تعتبر عملية تساقط الشعر أمراً طبيعياً حيث يبلغ معدل التساقط الطبيعي للشعر في جسم الإنسان من 70 إلى 100 شعرة في اليوم ولا تقتصر عملية التساقط على فروة الرأس فقط بل تشمل جميع المناطق التى ينمو بها الشعر في الجسم، ويبلغ معدل نمو الشعر الطبيعي 1.25 سم شهرياً أي ما يعادل 15.25 سم كل عام، وتتأثر معدلات النمو بشكلٍ مباشر بعوامل ومؤثرات طبيعية مثل الجينات البشرية والحالة الصحية والتغيرات المناخية وغيرها الكثير من العوامل التى تؤثر في عملية النمو.
الجينات البشرية و تأثيرها على الشعر
تعد العوامل الوراثية أول المؤثرات الطبيعية على طبيعة نمو الشعر في جسم الإنسان و تكتسب العوامل الوراثية والجينات من جيل إلى آخر، حيث أن الجينات البشرية تحتوى على شيفرات خاصة تحدد طبيعة شكل ولون وكثافة الشعر في جسم الإنسان، ويعتبر جين TCHH هو المسؤول عن تكوين بروتينات جذع الشعر ومعدل إنقسام البروتينات مثل بروتين الكيراتين، بينما يحدد جين EADR كثافة الشعر.
الحالة الصحية
تعتبر الحالة الصحية من أهم العوامل الطبيعية التى تؤثر في نمو وكثافة الشعر في الجسم، حيث أن التغذية السليمة ومكافحة إنتشار الأمراض في الجسد بشكلٍ عام وفي فروة الرأس تحديداً توفر البيئة المناسبة لنمو الشعر بالشكل الصحيح وتحافظ على الشعر من التساقط والتكسر والجفاف.
ويعتمد النمو الطبيعي للشعر على الحفاظ على توازن الجسم بشكل كامل ويتطلب ذلك تناول الكميات الغذائية الكافية من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية وذلك لأن بصيلات الشعر من أكثر الأنسجة تأثراً في العمليات الأيضية، فعند نقص أحد العناصر الغذائية بشكل متكرر يحدث تأثير غير مرغوب فيه على عملية النمو وقد يؤدي إلى حدوث تساقط في الشعر ونذكر بعض أهم العناصر الغذائية لعملية نمو الشعر :
الأوميغا 3
يعد الأوميغا 3 من الأحماض الأمينية الأساسية التى يحصل عليها الجسم بشكل يومي، وتكمن أهمية الأوميغا 3 في قدرته على تزويد بصيلات الشعر بالبروتينات الضرورية في عملية التغذية، كما ويساهم الأوميغا 3 في توفير الحماية لبصيلات الشعر من التعرض للإلتهاب، بالإضافة إلى دوره الفعال في تنظيم عملية تدفق الدم في فروة الرأس مما يؤدي إلى زيادة معدل نمو الشعر بشكل عام، وعادة ما يتواجد الأوميغا 3 بكميات وفيرة في الأسماك، ويوصي الأطباء بالحصول على 1.1 إلى 1.5 غرام بشكل يومي.
الزنك
يعتبر الزنك من أهم العناصر الغذائية لنمو الشعر والمحافظة عليه من الجفاف والتكسر، حيث يشارك الزنك في عملية بناء وتجديد الخلايا والقنوات الزيتية المتواجدة حول بصيلات الشعر، حيث تقوم الغدد الزيتية بإفراز الزيوت المهمة في عملية المحافظة على بصيلات الشعر من الجفاف، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تساقط الشعر قد ينتج عن تعرض بصيلات الشعر للجفاف وذلك بسبب نقص نسب الزنك في الجسم، وينصح الأطباء بالحصول على 40 ملغم من الزنك بشكلٍ يومي.
الحديد
يؤدي نقص عنصر الحديد من الجسم إلى حدوث فقر في الدم، مما يتسبب بحدوث نقص في عملية تغذية بصيلات الشعر بالعناصر الغذائية، بالإضافة إلى تفاقم الحالات المرضية مثل الصلع الوراثي للنساء والرجال والثعلبة وغيرها من الأمراض، حيث لا تستطيع بصيلات الشعر استكمال عملية النمو الطبيعية وتصبح غير قادرة على تجديد الخلايا، حيث أن عنصر الحديد هو المسؤول عن حمل وإيصال عنصر الأوكسجين للخلايا، ويمكن الحصول على عنصر الحديد من المكسرات والفاصوليا البيضاء والمأكولات البحرية ، ويمكن التغلب على مشكلة نقص الحديد إذا ما تم الحصول على 8 ملغم من الحديد للرجال و 18 ملغم للنساء بشكلٍ يومي.
فيتامين سي
يعتبر فيتامين سي من العناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر الطبيعي حيث يشارك فيتامين سي في عملية بناء بروتين الكولاجين الضروري لعملية تثبيت بصيلات الشعر في فروة الرأس، بالإضافة إلى مشاركته في تكوين كيراتين الشعر الذي يعد البروتين الأساسي في خصيلات الشعر، كما ويساهم فيتامين سي في عملية امتصاص الحديد بشكل أساسي، بالإضافة إلى دوره في التقليل من إجهاد الشعر والمحافظة على دورة حياة الشعر الطبيعي، ويمكن الحصول عل فيتامين سي من الحمضيات و السبانخ وينصح بتناول 75 إلى 90 ملغم بشكل يومي.
فيتامين د
تتأثر بصيلات الشعر بشكل مباشر عند التعرض لنقص فيتامين د، حيث يساهم فيتامين د بشكل أساسي في تكوين بصيلات الشعر في فروة الرأس، ويمكن الحصول على فيتامين د من الأسماك والكبد والبيض، وينصح الأطباء بالتعرض إلى أشعة الشمس في الساعات الأولى من الصباح عند الشروق حيث تساهم الأشعة الفوق بنفسجية في عملية تنشيط فيتامين د في الجسم، ولا ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس الضارة وشديدة الحرارة والتى قد تؤدي إلى جفاف الشعر وتعرضه للتكسر والتساقط.
البروتينات
تعد البروتينات من العناصر المهمة في نمو الشعر والمحافظة عليه من التساقط، حيث تشارك البروتينات في تكوين الكيراتين وهو المكون الرئيسي لخصيلات الشعر، بالإضافة إلى مشاركتها في تكوين بروتين الكولاجين والإيلاستين وتكمن أهمية هذه البروتينات في تقوية فروة الرأس وتثبيت بصيلات الشعر وحمايتها من التساقط، ويمكن الحصول على البروتينات من الدواجن واللحوم ومنتجات الصويا، وينصح خبراء التغذية بالحصول على 0.8 غرام من البروتين لكل 1 كيلو غرام من وزن الجسم.
كما وينصح أطباء التجميل وخبراء التغذية بعدم اتباع الأنظمة الغذائية المقيدة وخاصة عند الخضوع للرجيم والحميات الغذائية وذلك لتجنب حدوث نقص في أحد المعادن أو العناصر الغذائية.
التغيرات المناخية وتأثيرها على نمو الشعر
تؤثر التغيرات المناخية على عملية نمو الشعر بشكل مباشر، حيث تؤثر الحرارة المفرطة المصاحبة لفصل الصيف على بنية الشعر، فيصاب الشعر بالجفاف مما يؤدي إلى حدوث تكسر وترقق في خصيلات الشعر وبمرور الوقت تصاب فروة الرأس بالجفاف وتصبح غير قادرة على احتواء بصيلات الشعر مما يؤدي إلى حدوث التساقط وفقدان كثافة الشعر.
وينصح الأطباء وخبراء التجميل بتجنب التعرض لأشعة الشمس الحارقة و استخدام كريمات الترطيب لتجنب حدوث مشاكل ومضاعفات الجفاف.
كما وتؤثر الرطوبة الزائدة المصاحبة لفصل الشتاء على فروة الرأس، فيوجد العديد من البكتيريا ومسببات المرض التى تفضل النمو في الأماكن الرطبة وتجد من الشعر الرطب مكاناً مناسباً لعملية النمو والتكاثر مما يؤدي إلى إصابة فروة الرأس بالعدوى والالتهابات و تساقط لبصيلات الشعر.
نصائح للمحافظة على الشعر من التلف وزيادة النمو
- الحصول على نظام غذائي صحي و متوازن غني بالمعادن والعناصر الغذائية.
- استخدام الشامبو والبلسم يوم بعد يوم للحفاظ على الشعر من الغبار والأوساخ.
- التأكد من تجفيف الشعر باستخدام المنشفة بشكل جيد وخصوصاً في فصل الشتاء لتجنب نمو مسببات المرض في فروة الرأس.
- تجنب استخدام الأدوات الحرارية في عملية التجفيف وذلك لتجنب حدوث تلف في الشعر.
- اختيار التسريحة المناسبة للشعر وينصح خبراء التجميل بالقيام بتصفيف الشعر على هيئة ظفائر.
- قص وتقليم أطراف الشعر كل ثلاثة أشهر وذلك بغرض التخلص من الأطراف التالفة وتعزيز عملية النمو.
- تجنب استخدام صبغات الشعر قدر الإمكان.
- استخدام مرطبات الشعر والزيوت في حال كنت تعاني من جفاف الشعر وتكسره.