التهاب الغدد العرقية القيحي (HS) هو مرض جلدي مزمن متعدد الأشكال فقد يكون على شكل نتوءات صغيرة تشبه البثور أو على شكل الحبوب العميقة الشبيهة في حب الشباب والدمامل. وبالرغم من أن التهاب الغدد العرقية مرض مختلف عن حب الشباب إلا أنه يدعى باسم حب الشباب العكسي. عادة ما تكون هذه الحبوب مؤلمة وتظهر في مناطق احتكاك الجلد مثل منطقة الإبط والفخذ. ويؤثر التهاب الغدد العرقي على شخص واحد من بين كل 100 شخص.
أسباب التهاب الغدد العرقية القيحي
لم يتم التعرف على السبب الحقيقي لالتهاب الغدد العرقية القيحي حتى الآن. ولكن يوجد بعض المحفزات المساعدة على زيادة سوء المرض مثل انسداد المسامات بالإضافة للتوتر العصبي والإصابة بمرض التهابي آخر في الجهاز المناعي خاصة مرض التهاب الأمعاء (IBD).
أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي
العرض الرئيسي هو حدوث خراجات مؤلمة تحدث عادةً في الإبطين والفخذين وفتحة الشرج وتحت الثديين وبين الأرداف. مما يتسبب بنتوءات حمراء مؤلمة تشبه البثور وقد تظهر بعض الخراجات وبعض شبيهات الدمامل المليئة بالصديد. وفي حالة ترك الحالة المرضية دون علاج تتفاقم الحالة حيث يتم تكون قنوات تحت الجلد بالإضافة إلى انتفاخات مؤلمة داخلية. بالإضافة إلى زيادة عدد الندوب وزيادة في الالتهابات.
الأشخاص المعرضون للإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي
غالباً ما يظهر في سن البلوغ ويكون أكثر نشاطاً بين 20-40 عاماً وقد يختفي عند النساء في حالة انقطاع الطمث. ويعتبر أكثر انتشاراً لدى الإناث بثلاث مرات عن الذكور ويكثر ظهوره لدى بعض الحالات مثل
- الوراثة، تعتبر الوراثة عاملاً مهماً حيث يصاب حوالي 40%-30% على الأقل من أفراد الأسرة.
- زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.
- التدخين، تدخين منتجات التبغ.
- متلازمة الانسداد الجريبي، وحب الشباب، والتهاب النسيج الخلوي، والجيوب الأنفية، ومرض التهاب الأمعاء.
- من يصاب بالأمراض الجلدية الأخرى مثل الصدفية وحب الشباب.
- تعرض المريض لبعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية واعتلال المفاصل ومتلازمة تكيس المبايض.
- تناول بعض العلاجات مثل الليثيوم، وسيروليموس، والعلاجات الدوائية الحيوية.
العلاج
يعتبر التهاب الغدد العرقية القيحية مرض مزمن يصعب علاجه. ولكن يضع طبيب الأمراض الجلدية عادةً خطة علاجية للسيطرة على المرض وتخفيف الأعراض من خلال السيطرة على انفجار الحبوب المليئة بالصديد وعلاج الجروح الموجودة وتخفيف الألم مع محاولة السيطرة على الحالة من التدهور أكثر مما هي عليه.
عند وضع خطة العلاج من قبل الطبيب سيحدد أنواع الحبوب والخراجات التي يعاني منها المريض والعدوى المصاب بها. وقد تتضمن خطة العلاج العناية بالبشرة ووصف العلاجات والأدوية للمريض. أو اتباع بعض الإجراءات اللازمة داخل العيادة مع علاج الجروح والعدوى والسيطرة على الألم وقد تشمل خطة العلاج
- العناية بالبشرة، تؤدي بعض أنواع الصابون ومنتجات العناية بالبشرة إلى تهيج الجلد بسبب التهاب الغدد العرقية القيحية وللعمل على تخفيف هذا التهيج يضع الطبيب خطة للعناية بالبشرة تتضمن على سبيل المثال استخدام غسول مع البنزويل بيروكسايد واستخدام مزيلات عرق لطيفة لا تحتوي على مواد مهيجة للجلد.
- العلاج بالأدوية، قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية مثل الكليندامايسين والتتراسيكلين، والدوكسيسيكلين، والمينوسكلين وذلك لتخفيف الكتل المليئة بالصديد وعلاج العدوى البكتيرية.
- استخدام المقشرات، مثل ريسورسينول وهو عبارة عن مقشر يعمل على فتح بصيلات الشعر المسدودة ويخفف من الالتهاب.
- استخدام الريتينويدات، في حالة الأعراض الشديدة قد يصف الطبيب علاجات أكثر قوة مثل المضاد الحيوي Acitretin وهو عبارة عن علاج يتم تناوله عن طريق الفم.
- استخدام الأدوية الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل، حيث يساعد العلاج الهرموني بعض حالات النساء المصابات بالتهاب الغدد العرقية المقيّح، وقد يساعد العلاج المضاد للأندروجين في تخفيف تأثيرات الهرمونات مثل التستوستيرون.
- استخدام الأدوية البيولوجية، حيث وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2015 على نوع واحد فقط من علاجات التهابات الغدد العرقية وهو Adalimumab، حيث لوحظ من خلال الدراسات انخفاض في الخراجات للمرضى الذين تلقوه كعلاج، ويستخدم الدواء للمرضى من عمر 12 عاماً فأكثر ولا يفضل استخدامه لكل المرضى لقوته.
- مسكنات الألم، تساعد مسكنات الألم في تخفيف الألم وتستخدم كمخدر موضعي مثل الأسيتامينوفين (تايلينول) واليدوكائين (ZTlido).
الإجراءات المتخذة في العيادات
قد تشمل خطة العلاج المتبعة في العيادة على الجمع بين الأدوية وبعض الإجراءات الأخرى للحصول على أفضل النتائج وتشمل:
- حقن الكورتيكوستيرويد، يستخدم هذا العلاج لتخفيف الالتهاب ولعلاج الحبوب الحديثة المؤلمة.
- ليزر إزالة الشعر، يساعد تخفيف كميات الشعر بالليزر على تقليل عدد الكتل الموجودة لدى المريض بعد عدة جلسات حيث يتم إجراء جلسة كل 6-4 أسابيع.
- حقن البوتكس (توكسين البوتولينوم)، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على البوتكس لعلاج فرط التعرق مما يؤدي إلى تخفيف الإصابة بالعدوى.
- تفريغ الخراج، يعمل الطبيب على شق الخراجات والتخلص من الصديد المسبب للألم ولكن للأسف معظم الخراجات تعود مرة أخرى. كما يقوم طبيب الأمراض الجلدية بإزالة الجلد السطحي المغطي للخراج ثم يُترك الجرح الناتج عن إزالة هذا الجلد مفتوحًا بحيث يمكن أن يتعافى من تلقاء نفسه، إن ترك الجرح مفتوح للتقليل من احتمالية عودة الخراج.
- الجراحة بالليزر، قبل اجراء جراحة الليزر يحاول الطبيب السيطرة على التهاب الغدد العرقية القيحي ببعض الأدوية للحصول على نتائج فعالة، ومن ثم يقوم الطبيب بإجراء جراحة الليزر للتخلص بشكل نهائي من الالتهاب وقد تستغرق مدة التعافي 6 أشهر.
- الطب البديل، يمكن للطب البديل (CAM) أن يساعد في بعض الأحيان من خلال استخدام الوخز بالإبر الطبية.
الحميات الغذائية لتخفيف الأعراض
ما يأكله المريض قد يكون له تأثير على التهاب الغدد العرقية القيحية. حيث تؤدي بعض الأطعمة إلى حدوث نوبات تهيج بينما قد تساعد أغذية أخرى على تخفيف الأعراض.
لا يوجد في الوقت الحالي نظام غذائي محدد ولكن من خلال الدراسات الصغيرة فإن تجنب بعض الأطعمة يريح المرضى مثل
- منتجات الألبان، بما في ذلك حليب البقر والجبن والزبدة والآيس كريم لأن تناولها قد يرفع مستويات بعض الهرمونات.
- الأطعمة السكرية، مثل الحلوى والصودا والحبوب المعلبة، والتي قد تزيد من نسبة الجلوكوز في الدم مما يسبب الالتهاب.
- خميرة البيرة، الموجودة في بعض المنتجات مثل صلصة الصويا لأنها قد تسبب رد فعل من جهاز المناعة لدى الأشخاص المعرضين للتحسس من القمح.
وقد تساعد بعض الأطعمة في تخفيف أعراض التهاب الغدد العرقية القيحية مثل:
- الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والشوفان والتي قد تساعد في موازنة مستويات الهرمون والسكر في الدم.
- الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل السلمون والسردين والجوز لأنها قد تساعد في تقليل الالتهاب.