الوردية هي مرض جلدي مزمن يسمى أيضاً بالعد الوردي ويصيب كلا الجنسين ويكون أكثر شيوعاً بثلاث مرات لدى النساء عن الرجال، ويظهر على شكل احمرار في البشرة وظهور للأوعية الدموية في الوجه.
أعراض الوردية
- احمرار الخدين أو الوجه حيث يتسبب مرض الوردية باحمرار مستمر في الجزء الأوسط من الوجه.
- ظهور الدوالي الوردية حيث تصبح الأوعية الدموية ظاهرة خاصة على الأنف والخدين.
- الإحساس بحرقان عند اللمس.
- ظهور نتوءات متورمة وبثور برؤوس بيضاء تشبه حب الشباب.
- مشكلات في العينين، حيث يشتكي العديد من المرضى بالوردية من جفاف العيون والجفون وتهيجها وتورمها واحمرارها بما يعرف بالعد الوردي البصري.
- تضخم الأنف، بمرور الوقت يصاب مرضى الوردية بسماكة في جلد الأنف ليصبح أكبر وأضخم.
أنواع الوردية
لا يزال سبب العدوى حتى الآن غير معروف وعلى ذلك لا يوجد علاج معروف للقضاء على الوردية. فجميع أبحاث الأطباء وجدت علاجات لتخفيف الأعراض المصاحبة لمرض الوردية فقط. ويتفرع مرض الوردية لأربعة أنواع ثلاثة منها تؤثر على الجلد والرابعة تؤثر على العينين، وقد يصاب المريض بنوع واحد أو أكثر معاً، وعادةً ما تؤثر الوردية على الوجنتين والأنف والجبهة ونادراً ما تؤثر على الصدر والرقبة والأذنين وفروة الرأس وتظهر الأعراض حسب النوع المصاب به المريض.
الوردية الحمامية الوعائية (ERT)
تصبح الأوعية الدموية الصغيرة تحت سطح الجلد متضخمة ومرئية مما يسبب الاحمرار المستمر على الوجه وخاص على الخدين والأنف والجبهة وقد يلاحظ بعض الأشخاص احمراراً في فروة الرأس والرقبة والذقن، وغالباً ما تظهر هذه الأعراض ثم تختفي من تلقاء نفسها بدون علاج وفي بعض الحالات يصبح الاحمرار دائماً وأكثر ثباتاً وقد يعاني المريض من حرارة في المناطق المصابة بالإضافة إلى احساس بالوخز أو التورم في بعض الحالات.
الوردية البثرية
تدعى أيضاً بحب الشباب الوردي، تسبب احمرار الوجه وظهور الأوردة العنكبوتية الشائعة لدى مصابي الوردية بالإضافة إلى بثور برؤوس بيضاء مؤلمة تصل إلى عمق طبقات الجلد ونتوءات حمراء منتفخة، يظهر هذا النوع عادةً على الخدين والذقن والجبهة وغالباً ما يتم تشخيصه بالخطأ على أنه حب الشباب وفي حال تأخير العلاج قد تصل الوردية إلى الصدر والكتفين أيضاً. يعاني المرضى من حساسية الجلد لديهم وقد تصبح البقع الجافة من الجلد سميكة ومتقشرة وتتحول إلى بقع صلبة وخشنة تسمى لويحات.
وردية فايماتوس
تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الرجال وخاصة بين سن 50-70 عاماً، يعاني المصابون بهذا النوع من أنواع الوردية من سماكة الجلد التي قد تبدأ كمناطق صغيرة تحوي لويحات ومع مرور الوقت يمكن أن يصبح الجلد منتفخاً وبارزاً ليصبح شبيهاً للنسيج الندبي. وفي كثير من الحالات المصابة بهذا النوع من الوردية تصاب بما يسمى rhinophyma في الطب بمعنى وحيد القرن لتأثيره على الأنف، فالأنف المتضخمة المنتفخه هي الأثر الجانبي لسماكة الجلد وتراكمه حول الأنف وغالباً ما يكون السبب عدم العلاج أو سير العلاج بشكل خاطئ وقد يسبب هذا النوع أيضاً تضخم في المسام بشكل واضح واحمرار الأوعية الدموية ويعتبر أحد أكثر أنواع الوردية شدة إلا أنه اقل شيوعاً من الأنواع الأخرى.
وردية العين
يسبب هذا النوع من الوردية احمراراً والتهابًا داخل العينين وعلى الجفون والجلد حول العينين ليعطي عيوناً محتقنة بالدم مصابة بالتورم حول العين، يعاني مرضى الوردي العيني من عيون دامعة حارقة ومتهيجة مع الإحساس بوجود غبار ورمال في العين بالإضافة إلى جفاف عام وحساسية متزايدة للعين وقد يعاني المرضى في بعض الحالات من ضعف الرؤية والحساسية للضوء.
ولتشخيص الحالة المرضية للعين بشكل صحيح فإن أعراض الوردية مختلفة عن الأمراض الأخرى من حيث وجود أوعية دموية ظاهرة ومرئية على الجفون وحول العين بالاضافة لاحمرار وحكة وتورم الجلد حول العين مع أكياس على الجفن وعيون حساسة للضوء.
أسباب الإصابة بالوردية
إن السبب الأساسي لمرض الوردية غير معروف على الرغم من اقتراح عدد من المسببات مثل التشوهات في الأوعية الدموية للوجه وكثافة وجود العث المجهري الموجود بشكل شائع لدى الجميع على الوجه بكميات أقل.
ولعدم القدرة على تحديد الأسباب المباشرة للإصابة بالوردية فلقد تم تحديد عدد من المحفزات لزيادة سوء الوردية مثل التعرض لأشعة الشمس والضغط العصبي وممارسة التمارين الرياضية الشاقة والإكثار من شرب الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل.
علاج الوردية
لا يوجد علاج للوردية بعينها حالياً ولكن العلاجات الموجودة يمكنها المساعدة في السيطرة على الأعراض المصاحبة لمرض الوردية. عادةً ما يكون العلاج طويل الأمد ضرورياً وبحاجة لصبر من قبل المريض مع وجود فترات تتحسن فيها الأعراض ويمكن التوقف عن العلاج لفترات مؤقتة. كما يحتاج علاج الوردية تجنب أي مثير للمرض مثل مشروبات الكافيين والتعرض للشمس بالإضافة لاتباع خطط العلاج حسب تعليمات الطبيب
العلاج الموضعي
يساعد استخدام بريمونيدين (Mirvaso) على علاج الوجه المحمر من خلال تضييق الأوعية الدموية مما يقلل من تدفق الدم إلى الوجه ويقلل من الإحمرار ولكنه لا يساعد في التخلص من الأعراض الأخرى مثل النتوءات والبثور. يتم استخدامه على جلد الوجه لمرة واحدة في اليوم فقط بعيداً عن العينين والشفتين والفم، وبمجرد جفاف الدواء على الجلد يمكن للمريض استخدام الكريمات الأخرى ومستحضرات التجميل.
ولقد أظهرت الدراسات أن بريمونيدين يخفف من احمرار الوجه حيث ساعد على تخفيف الاحمرار لدى 26 شخص من كل 100، ويبدأ تأثيره خلال ساعة ويستمر حتى 12 ساعة. وتشمل الآثار الجانبية تهيج الجلد وردود فعل تحسسية قد تزيد الاحمرار سوءًا.
العلاج بالليزر
في بعض الحالات يكون العلاج بالليزر النبضي المكثف (PDL) ذو فائدة كبيرة لعلاج الوردية حيث يتضمن العلاج أشعة مركزة من ضوء الليزر تستهدف الأوعية الدموية المرئية في الجلد وتعمل على تقليصها لتبدو أقل وضوحاً دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
قد يسبب العلاج بالليزر بعض الآلام والحروق السطحية في الجلد بالإضافة إلى احمرار بسيط وعادةً ما يتعافى الجلد خلال أيام معدودة وقد تبقى بعض الندوب الصغيرة في حالات نادرة.
العلاج بحاصرات مستقبلات بيتا
يتسبب هذا النوع من العلاج بتضييق الأوعية الدموية مما يقلل من تدفق الدم عبر بشرة الوجه، تستخدم حاصرات بيتا بشكل عام لعلاج ضغط الدم وأنواع أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية ولم تتم الموافقة على علاج الوردية بحاصرات بيتا حتى الآن خوفاً من الأعراض الجانبية التي قد تؤثر على المريض حيث يتم تناولها عبر الفم وتتوزع في كامل الجسم على عكس الكريمات الموضعية وقد تشمل آثارها الجانبية التعب والدوخة.
ولكن يتم استخدام حاصرات بيتا في علاج الوردية إذا كانت الأعراض شديدة جداً ولم تساعد العلاجات الأخرى على تخفيف الأعراض، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد الكثير من الأبحاث حول مدى فعاليتها في علاج احمرار الجلد ولا توصف لجميع المرضى فعلى سبيل المثال يمنع لمرضى الربو استخدامها لأنه قد يسبب ضيق في التنفس.
علاج البثور والنتوؤات البارزة
يتم علاجها عن طريق الأدوية الموضعية وعادةً ما تستخدم الكريمات والمستحضرات التي تحتوي على حمض الأزيليك أو الإيفرمكتين أو الميترونيدازول، وأظهرت العديد من الدراسات أن هذه الأدوية تقلل من مشاكل الجلد وقد تجعلها تختفي تماماً لفترة معينة حيث تظهر النتائج الملحوظة من 3-4 أسابيع. تشمل الآثار الجانبية المحتملة تهيجًا بسيطًا للجلد مع إحساس بالحرقان وحكة وجفاف الجلد وفيما يلي نذكر طريقة عمل بعض العلاجات المستخدمة في علاج البثور والنتوؤات البارزة
- الأزيليك(Skinoren ، Finacea)، يقلل الالتهاب ويساعد على منع انسداد المسام، يتم وضع الجل بعناية على المناطق المصابة من الجلد في الصباح والمساء.
- ايفرمكتين، يخفف من الالتهاب ويحارب بعض العث الذي يلعب دوراً في سوء حال الوردية (عث ديموديكس)، ويتم استخدامه مرة واحدة في اليوم بكميات قليلة جداً بعيداً عن العينين والشفتين والأغشية المخاطية. ويمكن استخدامه لفترة تصل إلى 4 أشهر ويمكن تكرار العلاج إذا لزم الأمر.
- الميترونيدازول، مضاد حيوي يقلل الالتهاب ويستخدم عادةً في علاج الوردية، يتم وضعه على الوجه مرة أو مرتين يومياً بجميع أشكاله سواء كان كريماً أو غسول للوجه مع ضرورة استخدام واقي شمس في حال الخروج وتجنب أسرة التسمير.
- دوكسيسيكلين، مضاد حيوي يستخدم كعلاج للوردية يتم تناوله عبر الفم في حال لم تساعد العلاجات الموضعية بشكل كافٍ أو إذا كانت أعراض الوردية شديدة، يحارب الدوكسيسيكلين البكتيريا ويقلل أيضًا من الالتهابات ويتم تناول جرعات أقل من جرعات علاج الالتهابات البكتيرية وحدها.
أما عن الأعراض الجانبية المحتملة ولأن العلاج يتم تناوله عبر الفم فإنه يسبب آثار جانبية أكثر من العلاجات الموضعية مثل الإسهال والغثيان والحساسية للضوء لحوالي 10 أشخاص من كل 100 يوصف لهم العلاج.
علاج مضار الوردية على الأنف
يتسبب مرض الوردية أحيانًا في ظهور الأنف أكبر وأضخم حجماً وأكثر سمكاً ويكثر عند الرجال عن النساء وقد يكون جلد الأنف ملتهباً أيضا لذلك يعتمد العلاج على شدة نمو الجلد والتهابه.
بالرغم من النقص في البحث الجيد حول أفضل السبل لعلاج المراحل المبكرة من التهاب الأنف إلا أن في بعض الأحيان يتناول المريض كبسولات الايزوتريتنون على مدى عدة أشهر لأنه يساعد على تقلص الغدد الدهنية المتضخمة في الجلد ولا توجد أبحاث عالية الجودة حول فعاليتها في علاج التهاب الأنف.
من الآثار الجانبية تهيج الجلد والأغشية المخاطية بالإضافة لجفافها واصابة المريض بحساسية للضوء، وقد يؤدي الايزوتريتنون أيضاً إلى ازدياد مستويات الدهون في الدم وأنزيمات الكبد لذلك تتم مراقبه المريض بانتظام أثناء هذا العلاج، ولا يمكن استخدامه للنساء الحوامل أو المرضعات.
كما يمكن علاج الأنف المنتفخ باستخدام عدد من علاجات الليزر والتي تتضمن تخدير منطقة الأنف وإزالة الأنسجة الزائدة. وإذا كان جلد الأنف ملتهبًا يتم وصف علاج لعدة أشهر بمضاد حيوي مثل الدوكسيسيكلين قبل البدء بجلسات الليزر.
علاج مشاكل العين المتأثرة بالوردية
تسبب الوردية انسداد الغدد الدهنية في الجفون و يمكن علاجها باستخدام كمادات دافئة مع حركات تدليك لطيفة على العين بتوضيح من طبيب العيون المختص، اعتمادًا على شدة مشاكل العين المرتبطة بالوردية قد يقترح الأطباء العلاج بالدموع الاصطناعية (قطرات تحوي محلولاً يشبه دموع العين) وقطرات العين التي تحتوي على المضادات الحيوية أو السيكلوسبورين حيث يقلل السيكلوسبورين من الالتهاب وفي حال عدم الاستجابة يمكن النظر في العلاج بأقراص الدوكسيسيكلين.
التعايش مع الوردية
تسبب الأمراض المزمنة آثاراُ نفسية سيئة على المريض وخاصة إن كان نوع المرض مثل الوردية يؤثر على المظهر العام للوجه مما يؤدي إلى الإنطواء والاحساس بالإحراج والاحباط. من المهم محاولة التصالح مع النفس والعيش مع الواقع وخاصة كون الوردية غير قابلة للتعافي بشكل تام ولكن المثابرة على خطة العلاج وتجنب محفزات المرض تحسن من الأعراض وتحسن الشعور النفسي والعاطفي، وليعلم المريض المصاب بالوردية أنه ليس المصاب الوحيد فالعديد من الأشخاص مصابون بهذا المرض.