الصدفية مرض مزمن من أمراض المناعة الذاتية. حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد على أنها عدو مسبباً التهاباً يظهر على شكل طفح جلدي وبقعاً قشرية مثيرة للحكة وقد يسبب التهاباً في المفاصل. يصيب مرض الصدفية الأشخاص من جميع الأعمار لكلا الجنسين. وغالباً ما يمر المريض بفترات حادة من الصدفية قد تستمر لعدة أسابيع أو لعدة أشهر. علاوة على ذلك قد تسبب الصدفية ألماً للمريض وتؤثر على النوم وتعيق التركيز لديه.
عادةً ما يكثر ظهور الصدفيه في الوجه وداخل الفم وعلى الركبتين والمرفقين وفروة الرأس وأظافر اليدين والأعضاء التناسلية وأسفل الظهر وراحتي اليدين والقدمين.
أنواع الصدفية
الصدفية اللويحية
وهي أكثر أنواع الصدفية شيوعًا تسبب ظهور بقع جلدية جافة ومثيرة للحكة وبارزة ومغطاة بقشور. يصيب هذا النوع من الصدفية حوالي %80-90% من المصابين بالصدفية وتظهر عادةً على المرفقين والركبتين وأسفل الظهر وفروة الرأس. يتعافى جلد المريض مع بقاء بعض التغيرات المؤقتة خاصة على البشرة الداكنة.
صدفية الأظافر
قد تؤثر الصدفية على أظافر اليدين والقدمين مما يؤدي إلى ظهور نقرات صغيرة وتغير لون الأظافر ونموها بشكل غير طبيعي. وقد تؤدي الإصابة بصدفية الأظافر إلى انفصال الأظافر عن القاعدة وفي الحالات الشديدة تؤدي الإصابة إلى تفتت الأظافر.
الصدفية المعكوسة (صدفية الثنيات)
يظهر هذا النوع في طيات الجلد حيث يسبب لويحات رقيقة بدن قشور، وقد تسبب الالتهابات الفطرية هذا النوع من الصدفية.
الصدفية النقطية أو القَطْرية
غالباً ما تؤثر الصدفية النقطية على الشباب والأطفال. وعادةً ما تصيب المريض بسبب عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق العقدي. حيث تبدو كبقع متقشرة صغيرة حمراء اللون على شكل قطرات على الذراعين أو الساقين.
الصدفية البثرية
تحتوي الصدفية البثرية على نتوءات مليئة بالصديد فوق اللويحات وتظهر في مناطق صغيرة على راحة اليد وأسفل القدم.
الصدفية محمرة الجلد
هي نوع شديد وحاد من الصدفية وعادً ما تغطي مساحة كبيرة من الجلد قد تصل إلى 90%. حيث تصيب الجسم بطفح جلدي متقشر مع إحساس شديد بالحكة.
داء الزهّي
يظهر هذا النوع على الوجه وفروة الرأس على شكل نتوءات ولويحات ذات قشور دهنية صفراء. مما يجعلها تشبه التهاب الجلد الدهني وهو أحد أنواع الأكزيما.
أعراض الصدفية
بالإضافة إلى اللويحات الجلدية (البقع الجلدية) أو الطفح الجلدي قد تكون هناك أعراض أخرى مثل:
- حكة في الجلد .
- جلد جاف متشقق .
- ألم جلدي.
- الأظافر المتشققة أوالمتفتتة.
- آلام المفاصل .
أسباب الصدفية
يرجع سبب الإصابة بالصدفية إلى خلل في الجهاز المناعي للجسم. فبدلاً من مهاجمة أعداء الجلد مثل البكتيريا يقوم بمهاجمة الخلايا السليمة في الجلد. مما يسبب حدوث التهاب أو ورم على سطح الجلد يظهر على شكل بقع جلدية.
عادةً ما تحتاج خلايا الجلد الجديدة ما يصل إلى 30 يوماً لتتجدد وتحل محل خلايا الجلد القديمة. ولكن في حال خلل نظام المناعة تتجدد الخلايا كل 3-7 أيام مما يعمل على سرعة تغيير الخلايا مسبباً القشور الجلدية. وقد تكون الصدفية ناجمة عن مرض وراثي أيضاً.
محفزات الصدفية
تساهم مجموعة من العوامل الوراثية والخارجية في تحفيز ظهور أعراض مرض الصدفية، وتشمل المسببات الشائعة لنوبات الصدفية ما يلي
- التوتر والضغط النفسي.
- عدوى ( عدوى بالمكورات العقدية ) مثل الصدفية النقطية التي تصيب الأطفال بعد التهاب الحلق.
- بسبب إصابة جلدية مثل الجروح أو الخدوش أو الجراحة.
- بسبب بعض الأدوية مثل الليثيوم وحاصرات بيتا وبعض المضادات الحيوية وبعض أدوية القلب وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات النفسية وغيرها.
- تغيرات الطقس، الطقس البارد والجاف يزيد من مشكلة جفاف الجلد مما يؤدي لزيادة أعراض الصدفية.
- أمراض الجهاز المناعي.
درجات الصدفية
في الحقيقة تتدرج أعراض الصدفية من خفيفة إلى شديدة. ووفقًا للمؤسسة الوطنية لمرض الصدفية (National Psori asis Foundation) فلقد تم تصنيف الصدفية بناءً على انتشارها وشدة أعراضها إلى:
البسيطة، إذا كان الطفح الجلدي المصاحب للمرض يغطي أقل من 3% من مساحة الجلد.
المتوسطة، إذا كان الطفح الجلدي المصاحب للمرض يغطي ما بين 3%-10% من مساحة الجلد.
الشديدة، إذا كان الطفح الجلدي يغطي أكثر من 10% من مساحة الجلد.
التهاب المفاصل الصدفي
يعد نوعاً من أنواع التهاب المفاصل يسبب آلام المفاصل وتورمها. وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى خلل في عمل الجهاز المناعي. حيث يصيب هذا النوع من التهاب المفاصل حوالي 1 من كل 3 أشخاص مصابين بالصدفية. كما يمكن أن يخفف العلاج المبكر لالتهاب المفاصل الصدفي من تلف المفاصل.
علاج الصدفيه
الهدف من علاجات الصدفية في الوقت الحاضر هو السيطرة على الأعراض المصاحبة وتخفيف شدتها. وعادةً ما يحدد العلاج بناءً على نوع الصدفية وشدتها ومساحة الجلد المصاب. حيث يبدأ الطبيب بالعلاج باستخدام الكريمات الموضعية البسيطة ومن ثم يتدرج للعلاجات الأقوى إن لزم الأمر. وقد يستخدم الطبيب أكثر من علاج حسب الحالة المرضية ومن العلاجات المستخدمة لمرض الصدفية:
العلاجات الموضعية
يتم وضعها مباشرة على المنطقة المصابة للحالات الخفيفة والمتوسطة. بعض العلاجات الموضعية متوفرة دون وصفة طبية في الصيدليات والبعض الآخر بحاجة لوصفة طبية مع ضرورة الإلتزام بتعليمات الطبيب. ومن العلاجات الموضعية المستخدمة:
- كريمات الستيرويد، تساعد على تخفيف الالتهابات وإعاقة سرعة نمو خلايا الجلد.
- مرطبات للبشرة، والتي تساعد في تخفيف أعراض المرض.
- قطران الفحم، يساعد على إعاقة سرعة نمو الخلايا وتحسين مظهر الجلد، متوفر قطران الفحم بعدة أشكال دوائية بما في ذلك الشامبو لعلاج صدفية فروة الرأس.
- علاج ابطاء إنتاج خلايا الجلد ( أنثرالين ).
- حمض الساليسيليك، والذي يساعد على إزالة الطبقة الخارجية من الجلد ويفضل استخدامه مع علاجات موضعية أخرى حيث يقوم حمض السايسليك بازالة الطبقة الخارجية والسماح للعلاجات الموضعية الأخرى بالنفاذ إلى داخل الجلد، يتوفر حمض الساليسيليك بعدة أشكال مثل الكريمات والمراهم والصابون والشامبو.
- كريم فيتامين D.
- فيتامين A أو كريمات الريتينويد.
- العلاجات البيولوجية، تعمل هذه العلاجات في تثبيط جهاز المناعة وايقافه عن محاربة خلايا الجلد السليمة وتشمل الأدوية البيولوجية تيلدراكيزوماب ( إيلوميا ) ، أوستكينوماب ( ستيلارا )
- العلاج المثبط للإنزيم، apremilast ) Otezla ) هو نوع جديد من الأدوية للأمراض الالتهابية طويلة الأمد مثل الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، حيث يوقف الدواء أحد أنواع الإنزيمات مما يساعد على إبطاء التفاعلات الأخرى التي تؤدي إلى الالتهاب.
تساعد الكريمات أو المراهم على تحسين الطفح الجلدي في مساحات صغيرة من الجلد. وفي حال كان الطفح الجلدي يؤثر على مناطق واسعة أو كان المريض يعاني من آلام المفاصل سيقوم الطبيب بوضع خطة علاجية بناءً على شدة الطفح الجلدي ومكان وجوده وعمر المريض والصحة العامة.
العلاج بأشعة الشمس
- تساعد أشعة الشمس والتعرض للأشعة فوق البنفسجية على تخفيف الالتهاب وتقشر الجلد وتخفيف سرعة نمو خلايا الجلد، وبالتأكيد ينصح بوضع كريم واقي شمس على المناطق الغير المصابة بالصدفية، كما يجب على المريض استشارة الطبيب حول المدة اللازمة للتعرض لأشعة الشمس والطريقة الصحيحة لأن التعرض للشمس لفترات طويلة يؤدي إلى آثار جانبية غير محمودة.
العلاج الضوئي
- يساعد الضوء LED بأطوال موجية محددة أن يخفف من التهاب الجلد مع إبطاء إنتاج خلايا الجلد الجديدة.
- PUVA، حيث يجمع هذا العلاج بين دواء يسمى السولارين psoralen مع الأشعة فوق البنفسجية (UVA) تستخدم في حالات الصدفية الشديدة، يتم استخدام دواء السورالين لزيادة حساسية الجلد للضوء قبل استخدام الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق الجلد بعمق مما يحسن من كفاءة العلاج، يساعد هذا النوع من العلاج في علاج بعض الآثار الجانبية قصيرة المدى مثل الصداع والغثيان والحكة، والآثار الجانبية طويلة المدى مثل النمش وتجاعيد الجلد، وبشكل عام يمكن استخدام السورالين مع التعرض لأشعة الشمس لعلاج عدة أمراض جلدية .
- العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية B، يستخدم هذا النوع لعلاج مناطق معينة من الصدفية ويساعد على الحد من انتشارها.
- علاج Goeckerman، يطلق هذا المصطلح على طرق الإشعاع التي يتم فيها استخدام العلاج الإشعاعي فوق البنفسجي B مع قطران الفحم لزيادة امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية.
- ليزر الإكسيمر، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ليزر الإكسيمر في حالات الصدفية الخفيفة والمتوسطة في حال فشلت طرق العلاج الأخرى وهي عبارة عن موجات مركزة جدًا من العلاج بالأشعة فوق البنفسجية بدون الموجات الضارة للجلد.
مضاعفات مرض الصدفية
تسبب الصدفية مضاعفات أكثر من الحكة وتقشر الجلد وتغير لونه مثل تورم المفاصل والتهابها. بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري والسمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكتات الدماغية والنوبات القلبية. لذا ينصح بمتابعة طبيب مختص لتفادي المضاعفات المحتملة. كما ينصح بتناول الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على القدر الكافي من النوم والراحة وترك التدخين.
الفرق بين مرض الصدفية ومرض الأكزيما
يمكن أن تتسبب كل من الإكزيما والصدفية في حدوث طفح جلدي وبقع من الجلد الأحمر السميك والبارز والمثير للحكة. كما ويمكن أن تظهر في نفس أماكن الجسم مثل اليدين وفروة الرأس. ولا يعتبر أي من المرضين مرض معدي. ويستطيع الطبيب المتمرس تحديد نوع المرض سواء كان صدفية أو أكزيما من خلال الفروق والإختلافات.