها حكة أو نزيف.
- ظهور جروح لا تلتئم أو قد تلتئم وتعود مرة أخرى من جديد.
التشخيص
في حال تم الاشتباه بالإصابة بسرطان الجلد فقد يقوم الطبيب بأخذ خزعة من الجلد لإرسالها للمختبر، ومن ثم يقوم أخصائي علم الأمراض بفحصها تحت المجهر لتحديد ما إن كانت أحد أنواع سرطان الجلد.
طرق العلاج
الوقاية خير من العلاج فسرطان الجلد هو مرض يمكن الوقاية منه بسهولة نسبياً إذا تم اتباع الإرشادات الوقائية بدقة. مثل الفحص الدوري، استخدام واقي الشمس، والابتعاد عن طرق وأنواع تسمير البشرة مثل أسرة التسمير وغيرها. أما بالنسبة للعلاج فإنه يعتمد على نوع السرطان ومرحلته وقد يكون هناك العديد من الخيارات العلاجية لبعض الحالات، يوفر الطب الحديث إمكانيات متطورة، النجاة من المرض ممكنة جداً خاصة عند الاكتشاف المبكر. ومن أحدث الطرق العلاجية:
الاستئصال الجراحي، ويستخدم لإزالة الورم بالكامل حيث يقوم الطبيب بإزالة الورم مع إزالة جزء من الجلد السليم المحيط به للتأكد من أنه تم إزالة كل الخلايا السرطانية. ولكن في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بإزالة الخلايا المتضررة فقط دون الإضرار بالأنسجة المحيطة وذلك لوجودها في أماكن حساسة أو ذات أهمية تجميلية.
العلاج بالتجميد (Cryotherapy)، مناسب لبعض الأورام السطحية حيث يقوم الطبيب باستخدام النيتروجين السائل لتجميد الخلايا السرطانية للجلد وتختفي الخلايا الميتة بعد العلاج.
العلاج الضوئي الديناميكي (PDT)، يُستخدم للأنواع الأقل عدوانية حيث يقوم الطبيب بتغطية البشرة بالأدوية التي يتم تنشيطها بضوء فلورسنت أزرق أو أحمر. مما يساعد على تدمير الخلايا محتملة التسرطن مع ترك الخلايا الطبيعية بمفردها
العلاج الإشعاعي أو الكيماوي، ويستخدم للحالات المتقدمة حيث يستخدم الطبيب الأدوية لقتل الخلايا السرطانية وذلك إما من خلال استخدام العلاج الكيماوي الموضعي في حال اقتصرت الحالة على الطبقة السطحية من الجلد أو من خلال الحبوب أو الوريد في حال انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجلد.
العلاج المناعي أو الموجه، خاصة في الميلانوما المنتشرة حيث يقوم الطبيب باستخدام الإشعاع بحزم قوية من الطاقة لقتل الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار وذلك بإيقاف عملية الانقسام والنمو.
الآثار الجانبية للعلاج
تعتمد الآثار الجانبية لعلاج سرطان الجلد على نوع العلاج المقدم وعمر المريض والعديد من العوامل الأخرى، يمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي لسرطان الجلد إلى الغثيان والقيء والإسهال وتساقط الشعر. وتشمل الآثار الجانبية أو المضاعفات الأخرى لعلاج سرطان الجلد ما يلي:
- نزيف في منطقة العلاج وألم وتورم.
- تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى فقدان الشعور.
- ظهور الندب أو إصابة الجلد بالعدوى.
- إعادة نمو الورم بعد إزالته.