العوامل النفسية المتعلقة في تساقط الشعر

هناك الكثير من الأسباب التى تؤدي إلى تساقط الشعر، وما لا يدركه كثير من الناس هو أن العوامل النفسية لها الأثر الكبير على الشعر وتساقطه، حيث أن كثير من الناس يعانون من تساقط الشعر نتيجة للضغوط النفسية الشديدة أونتيجة للشعور بالوحدة والإكتئاب الحاد، وقد يحدث تساقط الشعر نتيجة للصدمات العاطفية أو لمجرد الشعور بالملل.

تعد عملية تساقط الشعر أمراً طبيعياً، حيث أن معدل تساقط الشعر الطبيعي ما بين 100-70 شعرة يومياً، ويعتبر فقدان الشعر جزءً من دورة حياة الشعر وتجديده، ولكن الأمر يصبح مزعجاً عندما يبدأ الإنسان بفقدان كميات كبيرة من الشعر أكثر من المعتاد، وفي حالات القلق والتوتر والإكتئاب الحاد قد يفقد المريض 300 شعرة بشكل يومي مما يؤثر على الحالة النفسية للمريض والذي قد يجعل الأمر أكثر تعقيداً.

تتواجد العديد من حالات تساقط الشعر المرتبطة بالضغوط النفسة والتى تشمل:

تساقط الشعر الكربي ( Telogen effluvium )

يعد تساقط الشعر الكربي ثاني أكثر أنواع تساقط الشعر انتشاراً حول العالم، وتنتج عملية تساقط الشعر عن تغير في دورة حياة الشعرة، حيث تتحول نسبة كبيرة من بصيلات الشعر من مرحلة النمو إلى مرحلة التساقط، ويعد التوتر والقلق من أكثر الأسباب لهذه الحالة نتيجة للتغيرات والإضرابات النفسية، وعادة ما تحدث عملية تساقط الشعر في جميع أنحاء فروة الرأس ولا تقتصر على مناطق معينة، كما أنها لا تتسبب بظهور مناطق خالية تماماً من الشعر كالتى تحدث عند الإصابة بالثعلبة، كما وتحدث عملية تساقط الشعر بشكل مؤقت ويمكن للشعر النمو من جديد بمجرد إنتهاء السبب.

عادة ما يلاحظ المريض زيادة في عملية تساقط الشعر عند الإستحمام وغسل الشعر أو تمشيطه وقد تصل كمية الشعر المتساقط إلى ثلاث أضعاف الكمية الطبيعية لعملية التساقط، كما ويلاحظ المريض حدوث ترقق عام في شعر الرأس وخاصة في المنطقة الأمامية من الرأس، ولا تقتصر عملية تساقط الشعر على فروة الرأس فقط بل يتم ملاحظة تساقط للشعر في مناطق أخرى من الجسد.

لا تقتصر عملية تساقط الشعر الكربي على المشاكل والعوامل النفسية فقط، وقد يرجع السبب في ذلك إلى حالات أخرى غير الضغوط والعوامل النفسية.

هوس نتف الشعر

في بعض الحالات قد يشعر المريض برغبة شديدة وملحة للقيام بنتف الشعر ونزعه من فروة الرأس أو الحاجبين، ويرجع السبب في ذلك إلى الضغوط النفسية الشديدة التى يتعرض إليها المريض، ويجد المريض في عملية نتف الشعر وسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية أو الغير مريحة مثل الضغوط النفسية المتزايدة أو التوتر أو الشعور بالوحدة والإحباط أو الملل.

الثعلبة البقعية

تحدث الثعلبة البقعية نتيجة لاضطراب في جهاز المناعة والذي فسره العلماء نتيجة للتوتر والإضطرابات النفسية، حيث يقوم جهازة المناعة بمهاجمة بصيلات الشعر في فروة الرأس والحاجبين والرموش مما يؤدي إلى تدمير البصيلات وتساقط الشعر، وفي بعض الحالات قد تؤدي الثعلبة البقعية إلى تساقط الشعر من الجسم بشكل كامل.

لا زالت الدراسات والأبحاث قائمة للتأكد من أسباب الثعلبة البقعية وارتباطها بالعوامل النفسية والإكتئاب الحاد.

ما الذي يربط بين العوامل النفسية وتساقط الشعر

تتسبب حالات التوتر والقلق والاضطرابات النفسية بحدوث مشاكل على مستوى الغدد والإفرازات في الجسم بالإضافة إلى الاضطرابات التى قد تحدث في جهاز المناعة، والتى بدورها تؤثر على دورة حياة بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ.

يفسر العلماء وخبراء التجميل ما يحدث من تساقط للشعر أثناء التوتر والقلق إلى تركيز الجسم في عمله على الوظائف الرئيسية والحيوية فقط مثل عملية ضخ الدم والحفاظ على مستوى الأكسجين في الدم وغيرها من الوظائف الرئيسية، كما ونتيجة لإفراز بعض الهرمونات في حالات التوتر والقلق تحدث عملية تضييق للشعيرات الدموية في أطراف الجسد والجلد وذلك للحفاظ على تركيز الدم في الأعضاء الحيوية مما يؤدي إلى قلة الأكسجين والعناصر الغذائية التى تصل إلى فروة الرأس وبصيلات الشعر، ويفسر العلماء حدوث الاضطرابات المناعية نتيجة لخلل في تنظيم بروتين السيتوكين والذي يعد من البروتينات المسؤولة عن تنظيم النشاط المناعي في الجسم.

في بعض الحالات قد يصاب المريض بالإجهاد نتيجة للعوامل النفسية السلبية والذي يؤثر على فروة الرأس وينتج عن ذلك تراكم بعض المواد الضارة حول بصيلات الشعر، مما تؤدي إلى حدوث الإلتهابات حول البصيلات وينتج عن ذلك تساقط لهذه البصيلات وفقدان المزيد من الشعر نتيجة للضغوطات النفسية والعوامل السلبية.

طريقة علاج واستعادة الشعر المتساقط نتيجةً للعوامل النفسية

في طبيعة الحال عند القيام بعلاج أي مرض فإنك بحاجة للتخلص من مسببات المرض للتمكن من التخلص منه، وفي حال تساقط الشعر المستمر نتيجة للعوامل النفسية السلبية يجب العمل على حل لهذه العوامل والحد من وجودها، ويحتاج المريض إلى التخلص من التوتر والقلق والعوامل النفسية الأخرى المتسببة في تساقط الشعر ويمكن للمريض التخلص من الاضطرابات النفسية بالقيام بالأنشطة المفضلة لديه والأنشطة التى تعمل على استرخاء الأعصاب واستقرار الحالة النفسية وذلك من خلال ممارسة بعض الهوايات مثل القراءة والكتابة، أو الرسم وغيرها من الهوايات المحببة لديه أو من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والتى لها الأثر الكبير في الحد من العوامل النفسية والقلق والتوتر، حيث تساهم الأنشطة الرياضية في إعادة تصحيح الإفرازات في الغدد الصماء وكذلك تساهم في تنشيط الدورة الدموية وإعادة توسيع الشعيرات الدموية، وبذلك تساهم في التغذية السليمة للبصيلات بالإضافة إلى تخفيف حالات التوتر والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.

ينصح الأطباء وخبراء التجميل بالحصول على وجبات غذائية ذات قيمة غذائية عالية وتحتوي على الفيتامينات والعناصر الغذائية التى تساهم في نمو الشعر والحفاظ عليه من التساقط، كما وتساهم عملية الحصول على تغذية سليمة في التخفيف من حالات التوتر والإكتئاب والعوامل النفسية السلبية.

تتوقف عملية تساقط الشعر الغير طبيعي بمجرد التخلص من العوامل النفسية المتسببة بذلك، وتستمر عملية استعادة نمو الشعر بشكل طبيعي لمدة تتراوح بين 6-12 شهراً مع الحفاظ على نفسية المريض من العوامل السلبية.

يمكن للأشخاص الذين تعرضوا لعملية تساقط للشعر بسبب العوامل النفسية الخضوع للعلاجات التجميلية لمساعدتهم في استعادة شعرهم، ويفضل خبراء التجميل الخضوع لهذه العلاجات بعد تجاوز العوامل النفسية السلبية والتخلص من حالات الإكتئاب الحادة والتوتر، كما وينصح خبراء التجميل الخضوع إلى جلسات علاج نفسية إذا لزم الأمر فذلك يساعد في عملية نمو الشعر بشكل ملحوظ.

عادة ما يقوم أطباء التجميل بعملية تقييم لمرحلة تساقط الشعر الناتجة عن التوتر وبعد ذلك يقوم الطبيب بتحديد طرق العلاج الأفضل للمريض بناءً على شدة حالة تساقط الشعر ونوع الشعر وكذلك فروة الرأس والسجل الطبي للمريض، وعادة ما يقوم أطباء التجميل بمناقشة الطرق العلاجية التى يمكن استخدامها في العلاج مع المريض، والتي يمكن أن تكون احدى هذه الطرق :

• المينوكسيديل والذي يتوفر بعدة أشكال ( السائل، والرغوي، والبخاخ، والشامبو ).
• تقنية المايكرونيدلنج لعلاج مشاكل الشعر.
• علاج تساقط الشعر باستخدام حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية PRP.
• العلاج باستخدام تقنية الريجنترا لتحفيز نمو الشعر.
• العلاج باستخدام تقنية الفراكسل لتحفيز نمو الشعر.
• العلاج باستخدام تقنية الميزوثيرابي لتحفيز نمو الشعر.
• العلاج باستخدام حقن محفزات نمو الشعر.