علاج الندبات البارزة الكيلويد أو ما يعرف باسم ندبة الجدرة وهي نوع من الندبات الناتجة عن النمو الزائد للأنسجة الندبية خارج حدود الجرح، وتظهر على شكل نتوئات بارزة في الجسم، والتي تؤثر على مظهر الجلد من الناحية الجمالية وتفقد البشرة نضارتها ونعومتها، وفي بعض الحالات قد تؤثر أيضاً على الصحة النفسية من خلال فقدان الثقة بالنفس.
أسباب ظهور ندبة الكيلويد
تظهر ندبة الكيلويد نتيجة لحدوث خلل في عملية التئام الجروح، حيث ينتج الجسم كمية زائدة من بروتين الكولاجين أثناء عملية الالتئام والتي تتسبب بظهور ندبة الكيلويد. قد تنتج ندبة الكيلويد نتيجة الإصابات الجلدية، مثل الحروق الجلدية، أو الجروح بأنواعها الجراحية أو العرضية، أو نتيجة لعملية ثقب الأذن، أو بعد التطعيم الصحي، أو حدث خدوش في البشرة، أو حب الشباب والبثور.
كيف يمكن تمييز ندبة الكيلويد
تكون ندبة الكيلويد واضحة أعلى من المستوى الطبيعي للبشرة وتمتد على مساحة أكبر من مساحة الجرح الذي نشأت عنه، وتتميز بكونها صلبة وناعمة الملمس ولامعة، وتكون بلون البشرة أو باللون الأحمر أو الوردي، وتتكون على شكل عقد جلدية أو على شكل خط طولي، وعالية الحساسية لأشعة الشمس والاحتكاك، وفي بعض الحالات قد تكون مصحوبة بشعور بالحكة أثناء تكونها.
وعادة ما تكون الندبة مستقرة ولا تتغير بشكل كبير بعد عام من ظهورها، ولكن في بعض الأحيان يمكن لندب الكيلويد أن تستمر في النمو على مدى عدة سنوات، فتزداد حجماً وتصبح أكثر وضوحاً مع شعور بالحكة أو الألم.
الأماكن الأكثر عرضة لظهور الندب البارزه
تظهر ندبة الكيلويد في مناطق الجسم التي تكون عرضة لتمدد الجلد وهي:
- منطقة أعلى الصدر.
- الكتفين وأعلى الظهر.
- الخدين.
- شحمة الأذن.
- البطن.
ما قبل البدء بعلاج الندب البارزه
عادة ما يقوم الطبيب بفحص الندبة بشكل جيد، وقد يحتاج إلى القيام بأخذ خزعة من الندبة بغرض فحصها لاستبعاد أورام الجلد، ومن ثم يقوم الطبيب بمناقشة الخطة العلاجية والتي قد تجمع بين أكثر من نوع من تقنيات العلاج المتبعة بغرض الحصول على أفضل النتائج.
وعند اختيار تقنية الليزر ضمن خطة العلاج، قد يقوم الطبيب باختبار أشعة الليزر على الندبة بغرض تحديد المعايير المناسبة لأشعة الليزر المستخدمة في جلسة العلاج، وتأثير الليزر على الندبة.
كيف تتم عملية علاج الندبة البارزه؟
هناك العديد من الطرق العلاجية التي يمكن أن تستخدم لمعالجة ندب الكيلويد، والتي تشمل:
حقن الستيرويد
تستخدم حقن الكورتيكوستيرويد لعلاج ندب الكيلويد وذلك من خلال حقنها في الندبة بشكل مباشر، حيث تعمل الستيرويدات على تكسير الروابط بين ألياف الكولاجين في النسيج الزائد، مما يقلل من كمية النسيج الندبي أسفل الجلد، كما وتساهم حقن الستيرويد في تحفيف التورم أو الاحمرار أو الشعور بالحكة والألم في الندب البارزه.
عدد جلسات حقن الستيرويد
يوصي الأطباء بالقيام بعدد 5 جلسات حقن من الكورتيكوستيرويد للتخفيف من ظهور الندبة وعلاجها. على أن يكون بين كل جلسة حقن والتي تليها 4 إلى 6 أسابيع، وتتميز عملية حقن الستيرويد بأنها سريعة ولا تتجاوز 15 دقيقة للانتهاء من عملية الحقن.
ما بعد جلسة حقن الستيرويد
يوصي الأطباء بالقيام بتدليك لطيف للندبة في الساعات الأولى التي تلي عملية الحقن. فذلك يساعد في تحسين فاعلية الستيرويد وتفتيت النسيج الندبي، فتساهم عملية التدليك في وصول الستيرويد إلى المزيد من الروابط والأنسجة. ومن ثم يقوم الجسم بالتخلص من الأنسجة التالفة بمرور الوقت.
علاج الندب البارزة بالليزر
هناك العديد من تقنيات الليزر التي يمكن استخدامها لعلاج ندبة الكيلويد، والتي تساهم في تخفيفها وتحسين مظهرها، ونذكر منها:
ليزر فراكشينال co2
ويعمل ليزر الفراكشنال على علاج ندبة الكيلويد من خلال تدمير وتبخير الأنسجة الزائدة وتحفيز نمو كولاجين جديد بشكل طبيعي لإعادة المرونة للجلد. مما يساهم في تقليل حجم ندب الكيلويد وتحسين مظهرها.
ليزر بي دي ال PDL
ويستخدم ليزر PDL لعلاج ندبة الكيلويد وذلك من خلال قدرته على تدمير الأوعية الدموية المتواجدة فيها، مما يساهم في تقليل احمرار الندبة وتحسين مظهرها والتخفيف من الشعور بالحكة.
عدد جلسات علاج الليزر التي قد تحتاجها
تختلف عدد جلسات الليزر التي قد نحتاجها في عملية العلاج من شخص لآخر وذلك حسب حجم الندبة ومدى الاستجابة للعلاج ونوع البشرة وعوامل جينية، وبشكل عام قد يحتاج الطبيب من 5 إلى 8 جلسات لعلاج ندبة الكيلويد، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر أكثر من ذلك.
العلاج بالنيتروجين
يمكن استخدام النيتروجين السائل لتجميد الأنسجة الندبية وتدميرها، وتعد عملية العلاج بالنيتروجين مؤلمة بعض الشيء وتطلب العديد من جلسات العلاج، وعادة ما تستخدم مع الندب صغيرة الحجم.
العلاج الإشعاعي السطحي الخارجي لندب الكيلويد
وهو علاج يستخدم طاقة منخفضة من أشعة ضوئية عالية التركيز لتدمير الخلايا المنتجة للكولاجين والحد من نموها من جديد. تعمل الأشعه بدقة عالية فهي لا تخترق الطبقات العميقة من الجلد ولا تؤثر على الأنسجة السليمة، ويعد العلاج الإشعاعي عملية غير مؤلمة لعلاج ندبة الكولويد، ولا تأخذ جلسة العلاج الكثير من الوقت، حيث لا تستغرق جلسة العلاج أكثر من 10 دقائق.
ويمكن استخدام العلاج الإشعاعي السطحي الخارجي لمنع نمو الجدرة مرة أخرى بعد إزالتها جراحياً. حيث ينصح الأطباء بالقيام بجلسة علاجية خلال فترة 48 ساعة بعد العمل الجراحي للحصول على أفضل النتائج.
العلاج الجراحي
قد يكون العلاج الجراحي هو الحل الأمثل للعلاج وذلك في حالات الكيلويدات الكبيرة والصعبة، حيث يقوم الطبيب بإزالة ندبة الكيلويد جراحياَ، وإغلاق الجرح بطريقة مناسبة، ففي بعض الحالات قد يلجئ الطبيب إلى أخذ الجلد من منطقة سليمة من جسد المريض وزراعته في المنطقة المعالجة.
هل يمكن نمو الكيلويد بعد العلاج الجراحي؟
نعم، يمكن لندبة الكيلود أن تعود مجدداً أثناء شفاء الجروح بعد العمل الجراحي. لذلك فهي بحاجة إلى عناية خاصة لتجنب نمو الندب من جديد والتي تتمثل في:
- المحافظة على نظافة المنطقة المعالجة بشكل جيد يمنع عملية التهاب الجروح.
- عدم استخدام مواد تنظيف تحتوي على مواد كيميائية قوية لتنظيف المنطقة المعالجة.
- تضميد المنطقة المعالجة بلاصق أو ضماد طبي لتجنب أشعة الشمس.
- يمكن للطبيب القيام بوصف كريم موضعي يحتوي على الستيرويد للتخفيف من الحكة ومنع ظهور ندبة الكيلويد من جديد.
- استخدام وسائل الوقاية من أشعة الشمس لمدة لا تقل عن 6 أشهر للأشخاص البالغين أو 18 شهراً بالنسبة للأطفال.
- تجنب الوخز بالإبر أو التعرض للخدوش.
- الحصول على علاج مبكر لحب الشباب أو البثور لتجنب الإصابة بندبة الكيلويد.
هل يمكن الإعتماد على العلاج وحده للتخلص من ندبة الكيلويد؟
لا، فلا يمكن الاعتماد على الجراحة وحدها لعلاج الندب البارزه، حيث يمكن للندبة النمو من جديد إذا ما لم يستخدم معها الستيرويد أو الإشعاعي السطحي الخارجي أو غيرها من العلاجات التي تحمي بشرتك من تكون ندبة مرة أخرى.
مضاعفات ندبة الكيلويد
- تؤثر على الشكل الجمالي للمريض.
- الشعور بعدم الراحة.
- تهيج البشرة من الاحتكاك مع الملابس أو غيرها.
- تحد من الحركة في حال ظهورها في أحد المفاصل.
- اعادة ظهورها إذا تم معالجتها ولم تتم العناية بها بشكل سليم.