التغيرات الجلدية أثناء الحمل لها عدة أسباب وينتج بعضها عن تغيرات في مستويات الهرمونات الحاصلة أثناء الحمل. ولا يعرف حتى الآن السبب الدقيق في ظهور بعض التغيرات في العديد من الحالات. لا تعاني جميع النساء من نفس التغيرات الجلدية أثناء الحمل. وقد تظهر التغيرات الجلدية لدى الحامل في وقت مبكر من الأشهر الثلاثة الأولى وقد تظهر في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
من غير الضروري ظهور آثار جلدية على الأم الحامل فقد تتألق بشرة الوجه أثناء الحمل بصحة وجمال. حيث تحسن التغيرات الهرمونية لديها وظيفة الخلايا ويكون لها تأثير متجدد على الجسم.
التغيرات الجلدية الطارئة أثناء الحمل
توسع الأوردة
تظهر على شكل ازرقاق على الجلد ناتج عن تضخم الأوردة بما يسمى الدوالي. قد يسبب وزن الرحم وضغطه انخفاضاً في تدفق الدم من الجزء السفلي في الجسم. مما يسبب تورم الأوردة في الساقين وقد تظهر الدوالي أيضاً على الفرج والمهبل والمستقيم. تكون المرأة الحامل أكثر عرضة للدوالي في حال كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بها. وقد ينتج عنها بعض الألم وعدم الراحة ولكن يمكن اتخاذ بعض التدابير لتخفيف الأعراض الناتجة عنها مثل:
- تجنب زيادة الوزن المفرطة.
- الوقاية من الإمساك من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
- تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة من الزمن.
- عدم الجلوس لفترات طويلة والقدمين متقاطعتين.
- رفع القدمين بمستوى أعلى من الرأس لنصف ساعة يومياً.
- تناول فيتامين C بكميات كافية.
- رفع القدمين أثناء الجلوس على أريكة أو كرسي آخر.
- متابعة المشي للحفاظ على الدورة الدموية ووصولها للقلب.
- ارتداء جوارب داعمة للقدمين.
ظهور الأوردة العنكبوتية
تظهر عروق حمراء صغيرة تعرف بالأوردة العنكبوتية على الوجه والرقبة والذراعين. وذلك نتيجةً للتغيرات الهرمونية وارتفاع كميات الدم في جسم المرأة الحامل. وتعتبر الأوردة العنكبوتية أكثر ظهوراً خلال النصف الأول من الحمل وتختفي بعد الولادة.
الكلف وتصبغات الحمل
يصيب حوالي 70% من النساء الحوامل ويعرف أيضاً بقناع الحمل يتسبب في ظهور بقع داكنة على الوجه (حول الجبهة والخدين) وقد يظهر في الرقبة. ينتج عن زيادة التصبغ والحساسية لأشعة الشمس. وذلك بسبب تغير الهرمونات في جسم المرأة الحامل حيث تعاني نصف النساء الحوامل من مشكلة الكلف. عادةً ما يبدأ بالتلاشي بعد الولادة ويمكن استخدام واقي الشمس والقبعات للحماية من أشعة الشمس والكلف.
تظهر تغيرات جلدية على شكل فرط تصبغ في الحلمات والأعضاء التناسلية والخط الأبيض للبطن. يصيب حوالي 90% من النساء الحوامل خاصة صاحبات البشرة الداكنة. وعادةً ما يختفي هذا النوع من التصبغ بعد الولادة أو يخف بشكل كبير. ومن العوامل المؤثرة على زيادة التصبغات أثناء الحمل:
- نقص حمض الفوليك.
- نقص الفيتامينات مثل ب و ج.
- نقص النحاس والزنك والحديد.
- التعرض لأشعة الشمس دون حماية.
ظهور شعر زائد على الوجه والجسم
تلاحظ العديد من النساء في نهاية الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل زيادة في كمية شعر الجسم بشكل ملحوظ. وذلك نتيجةً لزيادة مستوى الأندروجينات (الهرمونات الجنسية). يمكن إزالة الشعر بالعديد من الطرق مثل الشمع وغيره دون استخدام المواد الكيميائية لإزالته. مع العلم أنه يختفي من تلقاء نفسه بعد حوالي ستة أشهر من الولادة.
حب الشباب والطفح الجلدي
قد يظهر طفح جلدي صغير واضح المعالم على الجلد يكون مصحوباً بالحكة. ونتيجةً للتغيرات الهرمونية المرتبطة بزيادة مستوى هرمون البروجسترون يتم تنشيط عمل الغدد الدهنية، مما ينتج عنه ظهور حب الشباب على وجه أو جسم المرأة الحامل. ومن عوامل ظهور حب الشباب والطفح الجلدي:
- اتباع نظام غذائي غير متوازن.
- العوامل الوراثية.
- نقص الهواء النقي.
يمكن علاج حب الشباب أثناء الحمل باتباع بعض الخطوات مثل غسل الوجه مرتين يومياً بمنظف وماء فاتر. استخدام الشامب33و يومياً في حال الشعر الدهني بالإضافة لإبعاد الشعر عن الوجه وتجنب عصر قروح حب الشباب لتجنب الندبات واختيار مستحضرات تجميل خالية من الزيوت.
علامات التمدد
يرتفع هرمون البروجسترون أثناء الحمل ويساعد على منع الرحم من الإنقباض. مما يساعد على حماية الجسم من اجهاض الجنين ويصبح النسيج الضام في أدمة الجلد أكثر ضعفاً ومن الصعب على الجلد تحمل النمو السريع للجنين مما يعمل على تمزق ألياف الكولاجين والإيلاستين. ونتيجةً لذلك تظهر علامات التمدد على الجلد حيث تظهر على البطن وقد تظهر على الأرداف والثديين والفخذين. تصيب ما يصل إلى 90% من النساء وهي عبارة عن خطوط وردية أو أرجوانية.
حكة في الجسم دون طفح جلدي (الركود الصفراوي)
يعاني عدد قليل من النساء من حكة شديدة ناتجة عن حالة الكبد (الركود الصفراوي). حيث تسبب هذه الحالة تراكم الأحماض الصفراوية في الجسم مما يؤدي لحكة في الجسم قد تظهر في أي وقت من الحمل وخاصة في الثلث الثالث من الحمل.
هذه الحالة لا يصاحبها طفح جلدي وتظهر الحكة على راحة اليدين وأخمص القدمين وتزداد ليلاً وتختفي بعد وقت قصير من الولادة. من أعراضها بول داكن وبراز شاحب واليرقان واصفرار البشرة والشعور بالتعب بشكل عام أو فقدان الشهية.
طفح جلدي مثير للحكة (الحمل الفقاعي)
هي حالة نادرة الحدوث تصيب النساء الحوامل بسبب استجابة مناعية من الجسم ناتجة عن آثار وجود المشيمة. تصاب بها النساء الحوامل عادةً في الثلث الثالث من الحمل. وقد تظهر بعد الولادة مباشرة تدعى باسم الحمل الفقاعي. وتظهر على شكل بثور على البطن وفي الحالات الأكثر شدة يمكن أن تغطي مساحة واسعة من الجسم. قد تسبب هذه الحالة خطر بنسبة طفيفة مثل الولادة المبكرة وولادة الطفل أصغر من حجمه وقد يصاب الطفل ببثور تختفي بعد عدة أسابيع.
في حال الإصابة بالحمل الفقاعي يجب مراجعة الطبيب ومراقبة الوضع عن كثب خاصة خلال الجزء الأخير من الحمل. يصف الطبيب أدوية للسيطرة على انتشار البثور وتخفيف الحكة.
الورم الحبيبي القيحي
هو نمو جلدي حميد غير سرطاني تصاب به واحدة من كل 20 امرأة يظهر في الفم والرأس أو الرقبة أو الجزء العلوي من الجذع أو اليدين والقدمين. يظهر الورم الحبيبي القيحي على شكل بقع صغيرة حمراء أو بنية أو زرقاء أو سوداء بحجم رأس الدبوس. وتنمو بسرعة خلال أيام أو عدة أسابيع قد يصل قطرها من 2 – 5 سم. ويختفي الورم الحبيبي القيحي بعد الولادة.
طرق العناية بالبشرة أثناء الحمل
- استخدام مستحضرات التجميل المناسبة أثناء فترة الحمل حيث يوصى باستخدام منظفات بشرة خفيفة. واستخدام العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب في حال ظهور طفح جلدي. ويمكن للمرأة الحامل استخدام مستحضرات التجميل المصممة خصيصاً للنساء الحوامل.
- حماية البشرة من الشمس في أي فصل من فصول السنة فمن المهم استخدام واقي الشمس بعامل حماية قبل الخروج لتجنب زيادة التصبغ الناتج عن التغييرات الهرمونية.
- اختيار منتجات لطيفة على البشرة مما يعني تجنب التقشير العميق والميكانيكي لعدم مناسبته للنساء الحوامل نتيجةً لحساسية الجلد خلال فترة الحمل.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف والفيتامينات والأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
- اتباع نمط حياة صحي مثل المشي بانتظام في الهواء الطلق والنوم الجيد واتباع نشاط بدني معتدل.