تسمير البشرة هو العملية التي تضفي اللون البرونزي على البشرة أو زيادة اسمرار البشرة، وغالباُ ما تكون بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو من خلال مصادر أخرى صناعية مثل جهاز تسمير البشرة واستخدام المنتجات الكيميائية وكريمات التسمير الذاتي. يتأثر بعض الأشخاص بدرجات السمرة أكثر من غيرهم نتيجة لاختلاف أنواع الجلد وألوانه لأسباب جينية.
أنواع وطرق تسمير البشرة
تسمير الجلد عن طريق أشعة الشمس
تحتوي أشعة الشمس على نوعين من الأشعة الفوق بنفسجية UVA و UVB، حيث تؤثر أشعة UVB على الطبقات العليا من الجلد (البشرة) مسببة حروق الشمس. وتخترق أشعة UVA الطبقات السفلية من البشرة وتعمل على خلال تحفيز الخلايا الصبغية لإنتاج الميلانين المسبب للإسمرار البشرة، وتعتبر صبغة الميلانين وسيلة الجسم لحماية الجلد من الإحتراق بأشعة الشمس. ويعد الأشخاص ذو البشرة الداكنة أكثر عرضة للإسمرار من الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة لأن الخلايا الصبغية لديهم تنتج كميات أكبر من الميلانين.
تسمير الجلد عن طريق أسرة التسمير
أسرّة التسمير عبارة عن أجهزة مزودة بمصابيح تنبعث منها الأشعة فوق البنفسجية، حيث ينبعث من سرير التسمير النموذجي في الغالب أشعة UVA بنسبة 95% و UVB بنسبة 5% ليعمل عمل أشعة الشمس الطبيعية. وتساعد أسرة التسمير على تسمير البشرة بشكل أسرع من أشعة الشمس بنتيجة مماثلة تماماً، ووفقًا لمؤسسة سرطان الجلد فإن كمية أشعة UVA المستخدمة في أسرة التسمير يمكن أن تصل إلى 12 مرة أكثر من كمية الأشعة التي يتلقاها الشخص من خلال التعرض للشمس في الهواء الطلق.
ونظرًا للكمية الكبيرة من أشعة UVA المنبعثة من أسرّة التسمير في جلسة واحدة فإن سرير التسمير يعد أكثر خطورة بكثير من التعرض لضوء الشمس الطبيعي في الهواء الطلق. ولقد أوضحت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية أن التسمير في الأماكن المغلقة يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الجلد وتزيد جلسة تسمير داخلية واحدة فقط من خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 29% وسرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 67% وسرطان الجلد بنسبة 20%.
أهم أضرار تسمير الجلد ( التان )
تلف خلايا البشرة
تعد حروق الشمس أكثر علامات التعرض للأشعة فوق البنفسجية وضوحاً كما وتعتبر نوع من أنواع تلف الجلد، حيث تصبح الحروق حمراء اللون وتتقشر بعد عدة أيام. عند وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد تسبب تلف خلايا البشرة واستجابةً لذلك يزيد جهاز المناعة من تدفق الدم إلى المناطق المصابة مما يعطي حروق الشمس اللون الأحمر، كما وتقوم خلايا الجلد التالفة بإنتاج مواداً كيميائية ترسل رسائل عبر الجسم للدماغ ليترجمها على أنها احساس مؤلم بالحرق مما يؤدي إلى مهاجمة خلايا الدم البيضاء لخلايا الجلد التالفة للتخلص منها عن طريق تقشير الجلد.
إن تعرض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين في محاولة لحماية الجلد من أضرار الشمس مما يؤدي إلى تسمير لون البشرة خلال 48 ساعة. وتوفر صبغة الميلانين عامل حماية من الشمس من 2-4% وهذا أقل بكثير من الحد الأدنى الموصى به من عامل الحماية من الشمس 15%، كما وتشير الدلائل على أن التسمير يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان.
لعلاج حروق الشمس، توصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) بمعالجة حروق الشمس الخفيفة بالحمامات الباردة وكريمات الهيدروكورتيزون المتاحة دون وصفة طبية بالإضافة لاستخدام الإسبرين لتخفيف الألم والتورم. أما عن حروق الشمس الشديدة فيجب التعامل معها على أنها حالة طبية طارئة بالتوجه للطبيب لفحصها حيث تظهر بمساحات كبيرة من الجلد الأحمر المتقرح مع الشعور بالصداع أو حمى أو قشعريرة.
الشيخوخة المبكرة
يشار أحياناً للشيخوخة المبكرة بإسم الشيخوخة الضوئية حيث يؤدي تعرض الجلد لأشعة الشمس إلى تجعد البشرة وظهور البقع الداكنة، وذلك لأن التعرض لأشعة الشمس دون حماية يسبب كسر ألياف الكولاجين والإيلاستين في البشرة الشابة الصحية مما يسبب التجاعيد والبقع الداكنة. وقد يسبب التعرض المستمر لأشعة الشمس تصبغات دائماً في الجلد بالإضافة لملمس جلدي خشن، وتعد الشيخوخة المبكرة من أحد الآثار الجانبية طويلة المدى للتعرض لأشعة الشمس أي أنها تظهر على البشرة بعد عدة سنوات من الإصابة بحروق الشمس ولذلك من المهم حماية البشرة من التعرض لأشعة الشمس للحفاظ على بشرة صحية.
سرطان الجلد
هناك نوعان رئيسيان من سرطان الجلد:
سرطان خلايا الميلانين
وهو النوع الأقل شيوعاً والأكثر خطورة من سرطان الجلد النوع الثاني، حيث يبدأ في خلايا البشرة التي تنتج الميلانين ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية (ACS) فإن الورم الميلانيني قابل للشفاء دائمًا إن تم اكتشافه في مراحله الأولى.
سرطان الخلايا غير الميلانينية
والتي تحدث في الخلايا القاعدية أو الحرشفية الموجودة في قاعدة البشرة داخل الجسم، وغالباً ما تظهر في المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه والأذنين والرقبة والشفتين وظهر اليدين.
يمكن أن يكون هناك استعداد وراثي من قبل المريض للإصابة بالسرطان لأنه ينتقل عبر أجيال الأسرة من خلال الجينات وبالرغم من ذلك هناك أدلة قوية على أن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية يمكن أن يسبب سرطان الجلد وذلك بطريقتين إما عن طريق إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد مما يتسبب في نمو الجلد بشكل غير طبيعي وتطور نمو حميد أو خبيث، أو عن طريق إضعاف جهاز المناعة وإضعاف دفاع الجسم الطبيعي ضد خلايا السرطان العدوانية.
التقران السعفي
يعتبر التقران السعفي مصدر قلق لأنة قد يتطور إلى سرطان حيث يعتبر التقران السعفي المرحلة الأولى من مراحل سرطان الجلد وينتج عن التعرض الطويل الأمد لأشعة الشمس وهي أكثر حالات الجلد السرطانية شيوعاً وتظهر على شكل نتوءات مرتفعة أوخشنة أو متقشرة. ويتم علاج معظم حالات التقران السعفي بسهولة في عيادات أطباء الأمراض الجلدية عن طريق إزالتها بالنيتروجين السائل أو التقشير الكيميائي.
تلف العين
يعد التهاب القرنية الضوئي بمثابة حروق الشمس في القرنية وينتج عن التعرض الشديد لأشعة الشمس فوق البنفسجية UVC / UVB، ويُطلق على التهاب القرنية الضوئي أيضًا “العمى الثلجي” لأن العديد من الأشخاص يصابون بهذه الحالة على ارتفاعات عالية في بيئة ثلجية حيث تكون انعكاسات الأشعة فوق البنفسجية عالية.
كما ويمكن أن تنتج هذه الحالة المرضية أيضًا من خلال التعرض لمصادر اصطناعية مكثفة للأشعة فوق البنفسجية UVC / UVB مثل بعض أنواع أجهزة التسمير، وتظهر أعراض الحالة المرضية على شكل شعور بالألم وتورم في الجفون مع الإحساس بوجود رمال في العين بالإضافة لرؤية ضعيفة أو ضبابية.
ولعلاج التهاب القرنية الضوئي قد يصف الطبيب محلولاً موضعياً يساعد القرنية في الشفاء، عادةً ما تلتئم القرنية خلال 24-48 ساعة لذلك لا تدوم الأعراض لفترة طويلة.
وتعد حالة إعتام عدسة العين أحد أشكال تلف العين والذي أظهرت الأبحاث أنه يزداد مع التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية مما يؤثر على الرؤية، كما وتشمل الأنواع الأخرى من تلف العين السرطان حول العين والتنكس البقعي ونمو الأنسجة غير المنتظم بالإضافة إلى ظهور تصبغات الجفون.
ضعف جهاز المناعة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن جميع الأشخاص بغض النظر عن لون البشرة معرضون لتأثيرات ضعف المناعة، حيث قد يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى تثبيط الأداء السليم لجهاز المناعة في الجسم والدفاعات الطبيعية للبشرة مما يزيد من الحساسية لأشعة الشمس ويقلل من آثار التحصينات أو يسبب ردود فعل تجاه بعض الأدوية.
على سبيل المثال لدى الأشخاص المتعافين من عدوى فيروس الهربس البسيط فإن التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة بحيث لا يمكن السيطرة على الفيروس مما يؤدي إلى إعادة تنشيط المرض.
التصبغات وتضخم مسام الجلد
يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تضخم المسام خاصةً مسامات الوجه والأنف والوجنتين والجبهة مما يؤدي إلى مشكلة تجميلية ملحوظة وقد يؤدي أيضاً لظهور حب الشباب وزيادة إفراز المادة الدهنية في البشرة. بالاضافة إلى التصبغات كالكلف و النمش والبقع واسمرار الجلد حول الفم.
تفاقم مرض الوردية الجلدي
تشير الأبحاث إلى أن التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية الجلدية المسماه بالوردية لأن الجلد أكثر عرضة للبكتيريا وعث الجلد (الموجود بشكل طبيعي في البشرة) إلا أنه موجود بكثافة عالية لدى الأشخاص المصابون بالوردية لذلك يجب الحرص على عدم التعرض لأشعة الشمس، ولقد حذرت الجمعية الأمريكية لللأمراض الجلدية من أن “التعرض لأشعة الشمس لدقائق قليلة للبشرة المصابة بمرض الوردية يمكن أن يؤدي إلى احمرار لا يمكن السيطرة عليه” .
زيادة ظهور تشققات الجلد
تعرف تشققات الجلد بأنها ناتجة عن تمدد الجلد خلال فترة قصير بسبب تمزق ألياف الكولاجين والإيلاستين في طبقة الأدمة، وتعرف الأسباب الشائعة لتشققات الجلد من طفرات النمو في سن البلوغ، والحمل، وزيادة الوزن السريعة أو الشديدة أو فقدان الوزن السريع، ولا تتأثر تشققات الجلد بالتعرض لأشعة الشمس مما يعني أنها لا تسمر، بينما تؤثر أشعة الشمس على الجلد حول التشقات مما يجعلها أكثر وضوحاً، وعلى عكس التسمير الطبيعي فإن منتجات التسميرمثل غسول التسمير الذاتي يمكنها اخفاء التشققات نظراً لارتباط العنصر النشط فيها بالخلايا الميتة على سطح الجلد.
طرق منع الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية
يمكن الحد من التأثيرات القاسية للأشعة فوق البنفسجية على البشرة بعدة طرق
- الإجراء الوقائي الأساسي هو تقليل وقت التعرض للشمس.
- اختيار الوقت المناسب للتعرض لأشعة الشمس بعيداً عن أشعة الظهيرة الحارقة.
- وضع الكريم الواقي من الشمس قبل الخروج وتجديد وضعه كل 2-3 ساعات بمجرد زوال تأثيره.
- ارتداء ملابس واقية كما و يمكن أن تساعد النظارات الشمسية أو القبعات الواقية أيضًا على حماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية الشديدة.
- في حالة المعاناة من أعراض شديدة تتعلق بالجلد أثناء التسمير التوجه مباشرة لطبيب الجلدية لتفادي مزيداً من المضاعفات.
طريقة تسمير أكثر أماناً
الطريقة الأكثر أمانًا لتسمير البشرة هي استخدام منتج تسمير بعيداً عن الشمس مثل غسول أو كريم أو رذاذ للتسمير الذاتي، حيث يمكن للتسمير الذاتي أن يمنح البشرة مظهرًا مماثلاً لتأثير أشعة الشمس دون تعريضها لأشعة فوق بنفسجية خطيرة.
ولقد تمت الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء على استخدام منتجات التسمير والمحتوي معظمها على مادة ديهيدروكسي أسيتون الكيميائية الملونة (DHA) حيث يتفاعل DHA مع الخلايا الميتة في الطبقة السطحية للبشرة مما يؤدي إلى إسمرارها بشكل يشبه سمرة الشمس دون أن يتفاعل مع أي خلايا حية في في البشرة وبلا آثار ضارة مثل أشعة الشمس أو أسرة التسمير. وعادةً ما يتلاشى مظهر اسمرار البشرة ببطء بعد التخلص من خلايا الجلد الميتة خلال عدة أيام.