المليسياء المعدية عدوى جلدية فيروسية تنتمي لمجموعة فيروسات الجدري المؤثرة على البشر فقط. تظهر على شكل بقع ونتوءات بارزة بيضاء أو من نفس لون البشرة أو تتدرج من الوردي إلى الأرجواني وهي سريعة الانتشار. تصل فترة ظهور البقع والنتوءات إلى عدة أشهر وقد تصل إلى عدة سنوات (من شهرين إلى أربع سنوات) عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج.
أماكن ظهور العدوى على الجسم
تظهر النتوءات على أي مكان في الجسم عدا راحتي اليدين وباطن القدمين. وتعد النتوءات أكثر ظهوراً على الوجه والرقبة والذراعين والساقين أو على الأعضاء التناسلية وقد تظهر على البطن والجذع والفخذين الداخليين.
أعراض المليسياء المعدية
أثناء الإصابة بفيروس المليسياء يمكن ألا تظهر أعراض العدوى لفترة زمنية تصل من أسبوعين إلى 6 أشهر فترة حضانة الفيروس. وعادةً ما تظهر الأعراض في فترة مابين أسبوعين إلى سبعة أسابيع من لحظة الإصابة في الفيروس.
- ظهور نتوءات صغيرة تشبه الثألول على الجاد تصل مساحتها من 2 – 5 ملم.
- قد تكون النتوءات بيضاء اللون أو نفس لون الجسم الطبيعي أو وردي وأرجواني.
- قد ينتج عن النتوءات خروج سوائل.
- تحتوي النتوءات على رأس غائر أو منبعج في المركز.
- تسبب الحكة والألم على الجلد مما يؤدي إلى زيادة انتشارها بالقرب من المنطقة المركزية وانتفاخ الجلد وزيادة الالتهاب.
طرق انتشار العدوى بالمليسياء المعدية
ينتقل فيروس المليسياء المعدية بين الأشخاص عن طريق الاتصال الجسدي والاتصال الجنسي مع شخص مصاب أو من خلال لمس أدوات شخص مصاب مثل المناشف والملابس وغيرها وكذلك من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.
قد يساهم المريض في انتقال العدوى لمناطق أخرى في الجسم من خلال حك النتوءات ولمس مناطق سليمة. مما يستوجب حرص المريض على عدم حك النتوءات والحفاظ على مناطق الجسم السليمة. وقد تنتشر العدوى بسبب السباحة في حمامات السباحة المشتركة.
انتقال الفيروس
بدايةً ينتقل الفيروس في الأماكن العامة مثل رياض الأطفال والمدارس والمسابح وغيرها ومن خلال انفجار نتوءات العدوى ليصيب الأشخاص الآخرين. يعمل الفيروس الذي دخل الجسم بالبحث عن مواقع مناسبة ليخترقها ومن ثم يتم ادخال الحمض النووي للفيروس إلى الخلايا ويعمل على تغيير بنيتها الأساسية ومن ثم يبدأ بالإنقسام والنمو السريع والذي يظهر على شكل نتوءات. يموت الفيروس في درجات الحرارة المنخفضة جداً والعالية جداً مما يساعد على اختيار طرق العلاج والتخلص من أعراض الفيروس.
الأشخاص المرشحين للاصابة بالمليسياء
تصيب المليسياء المعدية جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال الأقل من 10 سنوات ويزيد خطر ظهورها في بعض الحالات المرضية مثل مرضى ضعف الجهاز المناعي الناتج عن عمليات زرع أعضاء أو علاجات السرطان أو الاصبة بفيروس نقص المناعة البشرية والمصابين في الأكزيما وللأشخاص في المناخ الدافئ والرطب وتكون سريعة الانتشار في البيئات المزدحمة.
تشخيص المليسياء المعدية
يتم تشخيص المريض من خلال الفحص السريري حيث تتميز نتوءات الجلد التي تسببها المليسياء المعدية بمظهر مميز يستطيع الطبيب التعرف عليها ومن خلال الاستفسار من المريض عن التاريخ الطبي وظهور الأعراض الأخرى لعدوى المليسياء وقد يحتاج الطبيب لأخذ خزعة من جلد المريض لتأكيد التشخيص من خلال فحص العينة تحت المجهر. في حالات الأطفال يتم عمل تحاليل لتحديد قوة جهاز المناعة للعمل على تقوية جهاز المناعة في حال ضعف المناعة.
الآثار الجانبية ومضاعفات العدوى
- اصابة ملتحمة العين بالعدوى والتهاب الملتحمة نتيجةً لظهور الفيروس والنتوءات على الجفن.
- اصابة المرضى بالقوباء أو أي عدوى جلدية ناتجة عن حك النتوءات.
- رد فعل مناعي زائد للجسم قد يتسبب في ظهور الأكزيما.
- ترك آثار وندوب بعد التعافي نتيجةً لإزالة النتوءات بطرق جراحية أو بالتجميد والليزر أو ظهور الندوب بشكل تلقائي.
علاج المليسياء المعدية
عادةً ما تختفي العدوى من تلقاء نفسها لأصحاب الجهاز المناعي السليم حيث تختفي النتوءات والأعراض دون تدخل طبي وعادةً ما يصف الطبيب بعض العلاجات للأطفال والأشخاص ضعاف المناعة وأصحاب الأعراض الشديدة مثل الألم والحكة.
يعتمد اختيار الطريقة المناسبة للتخلص من المليسيا على موقع الطفح الجلدي وعمر المريض وخصائص جسمه فإذا كان الطفح الجلدي على مناطق واسعة من الجسم يتم وصف الأدوية المنشطة للمناعة من قبل أخصائي المناعة. ومن المستحيل التخلص بشكل نهائي من الفيروس حيث تعمل الأدوية على تقوية المناعة والتخلص من الأعراض الخارجية بينما يبقى الفيروس في الجسم مدى الحياة ولتجنب الانتكاسات يحتاج المريض للعناية بأنظمته الغذائية وتقوية الجهاز المناعي.
- العلاج بالتبريد من خلال تجميد النتوءات بسائل النيتروجين مما يساعد على تدميرها يحتاج المريض إلى جلسة علاج كل 2 – 3 أسابيع وحتى التخلص من النتوءات لا يفضل استخدام هذه الطريقة للأطفال.
- العلاج بالليزر لتدمير النتوءات خاصة لأصحاب المليسيا صعبة العلاج وللمرضى ذوي العدد الكبير من النتوءات على الجلد حيث يتم استخدام ليزر PDL في عدة جلسات.
- كشط النتوءات يعد علاجاً آمناً وفعالاً حيث يتم استخدام أداة تسمى المكشطة لإزالة النتوءات من الجلد قد يصاب المريض بنزف بسيط مكان النتوء أو قد لا ينزف اطلاقاً.
- طريقة التخلص من لب النتوء بأداة خاصة ملقط أو مشرط حيث يقوم الطبيب بالضغط على النتوء واخراج المادة الموجودة بداخله والتي تحتوي على الفيروس ولا يجب اتباع هذه الطريقة في المنزل لتجنب انتقال الفيروس لمناطق أخرى في الجسم ويتم استخدام مخدر موضعي من قبل طبيب الأمراض الجلدية لتخفيف الألم الناتج عن العلاج.
العلاجات الموصوفة منزلياً
- المراهم والكريمات الموضعية. تساعد المراهم والكريمات الموضعية على تخفيف الأعراض وتسريع وقت التعافي مثل (بودوفيلوم – حمض الساليسيليك – بنزويل – بيروكسايد – تريتينوين – اليود – الكانثاريدين) والتي تعمل على تقشير الطبقات العليا من الجلد.
- الأدوية عن طريق الفم. مثل استخدام دواء السيميتيدين للأطفال لعلاج الإلتهابات.
الوقاية من العدوى
للوقاية من انتقال عدوى المليسياء المعدية يجب تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالإضافة لعدم استخدام أو لمس الأدوات المستخدمة من قبلهم مثل مشاركة المناشف. كما يجب تعقيم المناطق والأسطح وعلاج الأمراض الأخرى مثل الأكزيما. الحفاظ على النظافة من خلال غسل اليدين بالماء الدافئ وتعليم الأطفال غسل اليدين وتعقيمها لأنهم الأكثر عرضة للعدوى.
اتباع الفحوصات الوقائية المنتظمة في رياض الأطفال والمدارس للكشف عن المرض في مراحله المبكرة ومنع انتشاره