الحزام الناري هو عدوى فيروسية شديدة تصيب الجلد. تظهر على شكل حويصلات متصلة بالعصب الحسي مما يؤدي للشعور بألم شديد مع حرقان يأخذ شكل حزام باللون الأحمر شبيه بالنار ومن هنا سمي المرض (الحزام الناري) تبعاً لشدة الألم والحرقان والشكل. ويعرف مرض الحزام الناري بعدة أسماء أخرى مثل الهربس النطاقي والقوباء المنطقية.
الحزام الناري عبارة عن طفح جلدي يسببه نفس الفيروس المسبب لعدوى جدري الماء (النطاقي الحماقي- Varicella-Zoster Virus). يعتبر الأشخاص ممن سبق لهم الإصابة بجدري الماء هم الأكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري، ويكمن السبب في بقاء الفيروس كامناً في العقد العصبية لعدة أشهر أو لسنوات وينشط في حال ضعف المناعة. الحزام الناري مرض معدي ينتقل من الشخص المصاب عن طريق الأنف والفم وملامسة الجلد المصاب.
أعراض مرض الحزام الناري
عادةً ما يصيب الفايروس عصباً واحداً على جهة واحدة من الجسم. وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً في الحزام الناري الألم والإحساس بالحرقان و الوخز مع ألم عند لمس الجلد وطفح جلدي شديد.
يصيب المرض عادةً الأعصاب المغذية لجلد الصدر أو البطن وأعصاب الجزء العلوي من الوجه وتحديداً في منطقة الجلد حول العين. عادةً ما يأخذ مرض الحزام الناري المسار التالي في ظهور الأعراض.
بدايةً يصاب جانب واحد من الجسم بألم حاد وارتفاع الحرارة مع شعور بالوخز والخدر والصداع والضعف العام بالإضافة إلى الحكة. ثم يظهر الطفح الجلدي بعد 1-5 أيام من ظهور الألم وتتطور البقع الحمراء إلى بثور مليئة بسائل مثير للحكة على شكل جدري الماء. وقد يؤثر الطفح الجلدي في بعض الحالات على الوجه والعينين والفم والأذنين. وفي حالات أخرى قد تندمج البثور لتشكل بقعة حمراء صلبة تشبه الحروق الشديدة. في حالات ضعف المناعة الشديدة أي في حالات نادرة ينتشر الطفح الجلدي ويغطي مناطق عديدة مثل جدري الماء.
في الحالات التي يؤثر فيها الحزام الناري على العين يسمى العصب البصري. حيث يؤثر الفيروس على عصب العين ويسبب التهابات مؤلمة في العين. استمرار الألم في عصب العين قد يؤدي لتورم القرنية والشبكية أو ارتفاع ضغط العين واصابتها بالجلوكوما وفقدان البصر المؤقت أو الدائم.
تستمر البثور عادةً لمدة أسبوع وقد تسبب التهاب وتورم الأنسجة تحت وحول الطفح الجلدي. ثم تبدأ البثور بالجفاف تدريجياً مشكلة قشوراً بعد 10-7 أيام من ظهورها. وبعد اختفاء البثور وتعافي الجلد قد تظهر بعض الندوب الخفيفة مكانها. وعادةً ما يتم علاجها باستخدام ليزر علاج الندب كتقنية الإيفكس ليزر وتقنية الفراكسل دول وغيرها من الحلول الأخرى.
يصاحب الحزام الناري بعض المضاعفات الأخرى مثل آلام العضلات وضعفها. وفي حالة تأثيره على الوجه قد يسبب شلل الوجه أو صعوبة تحريك العضلات ومشاكل التذوق وفقدان السمع وفقدان القدرة على تحريك العين مع تدلي جفن العين. وقد يصاب المريض بالتهابات بكتيرية، والتهابات الرئة والتهابات الدماغ والحبل الشوكي والتي تعد من المضاعفات الخطيرة النادرة المهددة للحياة.
طرق العلاج
في العديد من الحالات يتم التعافي بشكل تلقائي بدون علاج. كما أن الهدف من علاج عدوى الحزام الناري يكمن في تخفيف الأعراض كالحد من تكوين بثرات جديدة وتخفيف الألم و تجنب انتشار الفيروس الخارج من البثور.
ومن العلاجات الشائعة ما يلي:
- العلاج بالأدوية، من الأدوية الفعالة في علاج الحزام الناري الأسكيلوفير وامسكيلوفير.
- علاج الحزام الناري بالحقن، يعتبر علاج الحزام الناري بالحقن أفضل العلاجات، لقاح آمن بشكل عام ينصح به العديد من العلماء والخبراء، تمت الموافقة على لقاح عدوى الحزام الناري عام 2006 م للكبار وخاصة كبار السن.
- العلاج بمضادات الفيروسات، تساعد مضادات الفيروسات على تخفيف الألم ومدة المرض والوقاية من المضاعفات الممكنة مثل Zovirax Valtreks والفامسيكلوفير Valacyclovir والفالاسيكلوفير Famciclovir، تعطى للمريض خلال 24 ساعة من المرض، كما يوصى باستخدا الكورتيزون مع مضادات الفايروسات للتخفيف من آلام الأعصاب التي تستمر لمدة حتى بعد التخلص من الطفح الجلدي للحزام الناري.
- الأدوية المضادة للالتهابات مثل الايبوبروفين Ibuprofen والنابروكسين Naproxen والتي تساعد على تخفيف الورم والألم.
- مسكنات الألم، تستخدم المسكنات لتخفيف الألم مثل الباراسيتامول والمسكنات الأقوى مثل الاوكسيكودونOxycodone والمنشطات والأدوية المضادة للصرع لعلاج نوبات التشنج مثل الكاربمزابين و والبريجابالين وأدوية الاكتئاب للسيطرة على الألم الحاد بالإضافة للمسكنات الموضعية المحتوية على الليدوكايين أو الكابسيسين.
- الأدوية المضادة للهستامين، والتي تستخدم لعلاج الحكة مثل الدايفنهيدرامين Diphenhydramine.
- العناية الشخصية من قبل المريض، يجب على المريض تجنب مهيجات الجلد مثل الملابس الصوفية وغيرها بالإضافة للحفاظ على المنطقة المصابة لتجنب الالتهابات البكتيرية، ويفضل ترطيب البثور بالمرطبات التي لا تحوي مواد مهيجة للطفح الجلدي، مع الحفاظ على النظافة اليومية والاستحمام بالماء البارد لتهدئة الحكة بالإضافة لامكانية استخدام دقيق الشوفان خلال الاستحمام ونقع الجسم مدة 15-20 دقيقة فيه دون استخدام الماء الساخن المهيج للطفح الجلدي.
- العلاج بزيت النعناع، استعرض الباحثون في العديد من التقارير عدداً من الحالات التي تحسنت مع استخدام زيت النعناع، وعرضوا قصة نجاح في التخلص من الحزام الناري بزيت النعناع لسيدة في 76 من عمرها حيث كانت تعاني لمدة تزيد عن ثلاث سنوات من تأثير الحزام الناري على الثدي الأيمن والجزء العلوي من الذراع، عانت هذه السيدة كثيراً من استخدام المسكنات والعلاجات بالوخز بالإبر والجلسات الطبية غير المجدية إلى أن تعافت مع استخدام زيت النعناع.
الوقاية من الحزام الناري
لحسن الحظ طور العلماء لقاحاً للفيروس المسبب لمرض الحزام الناري لكبار السن خاصة. ولا توجد حماية مضمونة ضد الحزام الناري ولكن اللقاحات تقدم أفضل الفرص للوقاية. حيث يقي لقاح الحزام الناري شينغريكس Shingrix الحالي من الحزام الناري بنسبة 90% – 97% من الأشخاص حسب العمر كما ويمنع الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس في حوالي90% من الأشخاص. يوصي الخبراء بأخذ اللقاح الجديد حتى وإن كان الشخص قد تلقى اللقاح الأسبق للحزام الناري Zostavax. ويتم تلقيح الأشخاص الأصغر سناً في حال مشاكل الجهاز المناعي أيضاً.
طرق الوقاية
- الإهتمام بأخذ لقاح جدري الماء للأطفال وذلك لأن المسبب الرئيسي لجدري الماء والحزام الناري نفس الفيروس.
- أخذ اللقاح من قبل الأشخاص فوق سن 50 عاماً بالرغم من أنه لا يمنع الإصابة بالحزام الناري إلا أنه يقلل من خطر الإصابة بالحزام الناري بشكل كبير.
- عدم لمس الأدوات الشخصية لمريض مصاب بالحزام الناري إلا بعد غسلها بالماء المغلي.
- اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة.
- الحفاظ على التمارين الرياضية والوزن الصحي.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تجنب التدخين.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري
يتعافى معظم المصابين بالحزام الناري خلال عدة أسابيع حيث يزول الطفح الجلدي ويخف الألم. بينما يستمر بعض المرضى بمعاناة الألم حتى بعد التخلص من البثور وهو ما يدعى بالألم العصبي التالي للحزام الناري. ويستمر عادةً لـ 30 يوماً أو أكثر مما يجعل المريض أكثر عرضة لخطر الإصابة المتكررة بالحزام الناري.
حوالي 12% من الأشخاص من عمر 50 عاماً فأكثر يستمر لديهم الإصابة بالألم العصبي التالي للحزام الناري لمدة 3 أشهر وخاصةً الأشخاص الأكبر سناً. بالإضافة لمن عانى من طفح جلدي شديد، ومن أصيب بالحزام الناري حول العين وفي حالة الضعف الشديد لجهاز المناعة. ويتكرر أيضاً في حالات أخرى مثل الوراثة وخاصة في الإناث وأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وحالات استخدام الأدوية المثبطة للمناعة وأمراض اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية وارتفاع نسبة الدهون وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
اصابة الأعضاء الداخلية بالحزام الناري
في بعض الحالات لا يظهر مرض الحزام الناري على شكل طفح جلدي. فيصيب الأعضاء الداخلية للجسم ويدعى الحزام الناري الداخلي. ويسبب مشاكل في الجهاز الهضمي ويؤثر على شرايين الدماغ مما يؤدي إلى خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وضعف الذاكرة وانخفاض الإدراك.
يعد تشخيص الحزام الناري الداخلي أصعب من الحزام الناري الخارجي والذي يتم تشخيصه من خلال الأعراض الظاهرة على المريض. وقد يختلط تشخيص الحزام الناري الداخلي مع عدد من الأمراض لذلك يحتاج الطبيب لإجراء بعض التحاليل الطبية عالية الدقة للكشف عن نوع الفايرس من خلال الحمض النووي مثل تحليل البوليماريز المتسلسل Polymerase Chain Reaction والعديد من التحاليل الأخرى.